كيف تتعلم الرقية الشرعية طب 21 الشاملة

كيف تتعلم الرقية الشرعية طب 21 الشاملة

الرقية الشرعية

الرقية الشرعية هي مجموعةٌ من الآيات القرآنيّة والأدعية يُردّدها المسلم حتى يتخلّص من السحر، والعين، والأذى، والمرض، وجميع ما يصيبه، أو يلحق به أو بأبنائه أو من يحبّ من الناس، وهي سبيلٌ لإبعاد الشيطان عن المسلم، فيتّقي وساوسه وما يصيب به عباد الله من الشك واللبس في أمور دينهم، أو في حياتهم الدنيويّة وعلاقاتهم مع الناس.

دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الرقية والاسترقاء عند الحاجة ضمن قواعد وأسس خاصّة، وعلى كل مسلم أن يتعلّم تلك الأسس والقواعد وكيفية الرقية والاستقراء كي يستخدمها عند الحاجة لذلك، وقد حثَّ المصطفى - صلى الله عليه وسلم - أن لا يطلب المسلم الرقية إلا من نفسه أو ممّن يَثق به من الناس حتى ينتفع بها.

الرقية مشروعةٌ في الإسلام بل هي مُستحبَّةٌ جائزة، خصوصاً إذا كانت الرقية تعتمد بشكلٍ خاص على ما جاء في القرآن و السنة والأدعية والأذكار المسنونة، أو أيّ شيء يوافق شرع الله ولا يُخالف النصوص الشرعية وأحكام الإسلام عامةً، كأن يتضرّع العبد إلى الله تعالى ويتوسّل إليه بالدعاء، ويلتجئ إليه بالصلاة وغير ذلك بقصد طلب الشفاء والبرء مما أصابه، وقد جاء ذكر الرقية والإشارة إلى مشروعيّتها وبيان فضلها في الكثير من الأحاديث،[1] منها ما رواه البخاري عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - حيث يقول: (انطلق نفرٌ من أصحابِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في سَفْرَةٍ سافروها، حتى نزلوا على حيٍّ من أحياءِ العربِ، فاستضافوهم فأَبَوْا أن يُضَيِّفُوهم، فلُدِغَ سيدُ ذلك الحيِّ فسَعُوا لهُ بكلِّ شيٍء لا ينفعُهُ شيٌء، فقال بعضهم: لو أتيتم هؤلاءِ الرهطِ الذين نزلوا، لعلَّهُ أن يكون عند بعضهم شيٌء، فأَتَوْهُمْ فقالوا: يا أيها الرهطُ، إنَّ سيدنا لُدِغَ، وسَعَيْنَا لهُ بكلِّ شيٍء لا ينفعُهُ، فهل عند أحدٍ منكم من شيٍء؟ فقال بعضهم: نعم، واللهِ إني لأَرْقِي، ولكن واللهِ لقد استضفناكم فلم تُضَيِّفُونا، فما أنا براقٍ لكم حتى تَجعلوا لنا جَعْلًا، فصالحوهم على قطيعٍ من الغنمِ، فانطلق يَتْفُلُ عليهِ ويقرأُ: (الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) فكأنَّما نشطَ من عِقَالٍ، فانطلق يمشي وما بهِ قَلَبَةٌ، قال: فأوفوهم جَعْلَهُمْ الذي صالحوهم عليهِ، فقال بعضهم: اقْسموا، فقال الذي رَقَي: لا تفعلوا حتى نأتيَ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فنذكرُ لهُ الذي كان، فننظرُ ما يأمرنا، فقَدِموا على رسولِ اللهِ فذكروا لهُ، فقال: وما يُدْرِيكَ أنَّها رقيةٌ؟ ثم قال: قد أصبتم، اقْسموا، واضربوا لي معكم سهماً، فضحكَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ).[2]

