كيف أصلي ما فاتني من الصلاة طب 21 الشاملة

كيف أصلي ما فاتني من الصلاة طب 21 الشاملة

فرض الله سبحانه وتعالى على عباده صلوات خمس في اليوم والليلة، وجعلها مؤقتةً بأوقات معينة لحكمةٍ اقتضاها سبحانه، فبذلك يظلّ العبد على صلة بربّه جلّ وعلا مدة أوقات الصلاة كلها، ويظلّ يرتوي منها طيلة الوقت، ومن حكمة تفريق الصلوات في أوقاتها أيضاً رفع الملل والثقل عند العبد، فلو أدّاها مجتمعةً في وقتٍ واحد لملّ في ذلك، وقد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم أوقات الصلوات للمسلمين، فجعل لكلِّ صلاةٍ وقتَ بدايةٍ ووقت نهاية، إلّا أنّ تحديد هذه الأوقات بالساعة يختلف من بلدٍ إلى آخر، ففيما يتعلق بصلاة الظهر فإنّ وقتها يبدأ من زوال الشمس؛ أي زوالها من وسط السماء إلى جهة الغرب، وينتهي حين يصير ظلّ كل شيء مثله في طوله، أمّا وقت صلاة العصر فيبدأ بانتهاء وقت صلاة الظهر، أي عند صيرورة ظلّ كلّ شيءٍ مثله في الطول، وله وقتان للانتهاء؛ وقت الاختيار ووقت الضرورة، فأمّا وقت الاختيار فهو يمتدّ من أوّل دخول وقت صلاة العصر إلى اصفرار الشمس، ويختلف تحديده بالساعة حسب اختلاف الفصول، وأمّا وقت الضرورة فهو من اصفرار الشمس إلى غروبها.[1]

والمقصود بوقت الضرورة أنّ الإنسان لو اشتغل عن صلاة العصر بشغلٍ ضروريٍّ لا بدّ منه كأن ينشغل بتضميد جرحٍ ونحو ذلك، وكان قادراً على أدائها قبل اصفرار الشمس إلا أنّ ذلك لا يحصل إلا بمشقّةٍ تقع عليه، فأخّر الصلاة إلى ما قبل غروب الشمس، يكون حينها قد صلّى في الوقت المشروع ولا إثم عليه، لأنّ هذا الوقت الذي صلّى فيه هو وقت الضرورة، فلا حرج على الإنسان أن يصلي فيه إذا اضطّر لذلك ما دامت الشمس لم تغرب، ويدخل وقت صلاة المغرب مباشرةً بعد انتهاء وقت صلاة العصر، أي عند غروب الشمس، ويمتدّ إلى حين مغيب الشفق الأحمر، فإذا اختفت الحُمرة من السماء خرج وقت صلاة المغرب، ودخل عندها وقت صلاة العشاء، ويستمر وقت صلاة العشاء إلى منتصف الليل؛ حيث يُحدّد موعد انتصاف الليل من خلال حساب المدّة التي تكون بين مغيب الشمس إلى طلوع الفجر، فمنتصف هذه المدّة هو منتصف الليل، أي وقت انتهاء صلاة العشاء، فلو أنّ الشمس تغيب في الخامسة، والفجر يطلع في الخامسة أيضاً لكان منتصف الليل هو الحادية عشرة مساءً.[1]

حكم الصلوات الفائتة وكيفية قضائها

قد يفوت الإنسان أداء الصلاة في وقتها، ولا يخرج حاله عندها من أحد اثنين:[2][3]

حكم تأخير الصلاة بسبب العمل

لا يجوز للمسلم أن يؤخر الصلاة بسبب انشغاله بعمله، فقد قال الله تعالى عنها: ( إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا)،[5] وقد وقّت الرسول صلى الله عليه وسلم لكلّ صلاةٍ وقتها كما سبق ذكره، فمن أخّر الصلاة عن وقتها أو قدّمها عليه فقد تعدّى حدود الله تبارك وتعالى، ومن تعدّى حدود الله عز وجل فهو من الظالمين، ولأجل ذلك فقد شرع الله سبحانه وتعالى للإنسان إذا لم يتمكن من أداء الصلاة على ما هي عليه خيفة من العدو أن يصلّيها راكباً أو ماشياً، فلا يؤخّرها، ويظهر من ذلك أنّ تأخير الصلاة لأي عمل كان غير جائز، إلّا أنّ الصلاة إن كانت ممّا يمكن جمعه مع صلاة أخرى، وشقّ على الإنسان أن يؤدي كل واحدةٍ من الصلوات في وقتها، جاز له أن يجمعها مع غيرها، كجمع صلاة الظهر مع العصر، أو صلاة المغرب مع العشاء، أمّا أن يؤخرها لتخرج عن وقتها دون جمع كأن يؤخر صلاة الفجر إلى ما بعد طلوع الشمس، أو صلاة العصر إلى ما بعد غروب الشمس فلا يجوز.[6]

المراجع

  1. ^ أ ب "مواقيت الصلوات الخمس"، www.islamqa.info، 2002-1-8، اطّلع عليه بتاريخ 2018-12-27. بتصرّف.
  2. ↑ "حكم قضاء الصلاة الفائتة"، www.islamqa.info، 2002-6-27، اطّلع عليه بتاريخ 2018-12-27. بتصرّف.
  3. ↑ " طريقة قضاء فوائت الصلاة والصيام إذا لم يعلم عددها"، www.fatwa.islamweb.net، 2006-1-7، اطّلع عليه بتاريخ 2018-12-27. بتصرّف.
  4. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي قتادة الأنصاري، الصفحة أو الرقم: 681، صحيح.
  5. ↑ سورة النساء، آية: 103.
  6. ↑ "ما حكم تأخير الصلاة عن وقتها بسبب العمل؟ "، www.ar.islamway.net، 2007-2-10، اطّلع عليه بتاريخ 2018-12-27. بتصرّف.