كيفية السجود الصحيح طب 21 الشاملة

كيفية السجود الصحيح طب 21 الشاملة

معنى السجود

يُعدّ السجود في الصلاة فريضةً من فرائض الصلاة المتّفق عليها، حيث تبطل الصلاة بدونه، وينبغي على المصلي أن يسجد في كلّ ركعةٍ سجدتين،[1] وقد عرّف العلماء المقصود بالسجود لغةً واصطلاحاً كما يأتي:

كيفية السجود الصحيح

يكون السجود كاملاً بتمكين أعضاء السجود بالأرض مع استقرارها عليها، فتكون الصورة الصحيحة للسجود المستكمل للأركان وبعض السنن بالتكبير للسجود ثم النزول على الركبتين والكفّين [وترتيبهما فيه خلاف سيأتي]، ثم وضع الجبهة والأنف منكشفين على الأرض بحيث لا يغطّيهما المصلّي بنحو عمامةٍ أو غطاء، ويضع باطن أصابع القدمين باتجاه القبلة، أما أقلّ ما يمكن أن يعتبر به السجود صحيحاً فقد فقد ذهب الفقهاء إلى أنه يكون بوضْع جزءٍ من كل عضوٍ من أعضاء السجود على الأرض.[5][6][7][1]

أعضاء السجود

اتّفق العلماء على أن أعضاء السجود السبعة الواجب السجود عليها هي الواردة في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (أُمِرْتُ أنْ أسْجُدَ علَى سَبْعَةِ أعْظُمٍ علَى الجَبْهَةِ، وأَشَارَ بيَدِهِ علَى أنْفِهِ واليَدَيْنِ والرُّكْبَتَيْنِ، وأَطْرَافِ القَدَمَيْنِ)،[8] والتفصيل كالآتي:[9]

شروط السجود

يُشترط لصحة السجود في الصلاة سبعة أمورٍ لايجوز للمصلّي أن يخلَّ بأي شرطٍ منها؛ وإلا تعد الصلاة باطلة وهي:

سجود العاجز عن السجود

إنّ المريض الذي يعجز عن السجود في الصلاة بسبب مرضه له أن يُومِئ برأسه ويجعل إيماءه في السجود أخفض من إيمائه في الركوع إذا خاف زيادة مرضه؛ لأنّ الإيماء أُقيم بدل الركوع والسجود للعاجزعنهما، ولكنّ الإيماء بالسجود يكون أخفض من الإيماء بالركوع، وهذا باتفاق المذاهب الفقهية الأربعة، واستدلّوا على ذلك بحديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (فَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بشيءٍ فَأْتُوا منه ما اسْتَطَعْتُمْ)،[26] فدلّ على أنّه إن عجز المسلم عن الإتيان بما أمره الله ورسوله به؛ فعليه أن يأتي بما أمكنه منه، واستُدل على جواز الإيماء أيضا بقوله -تعالى-: (فَاذْكُرُوا اللَّـهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ)؛[27] فإن القصد بالذكر في هذه الآية هو الصلاة، لأنّ هذه الآية نزلت في صلاة المريض إن عجز عن القيام فيصلّي وهو قاعد؛ فإن لم يستطع فعلى جنبه، فالنبي -عليه السلام- قال: (صَلِّ قَائِمًا، فإنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا، فإنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ).[28][29][21]

ويجدر بالذكر أنه لا يجوز للمصلي غير القادر على السجود على الأرض أن يضع شيئاً مرتفعاً أسفل رأسه ليسجد عليه عند المالكية،[30] والحنفية،[31] والحنابلة؛[32] لأن السجود للعاجز يكون بالإيماء ولا يكون بصورةٍ أخرى، وقال الشافعية بوجوب وضع شيءٍ مرتفع كوسادة أو طاولة أسفل رأسه ليسجد عليها إذا تحقّق بالسجود عليه ارتفاع أسافله على أعاليه الواردة في الشروط، أما عند عدم تحقّق ذلك فلا يجب لعدم وجود فائدة منه.[23]

