هل الحب حرام أم حلال طب 21 الشاملة

هل الحب حرام أم حلال طب 21 الشاملة

الحُب في الإسلام

الحُب أمرٌ جِبِلّي فُطِر عليه النّاس ونشأ معهم، وقد دعا الإسلام إلى المَحبّة والحُبّ بشتى صوره، وجعل له ضوابطَ وقواعدَ وأُسس، وجعل منه المُباح والواجب والمُحرَّم، وذلك مَبْنِيٌ على الوسائل المُستخدَمة في استغلال الحُبّ؛ فإن كانت تلك الوسائل صحيحة شرعيّة كان الحُبّ مُباحاً وإن كانت غير ذلك كان مُحرماً منبوذاً، وقد صَحّ عن رسول -عليه الصّلاة والسّلام- قوله في الحديث الذي يرويه عبد الله بن عباس: (لم يُرَ للمُتحابّين مثل النّكاح)،[١] فالسَّبيل الوحيد للحُبّ في الإسلام الزّواج، وأمّا ما عدا ذلك من حبٍ بين الرِّجال والنّساء فسيأتي بيانه تفصيلاً في هذا المقال.

الحُب - تعريفه وأنواعه

معنى الحب

الحُبُّ لُغةً: الوداد، وَكَذَلِكَ الحِبُّ. حكى عَن خَالِد بن نَضْلَة: مَا هَذَا الحِبُّ الطَّارِقُ، وَالحِبابُ كالحُبّ، واحَبَّه فَهُوَ محبوبٌ، على غير قِيَاس، هَذَا الْأَكْثَر وَقد قيل مُحَبُّ على الْقيَاس. وحَكَى سِيبَوَيْهٍ: حَبَبْتهُ واحْبَبْتُه بِمَعْنى، وَحكى اللحيانيّ عَن بني سليم مَا أحَبْتُ ذَاك: أَي مَا احببتُ. والحِبُّ: المحبوب، وَكَانَ زيد بن حَارِثَة يُدْعَى حِبّ رَسُول الله صلّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّم، وجمعُ الحِبّ أحبابٌ وحِبَّانٌ وحُبُوبٌ وحِبَبَةٌ وحُبٌّ، والحَبيبُ والحُبابُ: الحِبُّ، وَالْأُنْثَى بِالْهَاءِ.[٢] الحُب اصطلاحاً: مَيلُ النّفس مع العقل؛ فإذا تجاوز العقل فهو العشق.[٣]

أنواع الحبّ

تتعدّدت أنواع الحُب بحسب المُحِب والمحبوب وسبب المَحبّة، وذلك على التّفصيل الآتي:[٤]

الحب في الإسلام - حلالٌ أم حرام؟!

ذُكِرَ سالفاً عدة أنواعٍ للحب، لكن الذي تتوارد إليه الأذهان فور ذكر الحبّ هو الحبّ الذي يكون بين الشّباب والفتيات، في المدارس والجامعات والمعاهد ومواقع التّواصل الاجتماعيّ وأماكن العمل، وغيرها من الأحوال التي تكثر فيها قصص الحُب بين الشّباب والفتيات، ويتلخّص ذلك فيما يأتي:

علامات الحُب

عدَّ ابن حزم الظاهريّ في رسائله بضع علامات للحب يُعرف المُحِبُّ بها، منها:[١٠][١٠]

يمكن القول في التّأصيل الفقهيّ للحب أنّه لا بأس بتاتاً أن يميل قلب رجل إلى امرأة يسمع عن صفاتها وأخلاقها وشمائلها، وكذلك أن تُحب امرأة رجلاً شاهدت وعلمت من صفاته وشمائله ما يدعوها إلى الزّواج منه، ولكن لا يجوز بتاتاً أن تكون هناك ثمّة علاقة أو تواصل بين رجل وامرأة؛[١١] سواءً باتّصال، أو نظرة، أو همسة، أو كلمة، أو لقاءٍ أو غير ذلك، وكلّ ما يتمّ من تواصل بخلاف ذلك يكون مُحرّماً، فالحُرمة ليست في ذات الحبّ، إنّما فيما يصدر عن المُتاحبّين من أفعالٍ، أو أقوال، أو كنظرٍ، أو تغازلٍ أو غير ذلك.

وبناءً على ذلك يمكن تقسيم الحب إلى قسمين:[١٢]

أدلة تحريم النّوع الثّاني من الحُب

المراجع

  1. ↑ رواه الخليلي، في الإرشاد ، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 2/653، إسناده جيد.
  2. ↑ أبو الحسن علي بن إسماعيل بن سيده (2000)، المُحكم والمحيط الأعظم (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 543، جزء 3.
  3. ↑ محمد رواس قلعجي، حامد صادق قنيبي (1988)، معجم لغة الفقهاء (الطبعة الثانية)، عمان: دار النفائس، صفحة 173.
  4. ↑ مجموعة من المؤلفين (27/9/2001)، "حكم الحب في الإسلام"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 31/10/2016. بتصرّف.
  5. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم ، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 44.
  6. ↑ رواه البخاري ، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 16.
  7. ↑ رواه البوصيري، في إتحاف الخيرة المهرة، عن البراء بن عازب، الصفحة أو الرقم: 4/85، حديث ضعيف.
  8. ↑ رواه ابن حزم، في المحلى، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 10/41، يُحتج به.
  9. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم ، عن النعمان بن بشير، الصفحة أو الرقم: 1623.
  10. ^ أ ب أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي القرطبي الظاهري (1980)، رسائل ابن حزم الأندلسي (الطبعة الأولى)، بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر، صفحة 103، جزء 1.
  11. ↑ عبد الرحمن بن عبد الخالق اليوسف (1988)، الزواج في ظل الإسلام (الطبعة الثالثة)، الكويت: الدار السلفية، صفحة 38.
  12. ↑ غانم غالب غانم، منكرات الأفراح، صفحة 18-20-. بتصرّف.
  13. ↑ رواه أبو داود، في سنن أبي داود، عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، الصفحة أو الرقم: 2134، صحَّحه ابن حبان والحاكم.
  14. ↑ سورة النور، آية: 30.
  15. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 6243.
  16. ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 1171، حسن صحيح.
  17. ↑ رواه مسلم ، في صحيح مسلم ، عن النواس بن سمعان، الصفحة أو الرقم: 2553.