يبحثُ الكثيرُ من الأفراد عن تمويلٍ ماليّ يُساعدهم في شراءِ شيءٍ ما، أو البدء بتأسيس مشروعٍ مُعيّن، لذلك يتوجّهون لأحد البنوك التجاريّة من أجل تقديم طلبٍ للحُصولِ على قرضٍ ماليّ، والذي يُعتبرُ بمثابةِ دين مُقدّمٍ من البنك لهم، ويساهمُ في تقديمِ الدّعم الماليّ الكافي مِنْ أجل تنفيذ العمل أو النّشاط المُرتبط بقيمةِ القرض، ولكن مع انتشار القروض البنكيّة حرصتْ كافّة البنوك التجاريّة تقريباً في الحصول على ربحٍ ماليّ مُقابل سداد قيمة القرض، وأيضاً يُعتبرُ ذلك الربحُ بمثابةِ استحقاقٍ يُثبتُ ضرورة سداد قيمة القرض خلال فترةٍ زمنيّة مُحدّدة ومُتّفق عليها مُسبقاً بين الفرد والبنك، ويُطلقُ على هذا الرّبح الماليّ الذي يُؤدّي إلى زيادةِ قيمة سداد القرض مُسمّى الفائدة البنكيّة.
مُصطلحُ بنك مشتقٌ من الكلمة الإنجليزيّة (Bank)، أمّا باللغةِ العربيّة فيطلقُ عليه مُسمّى المَصرِف، ويُعرفُ البنك بأنّه المكانُ الذي تحدثُ فيه مجموعةٌ من العمليّات الاقتصاديّة والماليّة التي تعتمدُ على متابعةِ وتقييم الأداء العام للنّشاطات المصرفيّة خلال اليوم الواحد. ومن التّعريفات الأُخرى للبنك بأنّه تقديمُ مجموعةٍ من الخدمات الماليّة للعديدِ من الأفراد، والذين يُطلقُ عليهم مُسمّى العملاء، وقد تكون هذه الخدمات عبارةً عن إيداعاتٍ أو سحوباتٍ نقدية، أو تقديمٍ لخدمات القروض، أو مُتابعة الالتزامات الماليّة، وغيرها من الخدمات الأُخرى.[1]
تُعرفُ فائدة البنك لغةً بأنّها ربحٌ يتمُّ الحصول عليه من المال،[2] أما اصطلاحاً تُعرفُ فائدةُ البنك بأنّها مقدارُ الزّيادة على أصل المبلغ محسوباً على أساسٍ سنويّ؛ أيّ لمُدةِ 12 شهراً قابلةً للزّيادة أو النّقصان بناءً على اتّفاقٍ مُسبق. ومن التّعريفات الأُخرى لفائدة البنك هي تكلفةٌ ماليّةٌ يتحمّلها الفرد بصفته الشخصيّة، أو الشّركة التي تقترضُ من البنك مبلغاً من المال، ويترتّبُ على سداده إضافة قيمةٍ ماليّة له؛ يتمُّ تحديدها مُسبقاً بالاعتمادِ على السّياسة الماليّة الخاصّة بالبنك، والطّريقة التي يتّبعها للتّعاملِ مع القروض، والفترة الزمنّية المُخصّصة لسداد المبلغ الماليّ.
تعدُّ الفوائد التي يتقاضاها البنك على القروض من أهمّ مصادر أرباح البنوك في كافّةِ أنحاء العالم، حيثُ يُشكلُ الرّبح الماليّ من قيمة القروض نوعاً من أنواع الإيرادات الماليّة التي يستفيدُ منها البنك في تسيير عمليّاته التجاريّة والمصرفيّة. وتختلفُ أنواع الفوائد البنكيّة والطُرق المُخصّصة لحسابها بناءً على نوعها، وطبيعة السّياسة المصرفيّة المُتّبعة في البنك.[3]
تقسمُ الفائدةُ عموماً إلى نوعين؛ وهما:[4]
الفائدة البسيطة هي مثل اسمها بسيطة جداً؛ فهي عبارةٌ عن قيمةٍ ماليّة تُضافُ على القيمة الأصليّة للمبلغ الماليّ في نهاية الفترة الماليّة، وتُستَخدمُ الفائدةُ البسيطة في العمليّات الماليّة التي تحتاجُ إلى فترةٍ زمنيّة قصيرة، والتي تُقدّرُ بحواليّ سنة واحدة، وتتميّزُ الفائدةُ البسيطة بأنّها ثابتةٌ؛ أيّ لا تتغيّرُ نسبة الفائدة خلال السّنة الماليّة، بل تظلُّ مُرتبطةً بالقيمةِ الأساسيّة للقرض، أو المبلغ الذي تمَّ الحصول عليه.
الفائدة المُركّبة هي الفائدةُ التي يتمُّ تركيبها تركيباً؛ أيّ يتمُّ حسابها بعد إضافةِ قيمة الفائدة السّابقة إلى المبلغ الماليّ أو القرض بعد نهاية الفترة الماليّة المُحدّدة، فتُضافُ فائدةٌ جديدةٌ مع الفترة الماليّة الجديدة، وهكذا كلّما طالتْ الفترة الماليّة المُخصّصة للقرض، كلّما زادتْ قيمة الفائدة المطلوبة بزيادةٍ نسبيّة، وتكونُ القيمة الماليّةُ الجديدةُ هي القيمة القديمة للقرض مُضافٌ له القيمة السّابقة للفائدة، والتي تفرضُ عليها الفائدة المُركّبة.
لكلّ نوعٍ من أنواع الفائدة طريقةٌ خاصّةٌ لحسابها من خلال الاعتمادِ على مُعادلاتٍ رياضيّة مُعيّنة، والآتي طُرق حساب فائدة البنك:
حتّى يتمّ حساب قيمة الفائدة البسيطة على المبلغ الماليّ، أو قيمة القرض البنكيّ، يجبُ توفير ثلاثة عناصر، وهي:[4]
حتّى يتمّ حساب الفائدة المُركّبة على المبلغ الماليّ، أو قيمة القرض البنكيّ يجبُ توفير العناصر الآتية؛ وهي:[5]