رغّب الإسلام بالإحسان إلى اليتيم، وخصّ المحسن إليه بالدرجات العظيمة والأجر الكبير في الدنيا والآخرة، وشرع الإسلام كفالة اليتيم وأمر بالإحسان إليه، فقد يكون الكافل محتضناً لليتيم في بيته مع أطفاله، وقد يكون كافلاً له بالمال، يؤدّيه لكافلٍ له في المسكن، وكفالة اليتيم لا تنحصر في الكفالة الماديّة له فقط، بل يُضاف إليها التربية، والتعليم، وحُسْن التنشئة على الأخلاق والدين الإسلاميّ، وكلّ ذلك يندرج تحت كفالة اليتيم التي ينال مؤدّيها الفضل والجزاء الحسن.[1]
ذُكر اليتيم في القرآن الكريم في سياقاتٍ شتّى، واستنبط العلماء من كلّ آيةٍ حُكماً أو أمراً خاصّاً بالأيتام في شريعة الإسلام، وفيما يأتي تعريجٌ على نظرة القرآن الكريم إلى اليتيم التي أراد الله -تعالى- غرسها في المجتمع المسلم:[2]
إنّ أعظم ما قد يناله كافل اليتيم من أجورٍ في الدنيا والآخرة، يتمثّل في قول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (أنا وكافِلُ اليَتِيمِ في الجَنَّةِ هَكَذا، وقالَ بإصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ والوُسْطَى)،[3] وحثّ النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- لمن كفل يتيماً أن يكفله حتّى تنتهي حاجة اليتيم؛ فتلك أكمل الصور للكفالة، فمن فعل كان جزاؤه الجنّة، ومع ذلك فإنّ من كفل اليتيم فترةً من الزمن طالت أم قصرت؛ فإنّه ينال الفضل الوارد في الحديث الشريف؛ مرافق النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في الجنّة، وكلّما زادت الفترة زاد الأجر والفضل للكافل.[4]