علاج العقم طب 21 الشاملة

علاج العقم طب 21 الشاملة

العقم

يُعرّف العقم (بالإنجليزية: Infertility) بأنّه إحدى المشاكل الصحيّة المتمثلة بعدم حدوث الحمل بعد مرور سنة كاملة من المحاولة من قِبَل الزوجين على الرغم من عدم استخدام إحدى طرق العزل أو أحد موانع الحمل، وبحسب دراسة نُشرت عام 2018 بالتعاون بين قسم أمراض العقم في جامعتي سانت لو ولوفان في بلجيكا فإنّ نسبة الأزواج الذين يعانون من مشكلة العقم خلال سنّ الإنجاب تتراوح بين 8-12% حول العالم،[١] ولفهم أسباب حدوث العقم وكيفية علاج كل حالة منها لا بدّ من توضيح ما يحدث في وضع الخصوبة الطبيعي لدى كلٍ من الرجال والنساء:[٢][٣][٤]

علاج العقم

كما تمّ ذكره سابقاً فإنّ مشكلة العُقم تُعدّ من المشاكل الصحيّة الشائعة نسبيّاً، وقد تكون مشكلة العقم أو تأخر الحمل ناجمة عن أحد الاضطرابات الصحيّة لدى المرأة، أو الرجل، أو كليهما، كما أنّه في العديد من الحالات لا يمكن تحديد السبب الرئيسيّ للعقم، لذلك تجدر الإشارة إلى ضرورة خضوع كلا الزوجين للتقييم الطبي لتحديد العوامل المسببة للعقم، وتتضمن الاختبارت المستخدمة في تحديد العوامل المسبّبة للعقم لدى المرأة إجراء اختبارات الدم للكشف عن نسبة بعض الهرمونات، والفحوصات التصويريّة، وفي بعض الحالات قد يتمّ اللجوء لبعض الإجراءات الطبية مثل: تنظير البطن والرحم والتي تتيح فرصة فحص الأجزاء الداخليّة التناسليّة للمرأة، أمّا بالنسبة للرجال فقد يتمّ إجراء تحليل للحيوانات المنويّة، واختبارات للدم للكشف عن مستوى بعض الهرمونات، وبعض الفحوصات التصويرية.[٥][٦]

في حال تحديد مسبّب العقم قد يتمّ اللجوء إلى أحد العلاجات لحل المشكلة مثل؛ العلاج بالأدوية أو الإجراءات الجراحيّة، كما يمكن اللجوء لاستخدام أحد التقنيات المساعدة على الإنجاب (بالإنجليزية: Assisted reproductive technology) مثل: أطفال الأنابيب والتلقيح داخل الرحم إذا وجد الطبيب أنّ العلاج بالأدوية أو الإجراءات الجراحيّة قد لا يكون كافياً لعلاج العقم، أو في حال عدم القدرة على تحديد مسبّب واضح للعقم لدى كلا الزوجين، ويجدر بالذكر أنّ علاج العقم قد يتطلب اللجوء لواحد أو أكثر من الخيارت العلاجية المتاحة، كما أنّ اختيار العلاج المناسب يعتمد على عدة عوامل بالإضافة لمسبب العقم، مثل: مدة المعاناة من العقم، والتفضيل الشخصي للزوجين، وعمر كل منهما.[٧][٨]

التثقيف والتوعية

من المهم توعية الزوجين قبل البدء بالعلاج بأنّ العقم أو تأخر الحمل قد يرتبط ببعض الممارسات الخاطئة، أو العوامل التي يمكن تجنّبها دون الحاجة للعلاج، كما أنّ توقيت وعدد مرات ممارسة العلاقة الزوجية يلعب دوراً مهمّاً في عمليّة الإخصاب، حيثُ إنّ ممارسة العلاقة الزوجية بشكلٍ دوريّ كل 2-3 أيام يزيد من فرصة حدوث الحمل، بالإضافة إلى محاولة تحديد موعد الإباضة لدى المرأة لممارسة العلاقة الزوجية خلال فترة الخصوبة، وفيما يأتي بيانٌ لبعض العوامل التي قد تؤثر في عمليّة الإخصاب وتقلل من فرصة حدوث الحمل:[٩][٦]

