كيف أكون داعية طب 21 الشاملة

كيف أكون داعية طب 21 الشاملة

الدعوة إلى الله تعالى

إن الدعوة إلى الله -عز وجل- منهج الرسل والأنبياء عليهم السلام، وهي من أهم الواجبات على المسلمين عموماً وعلى العلماء خاصةً، وحاجة الأمة إليها شديدة، فهم بحاجةٍ إلى من يبصّرهم في دين الله، ويرغّبهم بالتفقّه فيه، ويحذّرهم من تسرّب الضعف والنقص إلى إيمانهم، لذا فالواجب يحتّم على أهل العلم والشريعة والعلماء أن يشمّروا عن ساعدهم، ويدعون الناس إلى الله وإلى الحق، وينصحونهم لما فيه الخير، ويصبرون في سبيل ذلك، ويدعوهم إلى توحيد الله وطاعته وترك معصيته، خاصة في زمننا وعصرنا الذي أصبح فيه دين الإسلام غريباً؛ فقد كثُرت الذنوب والمعاصي، والابتعاد عن كتاب الله وسنة نبيّه، والضلال والجهل والإلحاد، قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ).[1][2]

كيفية الدعوة إلى الله

إن الإطار العام للدعوة في سبيل الله بالطريقة الصحيحة تتضمّن أولاً أن تكون على وفق كتاب الله -عز وجل- وسنة نبيّه المصطفى محمد صلى الله عليه وسلّم، قال الله تعالى: (قُل هـذِهِ سَبيلي أَدعو إِلَى اللَّـهِ عَلى بَصيرَةٍ أَنا وَمَنِ اتَّبَعَني وَسُبحانَ اللَّـهِ وَما أَنا مِنَ المُشرِكينَ)،[3] وقد قيل: "والبصيرة هي اليقين والمعرفة، ولا يحصل اليقين والمعرفة إلا على ضوء كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، على وفق فهم سلف هذه الأمة"، ومن أهمّ الواجبات في الدعوة أن تكون بالحكمة والموعظة الحسنة، قال تعالى: (ادعُ إِلى سَبيلِ رَبِّكَ بِالحِكمَةِ وَالمَوعِظَةِ الحَسَنَةِ وَجادِلهُم بِالَّتي هِيَ أَحسَنُ).[4][5]

فهذا حال الداعية؛ يجب أن يدعو الناس إلى الله بالحكمة؛ بأن يبدأ بالأهم فالأهم، ويراعي حال المدعوّين واهتماماتهم، ويصدّق قوله عمله، فحينئذٍ يكون قدوةً صالحةً لغيره، ويدعو الناس كذلك بالموعظة الحسنة؛ بأن يخاطبهم بأسلوبٍ رفيعٍ لطيفٍ مشوّقٍ، ويشحن خطابه الدعوي بالآيات والأحاديث التي ترقّق القلوب وثؤثّر في النفوس، ويقصّ القصص ويضرب الأمثلة الواقعية، ويجادلهم بالتي هي أحسن، بأن يرفق بهم، ويبيّن أنه يريد لهم الخير والصلاح، ويدعّم خطابه بالحجج القوية والبراهين الساطعة، ويصبر على كل ذلك ويحتسب الأجر والثواب عند الله عز وجل،[5] وبعد بيان الإطار العام للدعوة إلى الله والأساس القوي للدعوة، نوضّح باقي النقاط والعوامل التي تساعد في بناء شخصية الداعي إلى الله حتى يكون ناجحاً في دعوته سواء كان من الرجال أو من النساء:[6][7]

حكم الدعوة إلى الله

الدعوة إلى الله -تعالى- واجبةٌ ومن الفرائض، دلّ على ذلك القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، قال تعالى: (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)،[8] وتكون الدعوة فرضٌ على الكفاية في الأقطار التي يقوم بها الدعاة، بحيث إذا قام بها من يكفي، سقطت عن الباقي وصارت في حقّهم سنةً مؤكّدةً، وعملاً عظيماً صالحاً، فجديرٌ أن تقوم في البلاد طائفةٌ منتصبةٌ للدعوة إلى الله وتبليغ رسالته في أنحاء المعمورة، خاصة في وقتنا الذي تيسّرت فيه الكثير من الوسائل التي لم تكن موجودةً قبل ذلك، من التلفاز، والإذاعة، والإنترنت، وشبكات التواصل، وغيرها، أما في حال عدم قيام القطر بالدعوة إلى الله على التمام، فإنها حينئذٍ تصبح واجبة على الجميع، وفرض عينٍ على الإنسان بحسب قدرته واستطاعته، وإلا أصبح الإثم عاماً.[9]

آداب وأخلاق الدعية إلى الله

إن أقصر الطرق إلى قلوب الناس، وأجمل ما يتّصف به الداعية؛ الخلق الحسن، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّكَم لن تَسَعُوا الناسَ بأموالِكم، ولكن يَسَعُهم منكم بسطُ الوجهِ وحسنُ الخُلُقِ)،[10] وقيل في تعريف الخلق الحسن أنه "ملكةٌ بالنفس يُقتدر بها على صدور الأفعال الجميلة بسهولةٍ"، فهو مما يؤثّر في نفوس الناس ويجذبهم لقبول الدعوة، حتى الأعداء ينقلب بغضهم حباً لذلك، فالناس فُطِرت على حب الحسن والفضائل، والنفور من القبائح،[11] وفيما يأتي بيان الآداب والأخلاق التي يجب على الداعية أن يتحلّى ويتّصف بها:[12][13]

المراجع

  1. ↑ سورة البقرة، آية: 21.
  2. ↑ الشيخ ابن باز، "أهمية الدعوة إلى الله بالأساليب المشروعة"، www.binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 24-5-2019. بتصرّف.
  3. ↑ سورة يوسف، آية: 18.
  4. ↑ سورة النحل، آية: 125.
  5. ^ أ ب "كيف تصبح داعية موفقا ناجحا"، www.islamweb.net، 2003-3-8، اطّلع عليه بتاريخ 24-5-2019. بتصرّف.
  6. ↑ الشيخ محمد الدويش، "كيف أصبح داعية ناجحاً"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-5-2019. بتصرّف.
  7. ↑ "كيف تكون المرأة داعية إلى الله؟"، www.islamweb.net، 2005-8-1، اطّلع عليه بتاريخ 24-5-2019. بتصرّف.
  8. ↑ سورة آل عمران، آية: 104.
  9. ↑ الشيخ عبد العزيز ابن باز (1423هـ - 2002م)، الدعوة إلى الله وأخلاق الدعاة (الطبعة الرابعة)، الرياض- السعودية: رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء، صفحة 14-16. بتصرّف.
  10. ↑ رواه ابن حجر العسقلاني، في فتح الباري لابن حجر، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 10/474، إسناده حسن.
  11. ↑ د. هند شريفي (7-3-2015)، "أهمية الأخلاق في حياة الداعية"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-5-2019. بتصرّف.
  12. ↑ "فضل الدعوة إلى الله تعالى"، www.ar.islamway.net، 2014-12-25، اطّلع عليه بتاريخ 24-5-2019. بتصرّف.
  13. ↑ الشيخ عبد العزيز ابن باز (1423هـ - 2002م)، الدعوة إلى الله وأخلاق الدعاة (الطبعة الرابعة)، الرياض- السعودية: رئاسة إدارة البحوث العملية والإفتاء، صفحة 43-48. بتصرّف.