سنن السجود

هناك سننٌ مختلفةٌ للسجود يستحبّ فعلها اقتداء بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، ولا يترتّب على تركها بطلان أو إثم، ومنها:[33]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج عبد الرحمن الجزيري (2002)، الفقه على المذاهب الأربعة (الطبعة الثانية)، بيروت- لبنان: دار الكتب العلمية، صفحة 210-211، جزء الاول.بتصرّف.
  2. ↑ زين الدين الرازي (1999)، مختار الصحاح (الطبعة 5)، بيروت - صيدا: الدار النموذجية، صفحة 142، جزء 1.
  3. ↑ "تعريف و معنى سجد في معجم المعاني الجامع"، almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 2019-11-17.بتصرّف
  4. ↑ سعيد الحضرميّ الشافعيّ (2004)، شرح المقدمة الحضرمية (الطبعة الأولى)، السعودية- جدة: دار المنهاج، صفحة 208-209. بتصرّف.
  5. ^ أ ب عبد القادر التغلبي الشيباني (1983)، نيل المآرب بشرح دليل الطالب (الطبعة الأولى)، الكويت: مكتبة الفلاح، صفحة 137-138. بتصرّف.
  6. ^ أ ب شهاب الدين النفراوي المالكي (1995)، الفواكه الداني على رسالة ابن أبي زيد القيرواني، الأردن- عمان: دار الفكر، صفحة 181-182، جزء الأول. بتصرّف.
  7. ↑ عبد الله بافضل الحضرميّ (2011)، المقدمة الحضرميّة في فقه السادة الشافعية (الطبعة الثالثة)، لبنان- بيروت: دار المنهاج، صفحة 87.
  8. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 812، صحيح.
  9. ↑ "المطلب الثالثُ: أعضاءُ السُّجودِ"، dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-3. بتصرّف.
  10. ↑ "تعريف و معنى الجبهة"، المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 16-12-2019.
  11. ↑ ابن مودود الموصلي (1937)، الاختيار لتعليل المختار، بيروت: دار الكتب العلمية ، صفحة 51.
  12. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 812، صحيح.
  13. ↑ رواه ابن رجب، في فتح الباري لابن رجب، عن عكرمة مولى ابن عباس، الصفحة أو الرقم: 5/118، مرسل، حسن.
  14. ↑ البهوتي (2006)، المنح الشافيات بشرح مفردات الإمام أحمد (الطبعة 1)، المملكة العربية السعودية: دار كنوز إشبيليا للنشر والتوزيع، صفحة 224.
  15. ↑ محيي الدين يحيى بن شرف النووي (1980)، المجموع شرح المهذب (الطبعة الأولى)، الأردن- عمان: دار الفكر، صفحة 425. بتصرّف.
  16. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن البراء بن عازب، الصفحة أو الرقم: 494، صحيح.
  17. ↑ البهوتي، كشاف القناع عن متن الإقناع، بيروت : دار الكتب العلمية ، صفحة 352، جزء 1.
  18. ↑ ابن عبد البر ( 2000)، الاستذكار (الطبعة 1)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 307، جزء 2.
  19. ↑ وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته (الطبعة 4)، سوريَّة - دمشق: دار الفكر ، صفحة 893، جزء 2.
  20. ↑ "الطمأنينة ركن في الصلاة والخشوع مستحب"، www.islamweb.net، 2012، اطّلع عليه بتاريخ 2019-11-20. بتصرّف.
  21. ^ أ ب علاء الدين الكاساني الحنفي (1986)، بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع (الطبعة الثانية)، بيروت- لبنان: دار الكتب العلمية، صفحة 105-106. بتصرّف.
  22. ^ أ ب ت السيد أحمد بن عمر الشاطري الحضرميّ (1172)، نيل الرجاء بشرح سفينة النجاء (الطبعة الرابعة)، القاهرة- مصر: مطبعة المدني، صفحة 92-93. بتصرّف.
  23. ^ أ ب سعيد بن محمد الحضرمي الشافعي (2004)، شرح المقدمة الحضرمية المسمى بشرى الكريم بشرح مسائل التعليم (الطبعة الأولى )، جدّة: دار المنهاج، صفحة 209.بتصرف.
  24. ↑ "السجود على الطاقية والعمامة ومع لبس القفازين"، islamqa.info، 2004، اطّلع عليه بتاريخ 2019-11-21. بتصرّف.
  25. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 1208، صحيح.
  26. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 1337، صحيح.
  27. ↑ سورة النساء، آية: 103.
  28. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عمران بن الحصين، الصفحة أو الرقم: 1117، صحيح.
  29. ↑ "المريضُ العاجِزُ عن الرُّكوعِ والسُّجودِ"، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-11-21. بتصرّف.
  30. ↑ عبد الباقي الزرقاني، شرح الزرقاني على مختصر سيدي خليل ومعه الفتح الرباني فيما ذهل عنه الزرقاني، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 385.
  31. ↑ حسن الشرنبلالي، مراقي الفلاح بإمداد الفتاح، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 167.
  32. ↑ الرحيباني (1994)، مطالب أولي النهى في شرح غاية المنتهى، لبنان: المكتب الإسلامي، صفحة 707، جزء 1.
  33. ↑ سعيد بن محمد الحضرمي الشافعي (2004)، شرح المقدمة الحضرمية المسمى بشرى الكريم بشرح وسائل التعليم (الطبعة الأولى)، جدّة: دار المنهاج ، صفحة 234-235. بتصرّف.
  34. ↑ أبي الحسن القدوري الحنفي (1997)، مختصر القدوري في الفقه الحنفي (الطبعة الأولى)، دار الكتب العلمية: دار الكتب العلمية، صفحة 27.
  35. ↑ موفق الدين ابن قدامة الدمشقي الحنبلي ( 1968)، المغني لابن قدامة ، القاهرة- مصر: مكتبة القاهرة، صفحة 369-370. بتصرّف.
  36. ↑ رواه النسائي، في سنن النسائي، عن وائل بن حجر، الصفحة أو الرقم: 1154، صحيح.
  37. ↑ رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1090، صحيح.