كيف نصلي صلاة العشاء طب 21 الشاملة

كيف نصلي صلاة العشاء طب 21 الشاملة

صلاة العشاء

تُعدُّ صلاة العشاء من الصَّلوات المُهمَّة والتي ذُكرت بها الكثير من الأحاديث في فضائلها، وجزاء تاركها؛ حيث إنّ حكمها هو فرض على كل مسلمٍ بالغٍ عاقل، كما أنه واجبٌ صلاتها في الجماعة للرجال فقط، فالأجر في صلاة العشاء في جماعة كبير، فقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام: (مَن صَلَّى العِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا قَامَ نِصفَ الَّليلِ، وَمَن صَلَّى الصُّبحَ فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا صَلَّى الَّليلَ كُلَّهُ) {صحيح مسلم}.

بشَّر النَّبيُّ عليه الصلاة والسلام من يمشون في الظُّلمة إلى المساجد بقوله: (بشِّرِ المشَّائينَ في الظُّلمِ إلى المساجِدِ بالنُّورِ التَّامِّ يومَ القيامةِ) {صححه ابن ماجه والألباني}، حيث إنّ صلاة الظُلمة هي صلاة الفجر وصلاة والعشاء، وفي المقابل فقد وصف النبيُّ صلى الله عليه وسلَّم تارك هاتين الصلاتين بالنِّفاق كما ورد في الحديث الذي صحَّحه الشيخ الألباني رحمه الله، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (أثقلُ الصلاةِ على المنافقين صلاةُ العشاءِ ، وصلاةُ الفجرِ ، ولو يعلمون ما فيهما لأتَوْهما ولو حَبْوًا).

كيفية أداء صلاة العشاء

صلاة العشاء أربع ركعاتٍ كما في صلاة الظُّهر والعصر، ولكن تكون القراءة في أوَّل ركعتين من صلاة العشاء جهريَّتين، وليست سِرِّيةً كما هي في صلاتَي الظُّهر والعصر، أمّا مناسك صلاة العشاء فهي كما يلي معتمدين في ذلك على الحديث المشهور (المسيء في صلاته):

وقت صلاة العشاء

يبدأ وقت صلاة العشاء من لحظة مغيب الشَّفق الأحمر الموجود في السماء حتى صلاة منتصف الليل، ويمكن إبقاؤها لصلاة الفجر لمن اضطرته الظُّروف، وذلك لقول النبيِّ عليه الصلاة والسلام: (أما إنه ليس في النوم تفريطٌ، إنما التفريط على من لم يصلِّ الصلاة حتى يجيء وقت الصلاة الأخرى) {رواه مسلم}، وهذا دليل على جواز تأخير صلاة العشاء للفجر لمن اضطرَّ لذلك، حيث إن هذا قول جمهور العلماء، ولكن الواجب أن يتم أداؤها في النصف الأوَّل من الليل.

أما عن أفضل وقتٍ لأداء صلاة العشاء فهو ما ورد في الأحاديث الصحيحة بأن تأخير صلاةِ العشاء إلى ثلث الليل أو إلى منتصفه أفضل في الأجر والثواب من تأديتها في الوقت المبكِّر الذي تعوَّدنا عليه في أيامنا هذه، حيث إنّ عائشة رضي الله عنها قالت: (كانوا يصلَّون العتمة فيما بين أن يغيب الشَّفق إلى ثلث اللَّيل الأوَّل) {رواه البخاري}، وقد روى أبو سعيدٍ الخدري رضي الله عنه قائلاً: (صلَّى بنا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ صلاةَ المغربِ، ثمَّ لم يخرج إلينا حتَّى ذَهبَ شطرُ اللَّيلِ فخرجَ فصلَّى بِهم ثمَّ قالَ: إنَّ النَّاسَ قد صلَّوا وناموا وأنتُم لم تزالوا في صلاةٍ ما انتظرتُم الصَّلاةَ، ولَولا ضعفُ الضَّعيفِ، وسقمُ السَّقيمِ لأمرتُ بِهذِه الصَّلاةِ أن تؤخَّرَ إلى شطرِ اللَّيلِ) {صحَّحه الألباني}.

ننوّه إلى أن بعض المسلمين لا يذهبون للصلاة في المسجد مع الجماعة بحجَّةِ أنَّ أئمَّة المساجد لا يؤخِّرون الصلاة إلى منتصف الليل، فيصلُّونها منفردين في منازلهم في منتصف الليل، وهذا الأمر غير جائز، لأنَّ النَّبيَّ كان يُصلِّيها في أول الوقت أحياناً، وكان يصلِّيها في منتصف الليل أحياناً أخرى، ولم يتخلَّف أحدٌ من الصحابة بمثل هذه الحجج.

النَّوافل بعد صلاة العشاء

ورد في الأحاديث الصحيحة أن ركعتين بعد صلاة فريضة العشاء هما سنَّةٌ مؤكَّدة، وكذلك ركعة الوتر حكمها كحكم ركعتي السُّنَّة المؤكَّدتين بعد فرض العشاء مباشرة.