كيفية الخشوع في الصلاة طب 21 الشاملة

كيفية الخشوع في الصلاة طب 21 الشاملة

تعريف الخُشوع

وقد يكونُ الخُشوعُ مذموماً، وذلك بأن يتكلَّفَ المُصلِّي بفعلِهِ أمامَ النَّاس بمُطأطأةِ الرأسِ مثلاً، والتّباكي المُبالغِ فيهِ؛ لِيُوصفَ بالبرِّ والإجلال، وهذا يُعتَبَرُ خِداعاً مِنْ فعلِ الشَّيطانِ.[٣] ويأتي الخُشوعُ بمعنى استحضارُ المُصلِّي عظمة اللهِ عزَّ وجلَّ وهيبتُهُ وأنَّهُ لا يُعبد ولا يُلجأ إلى سِواهُ سبحانهُ.[٤]

كيفية الخشوع في الصلاة

الخشوعُ في الصلاةِ هو السكون فيها، وعلى المصلِّي أن يُظهر التذلّلُ للهِ عزَّ وجلَّ بقلبهِ وجميع جوارحهِ، وذلك بحضورِ القلبِ وانكسارهِ بين يدي اللهِ تعالى، والجوارحُ سكونها وسكوتها ذليلةً لله سبحانهُ. أمّا كمالُ الخشوعِ فإنّه يتحقّقُ بتصفيةِ القلبِ من الرياءِ للخلقِ في الصلاةِ، وبالخشوعِ في الصلاةِ يَكثرُ ثوابها أو يقلّ حسبما يعقل المصلّي في صلاتهِ، وعليه استشعارُ الخضوعِ والتواضعِ للهِ عزَّ وجلَّ عند ركوعهِ وسجودهِ، وأن يمتلئَ قلبهُ بتعظيمِ اللهِ عز وجلّ عند كل جزءٍ من أجزاء الصلاةِ، وأن يبتعد المُصلّي في صلاتهِ عن الأفكارِ والخواطرِ الدنيويّة، والإعراضِ عن حديثِ النفسِ ووسوسةِ الشيطانِ؛ ذلك أنّ الصلاةَ مع الغفلةِ عن الخشوعِ والخضوعِ لله عز وجل لا فائدة فيها.[٥]

أمور تساعد على الخشوع

من الأسبابِ التي تُساعدُ المسلمَ على الخشوعِ في الصّلاةِ ما يأتي:[٦]

حكم الخشوع في الصلاة

اختلفَ الفقهاءُ في حكمِ الخشوعِ في الصلاةِ؛ هل هي سنةٌ أم فرضٌ، أم تُعتبرُ من فضائِلها ومُكمّلاتِها:

مشروعية الخشوع في الصلاة

الأصلُ في طلبِ الخُشوعِ في الصلاةِ ما دلَّ عليهِ في القرآنِ الكريمِ والسُّنةِ النبويةِ. قالَ تعالى في كتابهِ العزيز: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ، الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ)،[١٥]فالمؤمنون هم الذين يخشعون في صلاتهم، ومعنى الخشوعِ هنا: لينُ القلبِ وكف الجوارحِ.[١٦]

ومن السُّنِة النبويةِ قولهُ -عليه الصّلاة والسّلام: (مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَتَوَضَّأُ فَيُحْسِنُ وُضُوءَهُ، ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، مُقْبِلٌ عَلَيْهِمَا بِقَلْبِهِ وَوَجْهِهِ، إِلَّا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ)؛[١٧] أي استحقّ بفعله هذا الجنّة، وأصبحت واجبةً له.

المراجع

  1. ↑ سورة المعارج، آية: 44.
  2. ↑ وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية - الكويت ( 1427 هـ)، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الطبعة الثانية)، الكويت: .، صفحة 116، جزء 19.
  3. ↑ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري الخزرجي شمس الدين القرطبي (1384هـ - 1964 م)، الجامع لأحكام القرآن (الطبعة الثانية)، القاهرة: دار الكتب المصرية، صفحة 375، جزء 1.
  4. ↑ وَهْبَة بن مصطفى الزُّحَيْلِيّ (1996م)، الفِقْهُ الإسلاميُّ وأدلَّتُهُ (الطبعة الرَّابعة)، سوريَّة - دمشق: دار الفكر، صفحة 921، جزء 2.
  5. ↑ أبو عبد الرحمن عبد الله بن إبراهيم البسام التميمي (1423هـ - 2003م)، توضيح الأحكام من بلوغ المرام (الطبعة الخامسة)، مكة المكرمة: مكتبة الأسدي، صفحة 82، جزء 2.
  6. ↑ سعيد بن علي بن وهف القحطاني (1431 هـ - 2010 م)، صلاة المؤمن (الطبعة الرَّابعة)، القصب: مركز الدعوة والإرشاد، صفحة 371، جزء 1.
  7. ↑ عبد الله آل بسام (1423هـ_2003م)، تيسير العلام شرح عمدة الأحكام (الطبعة التاسعة)، الدمام: دار الذخائر، صفحة 280، جزء 1.
  8. ↑ صادر عن وزارة الأوقاف والشئون الإسلاميةِ الكويتية (1427هـ)، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، الكويت: دار السلاسل، صفحة 98، جزء 8.
  9. ↑ أحمد بن غانم (أو غنيم) بن سالم ابن مهنا، شهاب الدين النفراوي الأزهري المالكي (1415هـ - 1995م )، الفواكه الدواني على رسالة ابن أبي زيد القيرواني، دمشق: دار الفكر، صفحة 208، جزء 1.
  10. ↑ رواه محمد بن إسماعيل بن صلاح بن محمد الحسني، في التَّنويرُ شَرْحُ الجَامِع الصَّغِيرِ، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 9/150.
  11. ↑ محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (1430 هـ - 2009 م)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، : بيت الأفكار الدولية، صفحة 446، جزء 2.
  12. ↑ سورة البقرة، آية: 45.
  13. ↑ سورة المؤمنون، آية: 1، 2.
  14. ↑ سعيد بن علي بن وهف القحطاني (1431 هـ - 2010 م)، صلاة المؤمن (الطبعة الرَّابعة)، القصب: مركز الدعوة والإرشاد، صفحة 276، جزء 1.
  15. ↑ سورة المؤمنون، آية: 1، 2.
  16. ↑ وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية ( 1427 هـ)، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، الكويت: دارالسلاسل، صفحة 118، جزء 19.
  17. ↑ رواه مسلم بن الحجاج أبو الحسن القشيري النيسابوري، في المسند الصحيح المختصر بنقل العدل عن العدل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، الصفحة أو الرقم: 1/ 209.