علاج مسببات العقم عند الرجال

يعتمد علاج العقم عند الرجال بشكلٍ رئيسيّ على مسبّب العقم، وغالباً ما يكون العقم ناجماً عن أحد اضطرابات الحيوانات المنويّة مثل: انخفاض عددها عن المعدّل الطبيعيّ، أو وجود مشاكل في السائل المنوي، أو المعاناة من إحدى المشاكل المتعلّقة بالقذف، ويعود ذلك إلى أربعة أسباب رئيسيّة، وهي:[١٠][١١]

توجد مجموعة من الأدوية التي قد يلجأ إليها الطبيب لعلاج مشكلة العقم لدى الرجال، ومنها:

توجد عدّة علاجات جراحيّة قد يتمّ اللجوء إليها لعلاج العقم لدى الرجال أيضاً، ومنها:

علاج مسببات العقم عند النساء

يعتمد علاج العقم لدى النساء على المسبّب الرئيسيّ للعقم، وقد يكون العقم ناجماً عن عدد من الأسباب المختلفة مثل: التقدّم في العُمر، واضطرابات الإباضة مثل: الناجمة عن الإصابة بمتلازمة تكيّس المبايض (بالإنجليزية: Polycystic ovary syndrome)، بالإضافة إلى انسداد قناة فالوب والذي قد يكون ناجماً عن الإصابة السابقة بأحد الأمراض المنقولة جنسيّاً مثل: مرض السيلان (بالإنجليزية: Gonorrhea)، والتهاب الحوض، حيثُ يؤدي الانسداد إلى عدم قدرة وصول الحيوانات المنويّة إلى البويضة أو عدم وصول البويضة إلى الرحم للانغراس، كما قد تؤدي الإصابة بأورام الرحم الليفيّة (بالإنجليزية: Uterine fibroids) في بعض الحالات إلى المعاناة من العقم، وتجدر الإشارة إلى وجود ثلاثة أنواع مختلفة من أورام الرحم الليفيّة ولا يرتفع خطر الإصابة بالعقم إلّا في حال الإصابة بأورام الرحم الليفيّة تحت المخاطيّة (بالإنجليزية: Submucosal fibroids) التي تنمو فيها التليفات إلى الداخل من بطانة الرحم (داخل تجويف الرحم)، ومن مسبّبات العقم لدى النساء أيضاً نمو سلائل بطانة الرحم (بالإنجليزية: Endometrial polyps)، والانتباذ البطانيّ الرحميّ والذي يُعرف بين الناس ببطانة الرحم المهاجرة (بالإنجليزية: Endometriosis).[١٩]

يُعدّ العلاج الدوائيّ المتمثل بأدوية الخصوبة العلاج الرئيسيّ المتّبع لاستعادة الخصوبة الطبيعيّة لدى النساء اللاتي يُعانين من العقم نتيجة اضطراب في عمليّة الإباضة، وتعمل معظم هذه الأدوية بطريقة مشابهة لهرمونات الجسم الطبيعيّة المسؤولة عن تحفيز الإباضة، ونذكر من هذه الأدوية الآتي:[٢٠]

قد تحتاج بعض حالات العقم لدى النساء اللجوء لبعض العلاجات الجراحيّة، ويجدر بالذكر أنّ اللجوء للعلاج الجراحي نادر في العادة نظراً لارتفاع فرصة نجاح الحمل بالتقنيات المساعدة على الإنجاب مثل: أطفال الأنابيب، وعلى أية حال يمكن بيان الخيارات الجراحية المتاحة فيما يأتي:[٧][١٩][٢٠]

التقنيات المساعدة على الإنجاب

يوجد عدد من التقنيات المساعدة على الإنجاب التي قد يتمّ اللجوء إليها لعلاج العقم، والتي يُعدّ استخدامها شائعاً جداً في علاج العقم، ومنها:[٢٠]

