كيف تعرف شخصيتك من لونك المفضل طب 21 الشاملة

كيف تعرف شخصيتك من لونك المفضل طب 21 الشاملة

فلسفة الألوان في تحليل الشخصيَّة

يُمكن وصف الألوان بأنّها اللغةُ الصامتة التي يتواصل بها الآدميّون والحيوانات والنباتات وحتَّى الجمادات، فهي أحد أهمِّ عناصر التّواصل غير المَحكيِّ أو غير اللفظيِّ التي تملأُ الطَّبيعة وتحيطُ بجميع الكائنات، ويصفُ العاملون في علم النَّفس الألوان بأنَّها أحد أهمِّ محدِّدات السُّلوك البشريِّ؛ إذ يتأثَّر الإنسانُ بالألوان من حوله ويتبنَّى على الأغلب أحدها أو أحد مجموعاتها ليتآلف معه، ويُشير ذلك إلى وجود علاقةٍ بين شخصيَّة الإنسانِ وانطباعاته أو انعكاساته مع ما يألفه أو يرغبه أو يختاره من الألوان؛ ليؤثِّر ذلك أيضاً على تواصلهِ مع الآخرين وتأثيراته المزاجيَّة والسُّلوكيَّة، وتختلفُ الألوانُ في تأثيرها بينَ الأفراد اختلافاً كثيراً؛ إذ تتداخل مجموعةٌ من العوامل في تمييز أثر الألوانِ واستحكامها في الأفراد كالجنسِ والعمر وغيرها من العوامل.[١]

وظائف الألوان

تؤثّر الألوان في الإنسانِ بنواحٍ متعدِّدة تبعاً للمعاني التي يُكوِّنها الأشخاص والثَّقافات تجاه اللونِ من جهةٍ، وللتأثير الفسيولوجي الذي تُكوِّنه الألوان من جهة أخرى، علاوةً على الاستجابةِ النفسيَّة والعاطفيَّة والمتغيِّرات الثقافيَّة والجغرافيَّة والبيئيَّة وغيرها، وتُفيد الألوانُ تبعاً لذلك كلِّه تنوعاً منتظماً في الوظائف التي تُقدِّمها للإنسانِ بحسب اختياره وجغرافيَّته، وبما يتناسب مع حضارته ومجتمعه على مرِّ التَّاريخِ. شهدت الألوانُ توظيفاتٍ مختلفة لتنوبَ عن قُدسيَّاتٍ شتَّى، منها الدِّينيُّ والبيئيُّ والآيدولوجيّ، وما زالت بعض الألوانِ تُدلِّلُ مُنفردةً أو مجتمعةً على رموزٍ قُرِنَت بها بفتراتٍ تاريخيَّة سابقةٍ، لكنَّها احتفظت بمدلولاتها حتَّى صارت سمةَ الرَّمز وتعريفه، ومثالُ ذلك ما حملته القرون الوسطى من ترميزِ الرُّسوماتِ الدَِّينيَّةِ بألوانٍ خاصَّةٍ تحملُ دلالاتٍ معيَّنةٍ لا يُستخدمُ للتعبيرِ عنها سوى لونٌ بعينه، فالقُدسيَّةِ يُمثِّلها اللون الأصفرُ، والنَّقاءُ يمثِّله اللون الأزرق، فيما يدلُّ اللونُ الأحمر على العاطفة والإقبال على الدُّنيا، ويرمز الأخضر للأمومة والخصوبة، ويُعزِّزُ توظيفُ الألوانِ بصورتها الحضاريَّةِ تعبيرها عن الموروثاتِ الثَّقافيَّة للشُّعوب والحضاراتِ وتخليدها في الرَّكائز الأسطوريَّةِ التي نسجت دلالاتِ الحضارةِ وعلاماتها.[٢]

كيف تعرف شخصك من لونك المفضل

استُخدِمَت الألوان في حياة الإنسان بمختلف المجالات، وحظيت باهتمامٍ بالغٍ في التِّجارة والزَّخارف والبناءِ والملابسِ وغير ذلك من المجالات التي تتعلَّق بصورةٍ مباشرةٍ أو غير مباشرةٍ بنمطيَّةِ الحياة والحضارة والبيئة التي يعيشها الإنسان، وقد أثبتَت الألوان بصورةٍ تجريبيَّةٍ علاقتها بالإحساسِ والشُّعور الإنساني وتكوين الحالة النَّفسيَّة والمزاجيَّة، كما تعدَّى استخدامُ الألوان في حياة الإنسانِ تزيين المكاتب والمنازل والأواني والممتلكاتِ الماديَّة لتدخل مجالات التَّداوي والسَّيطرةِ النَّفسيَّة والتَّحفيزيَّة، يرجع ذلك إلى القوَّة التي تمتلكها الألوان في التّأثير على انعكاسات وطبائع النَّاس وشخصيَّاتهم من خلالِ تنوُّعها وامتداداتها التي توفِّر الدِّفء والطَّاقة والأمن والرَّاحة لعشَّاقها وروَّادها ومُريديها.[٣]

وتستطيع الألوان تحديد شخصيَّة الإنسان من خلال اختياره للونٍ معيَّن أو مجموعة لونيَّة يألفها ويختارها بشكلٍ دائم، حتَّى أنَّ للألوان القدرة على تصنيف صفات البشر واتجاهاتهم؛ حيثُ تحملُ الألوان إشاراتٍ إلى صفاتٍ معيَّنة تخصُّ الذين يختارونها على وجه الخصوص، فاللون البنيُّ مثلاً يدلُّ على الصَّلابة والقوَّة، فيما يدلُّ البنفسجيُّ على الرُّقي، ويحملُ اللون الأحمر دلالات التَّشويق والإثارة،[٤] وقد أسهمت دراسات علماء النَّفس للألوان وتأثيرها على ملامح شخصيَّات الإنسانِ في تحديدِ شخصيَّة الفرد ومظاهر شخصيَّته اعتماداً على اللون الذي يرغبه أو يعيش مقترناً بتفضيله، وفي ما يلي تفصيلُ ملامح الشَّخصيَّات اعتماداً على الألوان:[٥]

المراجع

  1. ↑ مي حلف (26-4-2015)، "الألوان تعبر عن سلوك الإنسان وتعبر عن شخصيته"، الخليج أونلاين، اطّلع عليه بتاريخ 30-10-2017. بتصرّف
  2. ↑ علاء الجوادي (2012)، ملاحظات في فلسفة الألوان واستعمالاتها، العراق: مركز النور للدراسات، صفحة 2-3.
  3. ↑ أحمد فاضل، هارون هجو (2011)، تكنولوجيا الألوان، السودان-الخرطوم: دار جامعة السودان للطباعة والتوزيع، صفحة 9.
  4. ↑ هيا دليلة (22-3-2015)، "علم نفس الألوان وعلاقته بالتسويق والعلامة التجارية"،الباحثون السوريون، اطّلع عليه بتاريخ 31-10-2017. بتصرّف
  5. ↑ عمر بدران، تحليل الشخصيَّة، المنصورة- مصر: مكتبة الإيمان، صفحة 40.