يُعدّ زيت السمسم زيتاً نباتياً أساسيّاً في مطبخ جنوب الهند، ويدخل مكوّناً أساسيّاً في أغلب الأطباق، إذ يُعدّ مُعزّزاً للنكهة في المطابخ الصينيّة واليابانيّة والكوريّة، ولا يُضاف بالمقدار نفسه كما في المطبخ الجنوب هنديّ، ومع أنّ الزّيت النباتيّ الأكثر استخداماً في المطابخ العربيّة هو زيت الزّيتون، فإنّ زيت السمسم بدأ يدخل إلى المطابخ العربيّة أكثر فأكثر في السنوات الأخيرة، وهو يمتاز برائحة نفّاذة ونكهة قويّة لا تمتاز بها الكثير من الزّيوت النباتيّة الأخرى، ويمكن استخدامه لطهو المعكرونة، أو الأرز، أو حتى للقلي، أو للسلطات المختلفة.
ويُعتقد أنّ السمسم كان يُزرع منذ نحو خمسة آلاف سنة في جنوب الهند، وبعدها انتشر في قارة آسيا كلّها، حيث إنّ محصول السمسم كان يتحمّل ظروفاً قاسية لا تتحمّلها المحاصيل الأخرى، لذلك كانت تنجح زراعته، في حين تفشل زراعة محاصيل أخرى، وهذا ما جعله ينتشر عبر قارة آسيا.
ويمتاز زيت السمسم عن الكثير من الزّيوت النباتيّة الأخرى باحتوائه على كميّة جيدة من فيتامين ك، والذي يوجد في العادة في المنتجات الحيوانيّة، مثل: البيض، واللحوم، والأجبان، ويساعد هذا الفيتامين على تخثّر الدّم، ونقصه يسبّب ميوعة زائدة في الدّم، وصعوبة في التخثّر، وكما يساعد في الحفاظ على كثافة العظام، وعدم الإصابة بمرض ترقّق العظام، ويقلّل زيت السمسم من خطر الإصابة بمرض السكري، كما يخفّض ضغط الدّم المرتفع، ويحافظ على صحّة القلب، وهو كذلك يحافظ على صحّة الجلد والبشرة، ويعتقد البعض أنّه يقلّل من خطر الإصابة بالسرطان.
عند حصاد محصول بذور السمسم يتم قطع النبات باليد، أو بأحد أدوات الزراعة المناسبة لذلك، وحفظه في مكان جافّ ومظلم لإعطاء البذور الوقت الكافي لتنضج بشكل كامل، حيث لا يمكن استخراج الزيت منها إذا لم تكن ناضجة، فكلّ حبة سمسم مغلّفة بكبسولة تنتفخ وتصبح مليئة بالزّيت عند نضوجها، في حين تكون أصلب قبل ذلك، ثمّ تُجمّع البذور، وتتم معالجتها بإحدى الطرق المختلفة لاستخراج زيت السمسم من البذور، وتشمل الطرق الميكانيكيّة، والمعالجة الحراريّة، وغيرها من الطرق، كما يمكنك استخراج زيت السمسم بطريقة بسيطة في المنزل باتّباع الخطوات الآتية:
وتجدر الإشارة إلى أنّ لون الزّيت المستخرَج يعتمد على لون بذور السمسم المستخدمة، فالبذور فاتحة اللون والأقرب إلى اللون الأبيض تنتج زيتاً فاتحاً وشفّافاً، في حين تنتج البذور الداكنة والمحمّصة زيتاً أغمق.