يتمّ في عمليّة الحقن داخل الرحم (بالإنجليزية: Intrauterine insemination)، الحصول على السائل المنويّ من الرجل، ثمّ غسل السائل المنويّ بمحلول مناسب لا يؤثر في سلامة الحيوانات المنويّة أو البويضة، ثمّ فصل الحيوانات المنويّة السليمة عن الحيوانات المنويّة الضعيفة وحقنها داخل الرحم لدى المرأة باستخدام إبرة خاصة بشكلٍ مباشر لزيادة فرصة تخصيب البويضة والحمل، وقد يتمّ اللجوء إلى هذه العمليّة في بعض الحالات مثل: انخفاض عدد الحيونات المنويّة لدى الرجل أو اضطراب حركتها، وعدم القدرة على الانتصاب لدى الرجل، ومعاناة الرجل من مشكلة القذف الرجوعيّ، أو معاناة المرأة من تندّب أو تشوّه في عنق الرحم، وتجدر الإشارة إلى استخدام عمليّة التلقيح الصناعيّ في بعض الحالات بالتزامن مع استخدام أدوية الخصوبة أو زيادة الإباضة لزيادة فرصة الحمل.[١٩][٢٣]

تتمّ عمليّة طفل الأنابيب أو ما يُعرَف بالتلقيح الصناعيّ في المختبر (بالإنجليزية: In Vitro Fertilization) واختصاراً IVF على عدّة مراحل حيثُ يتمّ تحفيز الإباضة لدى المرأة باستخدام أدوية تحفيز الإباضة التي تم ذكرها سابقاً، ثمّ يتمّ استخلاص السائل المنويّ للرجل، وعدّة بويضات من المرأة خلال فترة الإباضة، ثمّ عزل الحيوانات المنويّة السليمة، والبويضات السليمة، ليتمّ جمعهما في المختبر ضمن ظروف مناسبة لحدوث التلقيح، أو قد يتمّ التلقيح من خلال حقن الحيوان المنويّ في البويضة بشكلٍ مباشر في بعض الحالات فيما يُعرف بالحقن المجهري (بالإنجليزية: Intracytoplasmic sperm injection)، وبعد حدوث التلقيح بمدّة تتراوح بين 1-6 أيّام تتمّ إعادة زرع البويضة الملقحة في الرحم، لتسهيل حدوث الحمل، ويتمّ اللجوء إلى هذا النوع من العلاج لعدد من الأسباب المختلفة مثل: الإصابة باضطرابات قناة فالوب، والانتباذ البطانيّ الرحميّ، وحالات العقم الشديد لدى الرجال.[١٩][٢٣] وتجدر الإشارة إلى وجود تقنيات أخرى مساعدة يمكن استخدامها في حالات أطفال الأنابيب، مثل:التفقيس المساعد (بالإنجليزية: Assisted hatching)، فبعد 5-6 أيام من وقت حدوث الإخصاب يخرج أو يفقس الجنين من الغشاء المحيط به والمعروف بالمنطقة الشفافة (بالإنجليزية: Zona pellucida) وينغرس في بطانة الرحم، وتتمثل تقنية التفقيس بالمساعدة الطبية بثقب المنطقة الشفافة للبويضة المخصبة في المختبر قبل نقل الجنين إلى الرحم، مما يسهّل انغراسه في بطانة الرحم، ويُلجأ لهذه التقنية في حالات محددة مثل: الخضوع لعدد من عمليات طفال الأنابيب في السابق وفشلها في إحداث حمل، أو تقدّم عمر المرأة، كما تُعدّ هذه التقنية مفيدة في الحالات التي يتم فيها تجميد بويضات المرأة لاستخدامها في وقت لاحق، حيث إنّ تجميد البويضات من الممكن أن يتسبب بتصلب المنطقة الشفافة.[٢٤]

