والجن تؤول بعدو كبير مكار ضار. وذكر ابن شاهين في كتابه عدة تفاسير لرؤية الجن في الحلم:[1]
ومن رأى: أن الجن توسوس في صدره فإنه يدل على اجتهاده بعبادة الله تعالى واشتغاله بالطاعات ويظفر على عدوه لقوله تعالى: (من شر الوسواس الخناس)[2].
ومن رأى: أن جنياً خطف ثوبه، فإن كان عاملاً يعزل، وإن كان فلاحاً فيصيبه أذى لقوله تعالى: (ينزع عنهما لباسهما).[3]
ومن رأى: أنه يعلم الجن القرآن فيؤول ذلك بحصول الرياسة.
ومن رأى: أن جنياً دخل داره فإن اللصوص يدخلونها، وربما دلت رؤيا الجن على رؤيا أناس أصحاب احتيال في أمور الدنيا وغرورها.
هم في المنام أصحاب الاحتيال لأمور الدنيا إلا أن يكون المرئي من الجن حكيماً. وذكر النابلسي في كتابه عدة تفاسير لرؤية الجن في الحلم:[4]
وإن رأى الملك أنه أمسك جاناً وصفدهم فإنه يسيطر على بلد ويأخذ منها الكفار ويأسرهم، فإذا صارع الجان في المنام أمن من شرهم، فإن صرعوه أصابوه بكيدهم ومسهم. وربما كان ممن يأكل الربا، والملوك من الجن يدلون على الزعماء المتقدمين والولاة، أو المشايخ، أو العلماء أو مؤدبي الصبيان أو أرباب الضمان المطلوبين بمن عندهم من الغرماء.
ربما دلت رؤية الجن على الأسفار في البر والبحر، والخطف والسرقة، والزنا وشرب الخمر، ومواضع البدعة والكنائس والحانات والغناء والمزمار، وتدل رؤيتهم على أرباب الشعوذة والخيال، والتفرق بين المسلمين والكافرين، وأمرهم ونهيهم وفعلهم، فمن أمر منهم بمعروف أو نهى عن منكر أو أخبر بخبر من أخبار المسلمين. وربما دلت رؤية الجن على النار المحرقة، أو على ما يعمل بالنار من الأواني الزجاجية، أو على ظهور الهوام كالثعبان والحية والعقرب وما يتأذى الآدمي منه.
وفي كتاب ابن سيرين ذكر العديد من تفاسير رؤيا الجن والشياطين في الحلم ومنها:[5]
(قال الأستاذ أبو سعيد) من رأى أنه تحول جنياً قوي كيده ورؤيا سحرة الجن في المنام تدل على الغيلان فإذا رأى الإنسان في منامه الجن واقفة قرب بيته فإن رؤياه تدل على إحدى ثلاث خصال إما على خسران أو على هوان أو على أنّ عليه نذراً لم يف به فإن رأى كأنه يعلم الجن القرآن أو يستمعونه منه رزق الرياسة والولاية لقوله تعالى: (قل أوًحِيَ إليَّ أنّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الجن)[6].
فإن رأى أنّ الجن دخلوا داره وعملوا في داره عملاً فإن اللصوص يدخلون داره ويضرون به أو يهجم عليه أعداؤه في بيته والأصل في رؤيا الجن أنّهم أصحاب الاحتيال لأمور الدنيا وغرورها وأما الشيطان فهو عدو في الدين والدنيا مكّار خدّاع غير مكترث بشئ وإنّما يكون تأويله السلطان وربما كان الأهل.
-ومن رأى كأن طائفاً من الشيطان مسه وهو مشتغل بذكر الله تعالى دلت رؤياه على أنّ له أعداء كثيرة يريدون إهلاكه فلا ينالون منه مرادهم لقوله تعالى: (إنَّ الذِينَ اتّقُوا إذا مَسّهُم طائِفٌ مِنَ الشّيْطَانِ تَذَكّرُوا)[7].
-ومن رأى كأن الشيطان نزع لباسه عزل عن ولاية إن كان والياً أو أُصيب بضيعة إن كان صاحب ضيعة لقوله تعالى: (يا بني ادم لَا يَفْتِنَنّكُمْ الشّيْطَانُ)[3] فإن رأى كأن الشيطان قد مسه فإنّ له عدواً يقذف امرأته ويغويها وقيل إنّ هذه الرؤيا تدل على فرج صاحبها منِ غم أو شفاء من مرض.
ومن رأى كأنه يناجي الشيطان فإنّه يشاور أعداءه ويظاهرهم في أهلٍ الصلاح فلا يستطيعون لقوله تعالى (إنّما النَّجْوَى مِنَ الشّيْطانِ ليَحْزُنَ الذِين آمنوا) فإن رأى أنّ الشيطان يعلمه كلاماً فإنّه يتكلم بكلام مفتعل أو بكيد الناس أو ينشد كذب الأشعار فإن رأى كأنه قتل إبليس فإنّه يمكر بمكار وخداع والدجال إنسان مخادع يفتن الناس به.
أما إِبْلِيس اللعين فَقَالَ دانيال رُؤْيا ابليس تؤول بِرَجُل عَدو لَيْسَ لَهُ دين كَذَّاب ضال بِلَا حَيَاء عجول فِي الشرآيس من الْخيرَات وَيعلم النَّاس كل الشَّرّ وَهُوَ الْفساد والقبح ذُو حراءة. وفسّر الظاهري رؤية إبليس في الحلم على عدة أوجه:[11]
وَمن رأى إِبْلِيس ينصحه فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مضرَّة فِي مَاله وَجَسَده.
وَمن رأى إِبْلِيس أعطَاهُ شَيْئا فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَال حرَام فَإِن كَانَ ذَلِك الشَّيْء دونا فَإِنَّهُ يدل على فَسَاد الدّين.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ من رأى أَن إِبْلِيس مَسّه وَهُوَ مشتغل بِذكر الله تَعَالَى فَإِنَّهُ يؤول بِأَن لَهُ أَعدَاء كَثِيرَة يُرِيدُونَ هَلَاكه فَلَا ينالون مِنْهُ مرَادا، وَمن رأى أَنه يعادي إِبْلِيس أَو يحاربه فَإِنَّهُ يدل على صِحَة دينه.
وَمن رأى أَن إِبْلِيس خَوفه فَإِنَّهُ يدل على إخلاصه فِي دينه.
وَمن رأى أَن إِبْلِيس فَرح مسرور فَإِنَّهُ يشْتَغل بالشهوات.