إنّ ما وَرد من الأحاديث النبويّة وكان فيه نهيٌ عن الرقية والتمائم والتولية؛ فالمُراد فيها بالنهي هو النهي عمّا يرد فيه من شركيّات وأمور محرّمة، أو أنّ الراقي قد أوكَل جميع أموره واعتمد على الرقية وأغفل التوكل على الله - سبحانه وتعالى - واللجوء إليه وهو الّذي يقصده العبد حين طلب الرقية لا الرقية نفسها، فهو الشافي وهو المُعافي وجميع الأدوية والآيات والأذكار لا تنجح دون أمر الله وتوفيقه ومشيئته، فإذا كانت الرقية قائمةً على كتاب الله أو مأخوذةً من سنة رسوله فقط دون اللجوء إلى الشركيات أو الكفريات فلا بأس بها، بل هي مُستحبَّة مشروعة، والمُحرّم وغير المستحب منها أن يعتمد المرء على فعله دون التوكّل على الله أو أن يُدخل في الرقية ما يُخالف الشريعة وأحكامها.[1]

تكون الرقية الشرعيّة بقراءة الآيات والأدعية الواردة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - على الماء أو على الزيت وشربهما، أو الاغتسال بالماء المقروء عليه في مَكانٍ طاهرٍ ثم التخلّص من فضل الماء المغتسل به، أمّا بالنسبة للزيت المقروء عليه فيُمكن الادّهان به، أو أن يقرأ الراقي تلك الآيات مُباشرةً على المرقي بأن يضع يده على موضع الألم الذي يُعاني منه المرقي، ويجوز بل يُستحبّ أن يرقي الإنسان نفسه بنفسه وذلك الأفضل، وتكون الرقية كذلك بأن تُكتب آيات وأدعية الرقية الصحيحة على ورقٍ يوضع في الماء ثم يُشرب ذلك الماء بعد تصفيته من عوالق الورق المكتوب عليه تلك الآيات، وتكون الكتابة بما لا ضَرر في شرب مائه كالزعفران وغيره،[3] ويُفضّل أن يكون الورق المُستخدَم لكتابة آيات الرقية عليه ممّا لا يؤثر بالجسم أو يُلحق الضرر به إن تحلّل مع الماء، وآيات وأدعية الرقية الشرعية التي صحت عن رسول الله هي:[4]

أقسام الرقية

تنقَسم الرقية إلى عدّة أقسام حسب طريقتها والمرقي عليه والمواد المُستخدمة فيها، وقد جعلها البعض ثلاثة أقسام، وهي:[1]

إذا لجأ المسلم إلى الرقية لطلب الشفاء لا بُدّ من توافر بعض الشروط في الرقية، وهذه الشروط هي:[5][6]

الأدعية الواردة في السنة لقولها أثناء الرقية

وردت الكثيرُ من الأدعية والأذكار في السنة النبويّة التي تحثّ على الرقية وتؤكّدها، وتدعو أيضاً لطلب الاستشفاء بها بعد التوكّل على الله، ومن تلك الأحاديث والأدعية الآتي:

المراجع

  1. ^ أ ب ت أبو الطيب محمد صديق خان بن حسن بن علي بن لطف الله الحسيني البخاري القِنَّوجي (2003)، الروضة الندية (الطبعة الأولى)، الرياض: دَارُ ابن القيِّم للنشر والتوزيع، صفحة 158-159، جزء 3. بتصرّف.
  2. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم: 2276.
  3. ↑ الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، "الرقية الشرعية والحجامة المشروعة"، مجلة البحوث الإسلامية، المجلد 59، صفحة 97.
  4. ↑ الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، "الرقية بالقرآن وبالأذكار"، مجلة البحوث الإسلامية، المجلد 27، صفحة 62. بتصرّف.
  5. ↑ "الرقية الشرعية"، إسلام ويب، 9/2/2004، اطّلع عليه بتاريخ 26/12/2016. بتصرّف.
  6. ↑ سيد سابق (1977)، فقه السنة (الطبعة الثالثة)، بيروت: دار الكتاب العربي، صفحة 494.
  7. ↑ رواه الطبراني، في المعجم الأوسط، عن خالد بن الوليد، الصفحة أو الرقم: 5/315، إسناده حسن.
  8. ↑ رواه الفيروزآبادي، في سفر السعادة، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 310، صحيح.
  9. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم: 2186.
  10. ↑ رواه أحمد شاكر، في مسند أحمد، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 4/13، إسناده صحيح.
  11. ↑ رواه أبو داود، في سنن أبي داود، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 3890.
  12. ↑ رواه ابن خزيمة، في التوحيد، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 267/1، صحيح.
  13. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، الصفحة أو الرقم: 5746، متفقٌ عليه.