من التقنيات الأخرى التي يُلجأ إليها في حالات العقم ما يُعرف بنقل الجاميتات عبر قناة فالوب (بالإنجليزية: gamete intrafallopian transfer) ونقل الزيجوت إلى أنبوب فالوب (بالإنجليزية: Zygote intrafallopian transfer)، وتُعدّ هذه الوسائل تقنيات مُعدلة لتقنية أطفال الأنابيب، ففي تقنية نقل الزيجوت لأنبوب فالوب يتم تخصيب البويضة والحيوان المنوي خارج الرحم، ثمّ تُنقل البويضة المخصبة إلى قناة فالوب الخاصة بالمرأة خلال أربع وعشرين ساعة، وأمّا تقنية نقل الجاميتات لأنبوب فالوب فتُوضع البويضات والحيوانات المنوية معًا، ثمّ تُنقل إلى قناة فالوب لتتم عملية التخصيب هناك.[٢٥]

المراجع

  1. ↑ "Fertility and infertility: Definition and epidemiology.", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 17-10-2019. Edited.
  2. ↑ "Age and Fertility", www.reproductivefacts.org, Retrieved 17-10-2019. Edited.
  3. ↑ "Gonadotrophin-releasing hormone", www.yourhormones.info, Retrieved 20-10-2019. Edited.
  4. ^ أ ب "What is Male Infertility", www.urologyhealth.org, Retrieved 17-10-2019. Edited.
  5. ↑ "Infertility", medlineplus.gov, Retrieved 17-10-2019. Edited.
  6. ^ أ ب "Evaluating Infertility", www.acog.org, Retrieved 17-10-2019. Edited.
  7. ^ أ ب ت "Infertility", www.nhs.uk, Retrieved 17-10-2019. Edited.
  8. ↑ "Infertility", www.mayoclinic.org, Retrieved 17-10-2019. Edited.
  9. ↑ "Female infertility", www.bupa.co.uk, Retrieved 17-10-2019. Edited.
  10. ↑ "Male Infertility", americanpregnancy.org, Retrieved 17-10-2019. Edited.
  11. ↑ "Male hypogonadism", www.mayoclinic.org, Retrieved 20-10-2019. Edited.
  12. ^ أ ب ت "Male infertility", www.bupa.co.uk, Retrieved 17-10-2019. Edited.
  13. ↑ Bradley D Anawalt, Stephanie T Page (27-6-2017), "Patient education: Treatment of male infertility (Beyond the Basics)"، www.uptodate.com, Retrieved 17-10-2019. Edited.
  14. ↑ "Adrenergic alpha-1 Receptor Agonists", www.drugbank.ca, Retrieved 17-10-2019. Edited.
  15. ^ أ ب "Male infertility", www.mayoclinic.org,20-9-2018، Retrieved 17-10-2019. Edited.
  16. ↑ "Hyperprolactinemia", www.hormone.org, Retrieved 17-10-2019. Edited.
  17. ^ أ ب "Surgical Treatment for Male Infertility", ssmr.org, Retrieved 17-10-2019. Edited.
  18. ↑ "Male infertility and varicocele: myths and reality", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 17-10-2019. Edited.
  19. ^ أ ب ت ث "Infertility", obgyn.ucla.edu, Retrieved 17-10-2019. Edited.
  20. ^ أ ب ت "Female infertility", www.mayoclinic.org,27-7-2019، Retrieved 17-10-2019. Edited.
  21. ↑ "Ovulation induction with letrozole", www.uptodate.com, Retrieved 4-08-2018. Edited.
  22. ↑ "Bromocriptine or Cabergoline for Infertility", www.cardiosmart.or, Retrieved 17-10-2019. Edited.
  23. ^ أ ب "Assisted Reproductive Technology (ART)", www.nichd.nih.gov, Retrieved 17-10-2019. Edited.
  24. ↑ "In vitro fertilization (IVF)", www.mayoclinic.org, Retrieved 17-10-2019.
  25. ↑ "GIFT and ZIFT", www.webmd.com, Retrieved 17-10-2019. Edited.