كيف أحسن ظني بالله طب 21 الشاملة

كيف أحسن ظني بالله طب 21 الشاملة

حُسن الظن بالله

يسعى العبد المؤمن إلى أداء جميع التكاليف والأعمال التي أمره الله -سبحانه وتعالى- بها، وذلك ليبلغ رضوانه الذي وعد به سبحانه عباده الذين يؤمنون به ويعملون الصالحات، ولكي ينجو بذلك من عذابه الذي أعدّه لمن لم يؤمن به سبحانه ولم يقم بحق الله الذي طُلِب منه.

فالعبد المؤمن يُحسن العمل، ويُحسن الظن بالله، فيدعو ربه ويناجيه وهو موقن بالإجابة، ويعمل الصالحات، ويتجنّب المعاصي وهو على يقين بأنّ الله سيجازيه على ما قام به من الأعمال الصالحة، وأنه سيغفر له تقصيره وخطأه إذا استغفره وتاب إليه، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الذي يرويه عن ربه: (يقول اللهُ تعالَى: أنا عندَ ظنِّ عبدي بي، وأنا معه إذا ذكَرَنِي، فإن ذَكَرَنِي في نفسِه ذكرتُه في نفسي، وإن ذكَرَنِي في ملأٍ ذكرتُه في ملأٍ خيرٌ منهم، وإن تقرَّبَ إليَّ شبرًا تقرَّبتُ إليه ذراعًا، وإن تقرَّبَ إليَّ ذراعًا تقرَّبتُ إليه باعًا، وإن أتاني يمشي أتيتُه هرْولةً).[1]

فالعبد المؤمن إذا قام بالعمل الصالح وأحسن ظنه بربه سيقبل منه عمله ذلك، وإذا استغفر ربه عن ما بدر منه من تقصير وخطأ وأحسن ظنه بربه فرجا رحمته وظن أنّ الله سيعفو عنه ويغفر له خطأه وزلته فله ذلك، لأنه لا يرجو الله إلا مؤمن يعلم أنّ له رباً رحيماً، فالله عند ظن عبده به.[2]

معنى حُسن الظن بالله

الظنّ في اللغة :(الاعتقاد الراجح مع احتمال النقيض، ويستعمل في اليقين والشك)[3]

المقصود بحُسن الظن بالله: (هو أن يعلم المبتلى أنّ الذي ابتلاه هو أحكم الحاكمين، وأرحم الراحمين، وأنّه سبحانه لم يرسل إليه البلاء ليُهلكه به، ولا ليُعذبه به، وإنما ليمتحن إيمانه وصبره ورضاه على ذلك البلاء، وليسمع تضرعه وابتهاله ودعاءه ويرى هل سيصبر على البلاء أم سيكفر، وليراه طريحاً ببابه خاضعاً متذللاً، لائذاً بجنابه، مكسور القلب بين يديه، رافعاً الشكوى إليه لا لسواه).[4]

حُسن الظن بالله في القرآن الكريم

جاءت العديد من آيات القرآن الكريم لتحث المؤمنين على إحسان الظن بالله سبحانه وتعالى، وعدم إساءة الظن به، ولتؤكد أيضاً على أنّ إساءة الظن بالله ربما تؤدي بالعبد إلى الهلاك، ومن هذه الآيات:

حُسن الظن بالله في السنة النبوية

لحسن الظن أهمية كبيرة في أحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما في الآيات القرآنية، حيث تناول عددُ من الأحاديث النبوية حُسن الظن بالله وأهميته، ومن هذه الأحاديث:

كيفية حُسن الظن بالله

لكي يتمكن المسلم من إحسان الظن بالله سبحانه وتعالى فإنه يتوجب عليه القيام بعدد من الأمور، ومنها:[11]

المراجع

  1. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 7405، صحيح.
  2. ↑ "معنى قول الله في الحديث القدسي: (أنا عند ظن عبدي بي)"، إسلام ويب، 24-6-2001، اطّلع عليه بتاريخ 5-3-2017. بتصرّف.
  3. ↑ الجرجاني (1983)، التعريفات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 144.
  4. ↑ الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، مجلة البحوث الإسلامية- مجلة دورية تصدر عن الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، صفحة 174، جزء 75.
  5. ↑ سورة الفتح، آية: 6.
  6. ↑ سورة آل عمران، آية: 154.
  7. ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن واثلة بن الأسقع، الصفحة أو الرقم: 635، أخرجه في صحيحه.
  8. ↑ رواه البوصيري، في إتحاف الخيرة المهرة، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2/412، إسناده حسن.
  9. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2675، صحيح.
  10. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 2877، صحيح.
  11. ↑ "سبيل الوصول إلى حسن الظن بالله تعالى"، إسلام ويب، 23-1-2010، اطّلع عليه بتاريخ 11-2-2017. بتصرّف.
  12. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن صهيب بن سنان، الصفحة أو الرقم: 2999، صحيح.