كيف بنيت الكعبة المشرفة طب 21 الشاملة

كيف بنيت الكعبة المشرفة طب 21 الشاملة

الكعبة

إنّ للكعبة المشرفة مكانةٌ عظيمةٌ في قلوب المسلمين، فهي أول بيتٍ وُضع للناس، وهي البيت العتيق الذي بناه الخليل إبراهيم، وابنه إسماعيل عليهما السلام، مصداقاً لقول الله تعالى: (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)،[1] ليكون بذلك أول بناءٍ شُيّد للعبادة على وجه الأرض، ومن الجدير بالذكر أنّ الله -تعالى- شرع للمسلمين الطواف حول الكعبة تعبّداً له، وأمرهم بالتوجّه إليها في كلّ صلاةٍ، حيث قال الله -تعالى- في كتابه الحكيم: (وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)،[2] فكانت الكعبة ذلك البناء العظيم، ولم يَحِد المؤمنون بوجوههم عنها، منذ أن أُمروا بذلك، ولن يحيدوا حتى يرث الله الأرض ومن عليها.[3]

كيفية بناء الكعبة

من المعلومات التاريخية الخاطئة التي كثُر ذكرها في كتب التاريخ، من غير دليلٍ ولا برهانٍ على صحتها، بناء الكعبة عشر مراتٍ، حيث يعتقد الكثير من علماء المسلمين وعامتهم بتلك المعلومة، من غير دليلٍ من كتاب الله تعالى، أو سنّة نبيه صلّى الله عليه وسلّم، حيث يزعمون بأنّ الملائكة أول من بنى الكعبة المشرفة، ثمّ أعاد بناءها آدم، بمساعدة زوجته حوّاء عليهما السلام، وبناها من خمسة جبالٍ: جبل لبنان، وجبل طور سيناء، وجبل الجودي، وجبل حراء، وجبل طورينا، ويقولون أيضاً إنّ نوح -عليه السلام- بناها بعد الطوفان، بالإضافة إلى بناء العمالقة أيضاً، وبناء قبيلة جرهم، وتلك كلّها مزاعمٌ لا يصّح الاعتقاد بها، إذ لا يتوفّر دليلٌ يثبت صحتها، والصحيح المثبت في كتاب الله تعالى، وسنّة نبيه عليه صلّى الله عليه وسلّم، أنّ الكعبة المشرفة بنيت أربع مراتٍ فقط، وفيما يأتي بيانها:[4]

مكانة الكعبة المشرفة

لا يقتصر سبب تعظيم الكعبة على أنّها أول بيتٍ وضع للناس فقط، بل لها مناقب عظيمة أخرى، فقد عظّم الله -تعالى- شأن الصلاة عندها، وقضى بحكمته أن يكون موضعها حرماً محرّماً، بالإضافة إلى أنّ الحجر الأسود الذي يُعتبر ركناً من أركان الكعبة، حجرٌ نزل من السماء، مصداقاً لقول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (نزلَ الحجرُ الأسوَدُ منَ الجنَّةِ، وَهوَ أشدُّ بياضاً منَ اللَّبنِ، فسَوَّدَتهُ خطايا بَني آدمَ)،[7] كما أنّ الكعبة المشرفة من شعائر الله تعالى، التي أمر عباده بتعظيمها، حيث قال: (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ)،[8] وقد حذّر الله -تعالى- من أراد الإلحاد فيها، حيث قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (مَن هَمَّ بسيئةٍ فلم يَعمَلْها يُكتَبُ عليه شيءٌ، وإنْ هَمَّ بعَدَنِ أبْيَنَ أن يَقتُلَ في المسجدِ الحرامِ، أذاقه اللهُ مِن عذابٍ أليمٍ).[9][10]

المراجع

  1. ↑ سورة البقرة، آية: 127.
  2. ↑ سورة البقرة، آية: 150.
  3. ↑ "الكعبة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2018. بتصرّف.
  4. ↑ "حول بناء الكعبة المعظمة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2018. بتصرّف.
  5. ↑ سورة آل عمران، آية: 96-97.
  6. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1333، صحيح.
  7. ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 877، صحيح.
  8. ↑ سورة الحج، آية: 32.
  9. ↑ رواه ابن حجر العسقلاني، في فتح الباري، عن مرة بن شراحيل، الصفحة أو الرقم: 12/219، إسناده صحيح.
  10. ↑ "حرمة الكعبة وتعظيمها"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2018. بتصرّف.