كيفية علاج الخوف طب 21 الشاملة

كيفية علاج الخوف طب 21 الشاملة

الخوف والرهاب

يُعدّ الخوف أمراً إيجابياً وصحياً، إذ إنّه من المحتمل أن تتضاءل فرص الفرد في البقاء على قيد الحياة يوماً بعد يوم دون خوف، وذلك لأنّ الخوف يساعد الناس على الابتعاد عن المواقف الخطيرة أو الضارة، ومن المحتمل أن تحدث تغيرات مؤقتة في معدل ضربات القلب، والتنفس، ونشاط المخ عند التعرض لموقف مخيف. ومن الجدير بالذكر أنّ جميع الناس يشعرون بالخوف من شيء معين، وفي العادة يمتلك البشر والحيوانات ردود فعل خوفية فطرية تجاه بعض المنبّهات مثل الضوضاء غير المتوقعة أو الأصوات الصاخبة، وقد تختلف هذه المنبهات من شخص إلى آخر، ويُعرف الخوف على أنّه العاطفة التي تحدث عادة عندما يرى المرء تهديداً لبقائه الشخصي يحثه على اتخاذ إجراء ضد هذا التهديد.[1]

أمّا الرهاب فهو الخوف الشديد من شيء لا يشكّل خطراً فعلياً في الواقع، وقد يدرك الأشخاص الذين يعانون من الرهاب أنّ خوفهم غير منطقي، ومع ذلك لا يمكنهم التحكم بمشاعرهم، وحتى مجرّد التفكير في الشيء الذي يخيفهم قد يشعرهم بالقلق والخوف، ومن الأمثلة على ذلك الخوف الشديد من الأماكن المغلقة، والمرتفعات، والحشرات الطائرة والثعابين، والقيادة على الطرق السريعة. ويُلاحظ أنّ معظم أنواع الرُهاب تتطور في مرحلة الطفولة، إلا أنّها يمكن أن تتطور في مرحلة لاحقة من الحياة. وقد يبذل المصاب بالرُهاب جهداً كبيراً لتفادي مخاوفه، وقد يؤدي ذلك إلى تغييره في نمط حياته؛ فمثلاً إذا كان لديه خوف من المرتفعات، فقد يقود 20 ميلاً إضافياً لتجنب المرور على جسر طويل.[2]

علاج الخوف

معظم أنواع الرهاب قابلة للشفاء، ولكن لا يوجد علاج واحد مضمون لجميع أنواع الرهاب، وقد يُوصى بمجموعة من العلاجات المختلفة في بعض الحالات، ومن الجدير بالذكر أنّ بعض حالات الرهاب لا تحتاج للعلاج ويُعدّ تجنّبهم لسبب الخوف كافياً للسيطرة على المشكلة، إلا أنّه قد لا يكون من الممكن تجنّب أنواع معينة من الرهاب بشكل دائم، كالخوف من الطيران مثلاً. وفي هذه الحالة، يمكن الحصول على المساعدة والنصيحة لمعرفة خيارات العلاج الممكنة، ومن أنواع العلاج الرئيسية ما يلي:[3]

تقنيات المساعدة الذاتية

تختلف برامج المساعدة الذاتية باختلاف الرهاب ويمكن أن تشتمل برامج المساعدة الذاتية على تغيير نمط الحياة، وحضور مجموعات المساعدة الذاتية، والبدء بعلاج التعرّض للمخاوف في سبيل التغلب عليها، أو مزيج من هذه الخيارات. ويمكن تغيير نمط الحياة بإجراء بعض التعديلات البسيطة على أسلوب الحياة التي قد تقلّل من أعراض الرهاب مثل ممارسة الرياضة بشكل منتظم، وتناول وجبات صحية منتظمة، والحصول على قسط كافٍ من النوم، وتقليل أو تجنّب الكافيين والمنشطات الأخرى، كما يمكن تعلّم تقنيات الاسترخاء وهي مجموعة من التمارين البدنية التي يمكن اتباعها للاسترخاء والتحكم في التنفس، وكذلك ممارسة التصوّر الذي يجمع بين تقنيات الاسترخاء والتنفس مع تصوّر عقلي لكيفية التعامل بنجاح مع موقف قد يسبّب القلق، وكذلك الانضمام إلى مجموعات المساعدة الذاتية وهي طريقة مفيدة للقاء أشخاص آخرين قد مروا بتجارب مماثلة ومشاركتهم طرق التعامل مع مصادر الخوف والرهاب.[4]

العلاج بالحديث

يُعدّ العلاج بالحديث مثل المشورة والعلاج النفسي من الوسائل الفعالة جداً لعلاج الرهاب، وخاصة العلاج السلوكي المعرفي (بالإنجليزية: (Cognitive behavioural therapy (CBT) والعلاج بالوعي التام (بالإنجليزية: Mindfulness). وتقوم فكرة العلاج السلوكي المعرفي على المشورة التي تساعد على إدارة المشاكل المتعلقة بالرهاب وذلك عن طريق تغيير طريقة التفكير والتصرف بالشيء المخيف. ويعتمد هذا العلاج على التعرض التدريجي لمصدر الخوف بحيث يشعر الشخص بقلق أقلّ حول هذا الموضوع فيما يُعرف بإِزالَة التَّحَسُّس (بالإنجليزية: Desensitisation). فعلى سبيل المثال، إذا كان لدى الشخص خوف من الثعابين (بالإنجليزية: Ophidiophobia)، فقد يطلب المعالج من الشخص القراءة عن الثعابين، ثم يتم ترتيب زيارة لمنزل الزواحف في حديقة الحيوان للنظر إلى بعض الثعابين الحقيقية، وتكون الخطوة النهائية في العلاج في أن يحمل الشخص ثعباناً. ويساعد العلاج بهذه الطريقة التدريجية على زيادة مستوى التعرض لمصدر الخوف، مما يسمح للشخص بالتحكم في الرهاب.

الأدوية

غالباً ما يكون العلاج بالحديث فعّالاً ولا يرتبط استخدامه بظهور أيّ آثار جانبية، لذلك لا يحتاج المريض للعلاج الدوائي في معظم الحالات، إلّا أنّ الدواء قد يُوصف في بعض الأحيان على المدى القصير لعلاج آثار الرهاب مثل القلق، ومن العلاجات الدوائية المستخدمة في علاج الرهاب ما يلي:

المراجع

  1. ↑ "Therapy for Fear, Therapist for Fear", www.goodtherapy.org, Retrieved 3-4-2018. Edited.
  2. ↑ "Phobias and Irrational Fears", www.helpguide.org, Retrieved 3-4-2018. Edited.
  3. ↑ "Phobias and Irrational Fears", www.nhs.uk, Retrieved 3-4-2018. Edited.
  4. ↑ "Self-help", www.nhs.uk, Retrieved 3-4-2018. Edited.