كيف أعالج طفلي من الخوف طب 21 الشاملة

كيف أعالج طفلي من الخوف طب 21 الشاملة

مخاوف الأطفال

الخوف هو ردّةُ الفعل التي تَظهر على الفردِ في بعض المواقف التي يتعرّض لها، وذلك لخلق سلوك دفاعي لوصوله إلى حالة من الاستقرار، فهو سلوك طبيعيّ يَظهر عند الأطفال ويبدأ في سن ستة أشهر، ويتمثَّل في بدايته بالأصوات الفُجائية المرتفعة وفُقدان الطفل لتوازنه. يتدرّج سلوك الخوف وتتنوّع طبيعته كلّما تقدّم الطفل بالسن؛ حيثُ يكون مقبولاً إلى حدٍ معين وفي حال زادت حدِّيَّته وطُرق التعبير عنه أصبح يُشكّل عائقاً لسير حياة الطفل بشكل مستقر خالٍ من الأمان مليئاً بالتوتر، ويتشكّل هذا السلوك بمجموعةٍ من الاستجابات الانفعالية للمثيرات الخارجية التي تحدث في البيئة المُحيطة للطفل، وتختلف هذه الاستجابات من طفلٍ لآخر ومن فترةٍ زمنية لأُخرى.[1]

تصنيف مخاوف الأطفال

الخوف هو سلوك فطري يعيشه الإنسان في مُختلفِ مَراحله العمريّة منذ طفولته وحتى تقدّمه بالعمر، وتِبعاً لما سبق فقد قُسمت استجابات الطفل للخوف إلى مخاوف طبيعيّة ومخاوف مرضية على النحو الآتي:[2][3]

المخاوف الطبيعية

هي المخاوف التي تُبنى عند الطفل نتيجةً للخبرات السابقة التي مرّ بها أو سمع عنها، أو مشاهدته لخوف مَن حوله من مُثيرٍ مُعيّن؛ فهذا النوع من الخوف طبيعيٌّ ومُفيد في أغلب حالاته؛ فهو يَدفع الطفل إلى أخذ الاحتياطات والتدابير اللازمة لتفادي المثير المُخيف، والذي قد يكون خطراً عليه أو مؤذياً له، فيُمكن أن يخاف من النار نظراً لأنّها سبّبت له الألم في أوّل مرة تعرّض لها من قبل، وتندرج جميع هذه المخاوف تحت المخاوف الطبيعيّة لدى الطفل مع تقدمه بالعمر؛ فكلّما تقدّم في العمر تلاشت هذه الانفعالات والمخاوف لتتحوّل إلى سلوكِ الحَذر وأخذ الحيطة تجاه ما كان يَخلق حالةً من الهَلعِ والخوف لدى الطفل؛ ففي كلّ مَرحلةٍ عُمريّةٍ تتجدّد المَخاوفُ عند الطفل لما يَتناسب مع الخبرات الجديدة التي يتعرّض لها، ويَظهر أحياناً على هيئة الانسحاب أو الاختباء أو البكاء.

المخاوف المرضيّة

هي المخاوف التي من المُمكِن أن يكون على الطفل تَجاوزها في مرحلةٍ عُمريّةٍ سابقة إلا أنها استمرّت معه في مرحلةٍ مُتقدّمة، وتعدَّت ذلك إلى الاستجابات النفسيّة العضوية، أو أنّها الاستجابات التي استمرّت لفترةٍ لا تقلّ عن ستة أشهر ولا زالت لها نفس الحدية والانفعال. تَظهر المَخاوف المرضيّة بشكلٍ مُبالغ فيه وغير منطقيّ، وقد تتطوّر لتُصبح نوباتٍ من الخوف والهلع، بالإضافة للآثار النفسية العميقة التي تُسبّبها لها، وتتمثل بالشعور بالقلق، والتأهّب المستمرّ من ظهور مُثيرٍ مُعيّن، والتفكير بشكلٍ مُستمر في كيفيّة التخلّص منه، وتظهر على هيئة نوبات الذعر التي تَترافقُ مَعها أعراض عضويّة؛ كالدوار، وضيق في النفس، وزيادة نبضات القلب، كما أنّها تشمل القلق الاجتماعي، والخوف من المواقف الاجتماعيّة، أو الخوف من الأماكن المكشوفة، والاضطراب من أيّ مثيرٍ هو في الأصل مثيرٌ عاديّ وغير مخيف.

أسباب مخاوف الأطفال

تَختلف أسباب خوفِ الأطفال باختلاف التنشئة الأُسريّة، والنفسيّة، والرعاية التي بُنيت عليها تكويناتهم النَّفسيَّة؛ فالتربية القاسية والضرب يجعل الطفل أكثر جُبناً وخوفاً، والمُلاحظات الدائمة والمردودات السلبيَّة لسلوكاتِه، وتَعليقات الأهل، واللوم المستمر لجميع تصرّفاته يُفقده قيمته الذاتيّة لنفسه، الأمر الذي يَدفعه للكذب لتفادي التوبيخ المستمر، بالإضافة إلى المَواقف التي يتعرّض لها الطفل في حياته والصدمات النفسية، والتهديد الدائم، واستِهزاء البيئة المُحيطة للطفل به، والتخويف الدائم بأيّ مؤثرٍ كالشرطي أو الطبيب، وتَقليد من هم أكبر منه سناً في مخاوفهم، وردّات فعلهم عليها.[4]

علاج الخوف عند الأطفال

الخوف عند الأطفال مُشكلة ولها حل، يقع عاتقها على الوالدين؛ حيث إنّه من الواجب عليهما استيعاب مخاوف الطفل، وتوفير بيئةٍ مطمئِنّة له لتُصبح لديه قاعدةٌ مَتينة من الخبرات التي تُمكّنه من التغلّب على هذه المخاوف، ويكون ذلك بالطرق الآتية:[1][4]

المراجع

  1. ^ أ ب محمد الفوال، "مقاومة الخوف والسلوك الفردي عند الأطفال"، بحث مقدّم إلى مؤتمر فيلادلفيا الدولي الحادي عشر، اطّلع عليه بتاريخ 7-2-2017.
  2. ↑ د.هاني رمزي عوض، "مخاوف الطفولة الطبيعية و المرضية"، جريدة الشرق الأوسط، اطّلع عليه بتاريخ 7-2-2017.
  3. ↑ د. أحمد مجاور، "المخاوف المرضية لدى الأطفال والمراهقين"، الشبكة العربية للصحة النفسية للأطفال و المراهقين، اطّلع عليه بتاريخ 7-2-2017.
  4. ^ أ ب بدر ملك، لطيفة الكندري، "التغلب على الخوف عند الأطفال"، الصندوق الوقفي للتنمية العلمية والاجتماعية، اطّلع عليه بتاريخ 7-2-2017.