حب العمل التطوعي طب 21 الشاملة

حب العمل التطوعي طب 21 الشاملة

العمل التطوعي

برز العمل التطوعي بشكله المعروف لأول مرة عام 1755م، حين قدم أحدهم خدمات عسكرية، بعدها انتقل الفعل التطوعي في العقد الثالث من القرن السادس عشر ميلادي إلى مجالات أخرى، مع الإشارة إلى أنّ الإسلام والشرائع السماوية كانت سبّاقة منذ آلاف السنين إلى ذكر العمل التطوعي تحت إطار عمل الخير وحُبه للآخرين، فبرز ذلك من خلال مساعدة النساء على تطبيب الجرحى خلال معارك وغزوات المسلمين مثلاً، وعلى الرغم من أهمية العمل التطوعي ورُقيِّ مفهومه الإنساني إلا أنّ بعض المجتمعات تواجه أزمة في إقناع أفرادها بأهمية القيام به.

حب العمل التطوعي

يُقصد بحُبّ العمل التطوعي هو العمل القائم على أساس تقديم الخدمة أو المساعدة دون مُقابل مادي أو منفعة مُعينة، والتعلق بهذا العمل والرغبة بالقيام به على الدوام أو على الأقل بصورة مُنتظمة، والحرص على الالتحاق بأنشطته وأشكاله المتنوعة.

عوائق العمل التطوعي

لا يتأتى حُبّ الفعل التطوعي بسهولة للأفراد الذين تربوا في بيئات لم تُحرّضهم بصورة مباشرة أو غير مباشرة على تبني العمل التطوعي كمنهجٍ حياتي، كما تلعب الإفرازات الحديثة للفكر المادي دوراً يصفه البعض بالمتطرف؛ كونه ساهم في بناء شخصيات لا تُلقي بالاً للنشاطات الإنسانية وأهميتها في المجتمع.

هناك بعض العوامل الأخرى التي تقف عائقاً أمام تنفيذ العمل التطوعي وتنمية الشعور بحُب القيام به وهي ظروف الحياة التعيسة التي يمر بها كُثر من الأفراد حول العالم، فكيف لنا أنّ ندعو العائلات والرازحين تحت نيران الحروب والنزاعات العسكرية إلى تبني مفهوم التطوع، وهم لا يشعرون بالأمان على صعيد ممارسة أدنى سلوكٍ حياتي، على الرغم أنّ الظروف الإنسانية غالباً ما تُبرز الحاجة لتطبيق مفهوم التطوع والقيام به، وهذا ما نلحظه بالفعل حين يهب الشبان لإزالة ركام البنايات التي هوّت بفعل القصف الحربي، أو نقل الجرحى نتيجة التعرض للقنص بالرصاص، إلى جانب توزيع المؤن والمساعدات التي تُقدمها وكالات الإغاثة الإنسانية.

ينسحب المثال السابق على ظروف الحياة الأخرى، كحال الكادحين ليل نهار لتحصيل القوت اليومي، فهم لا يملكون الوقت الكافي للتطوع، ومن باب أولى أن يُساعدوا أنفسهم على الحياة وأطفالهم على العيش بكرامة، وربما هذه الفئات هي من تحتاج للدعم بالنشاطات التطوعية لا مطالبتها بالتطوع على حساب ترك أساسيات حياتها تنهار دون حل مُجدٍ.

أهمية العمل التطوعي

النشاطات التطوعية الحقيقة هي تلك التي تُعزز صمود الفرد في وجه الظروف القاسية، وتُساعده على النهوض، والوصول لسقفٍ من الراحة والأمان، ليلتحق بركب المتطوعين الذي أعانوه من قبل، وهو بدوره سيُعين الآخرين الذين سينطلقون هم أيضاً في مسيرة التطوع، وهكذا دواليك حتى جعل التطوع ثقافة لصيقة بالمجتمعات.

لا تتوقف أهمية التطوع عند هذا الحد بل إنّه يُذيب النزعات العرقية والتمييز على أساس الدين، أو الطائفة الدينية، ويُلغي الفروق الاقتصادية والاجتماعية بين البشر، ويُجردهم من كلّ شيء إلا الإنسانية، ذاك المبدأ العظيم الذي تُحارب شعوباً بحالها من أجل تعزيزها وحمايتها من أي انتهاكٍ أو مس، رغم أنّ الواقع لا يُبشر بتلبية النداءات حول ذلك بدليل استمرار الحروب، وتفشي الفقر في كثيرٍ من الدول، والصمت المُعيب عن بعض الاضطهادات الدينية لا سيما للأقليات والأمراض السارية في الدول الفقيرة.

كيفية تنمية حب التطوع