ما كيفية سجود الشكر طب 21 الشاملة

ما كيفية سجود الشكر طب 21 الشاملة

سجود الشكر

شرع الله سبحانه وتعالى العبادات للنّاس ليتقربوا بها إليه، وليشكروه على ما أنعم به عليهم من نِعم باطنةٍ وظاهرة، فإذا حصلت للعبد نعمةٌ مُفاجئةٌ أو كانت غير متوقعة أو غير مُنتظرة، أو نجاه من كارثةٍ حتمية فقد شُرِع له أن يشكر الله على تلك النّعمة بعبادات عاجلةٍ أو آجلة، ومن العبادات المخصوصة لشكر تلك النّعم أن يسجد المرء لله عزَّ وجل، فيتوجه إليه ويشكره على ما أنعم به عليه، فإنّ العبد أقرب ما يكون من ربه إذا سجد.

للسجود أشكالٌ مُتعدّدة؛ فمنه السّجود في الصّلاة المفروضة، وصلاة النّوافل، والسّجود عند قراءة أو سماع آية وردت فيها إحدى سجدات التّلاوة المعروفة، وسجود الشّكر لله تعالى على نعمه وهو موضوع هذه المقالة، بهذا السّجود يكون العبد في قمّة الخضوع لله والتذلّل له مُعرباً عن ضعفه وحاجته لخالقه في كلّ أوقاته وأحواله، وسجود الشّكر من السّنن التي غفل عنها الكثير من النّاس، حيث يُشرع كما ذُكِر عندما يحصل للمسلم نعمة عامّة أو خاصّة، أو يُصرَف عنه أمر سيّئ، والمراد بالنّعمة هي النِّعَم المُتجدّدة، فنعم الله واردة على الإنسان في كلّ لحظة.

حكم سجود الشّكر

اختلف الفقهاء في حكم سجود الشّكر، فأجازه بعضهم وكرهه آخرون، وفيما يأتي بيان أقوال وأدلّة كل فريق:

كيفيّة أداء سجود الشكر

سجود الشّكر نفس سجود التّلاوة؛ فلا يلزم فيه أيّ شرط من شروط الصّلاة، فقط يخرّ المسلم ساجداً دون أن يُكبِّر، ثم يقول كما يُقال في سجود الصّلاة أو سجود التّلاوة، ويشكر الله على نعمه، ويدعوه بما يُريد، وكلُّ ذلك دون وضوء، أو تكبير، أو تَشهُّد، أو تسليم، ولم يَرِد عن الرّسول -عليه الصّلاة والسّلام- في سجدة الشّكر قولٌ أو دعاءٌ مخصوص أو ذكرٌ مُعيّن، بل يقول المُسلم ما يُقال عند السّجود، ويُمكنه أن يجتهد بما يشاء من ذكرٍ أو أيّ كلامٍ فيه من شكر الله وتقديسه وتمجيده، ويجوز له إضافة تحميدٍ، أو استغفارٍ أو شكرٍ، أو دعاء، كما أنّه إذا بُشِّر المسلم بما يَسُّره وهو يُصلّي فلا يجوز له أن يسجد سجدة الشّكر، أو أن يُصلّي ثم يُضيف سجدةً للصّلاة على أنّها سجدة شكر فذلك يُبطل الصّلاة؛ حيث إنّ سبب سجوده ليس من الصّلاة، ولا يجوز إضافة شيءٍ في الصّلاة ليس منها، أو زيادة ما لم يرد فيه نصٌّ عليها، وإذا طال الفصل بين سجدة الشّكر وسببها فلا يُشرع له السّجود لانتفاء السّبب.[9]

أسباب سجود الشكر

إذا طرأت على المسلم نعمةٌ ظاهرةٌ فإنّه يُشرع له أن يسجد شكراً لله عليها، ومثال النّعم الظّاهرة ما ياتي:[9]

المراجع

  1. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6093.
  2. ^ أ ب أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر بن حمدان أبو الحسين القدوري (2006)، التجريد (الطبعة الثانية)، القاهرة: دار السلام، صفحة 227-669، جزء 2. بتصرّف.
  3. ↑ مالك بن أنس بن مالك بن عامر الأصبحي المدني (1994)، المدونة (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 197، جزء 1. بتصرّف.
  4. ↑ أبو الوليد محمد بن أحمد بن رشد القرطبي (1988)، البيان والتحصيل (الطبعة الثانية)، بيروت: دار الغرب الإسلامي، صفحة 393، جزء 1.
  5. ↑ أحمد سلامة القليوبي وأحمد البرلسي عميرة (1995)، حاشيتا قليوبي وعميرة، بيروت: دار الفكر، صفحة 238-239، جزء 1. بتصرّف.
  6. ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أبو بكر الصديق ، الصفحة أو الرقم: 1578.
  7. ↑ رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن عبدالرحمن بن عوف، الصفحة أو الرقم: 2/399، إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما.
  8. ↑ عبد الرحمن بن محمد بن قاسم العاصمي الحنبلي (1397)، حاشية الروض المربع شرح زاد المستقنع (الطبعة الأولى)، صفحة 242، جزء 2. بتصرّف.
  9. ^ أ ب ت مجموعة من العلماء (1427)، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الأولى)، مصر: مطابع دار الصفوة، صفحة 248، جزء 24. بتصرّف.