مظاهر رحمة الله بعباده طب 21 الشاملة

مظاهر رحمة الله بعباده طب 21 الشاملة

مفهوم الرحمة

وصف الله -عز وجل- نفسه بأنه الرحمن والرحيم؛ وهما صفتان من الرحمة،[1] فالله -سبحانه وتعالى- هو الرحيم بعباده وحده دون سواه، ورحمة الله لا تُماثل رحمة المخلوقين، ولا شك أن رحمة الله -تعالى- لا يضاهيها شيءٌ، فهي تفوق كل شيء، يقول تعالى: (وَرَحمَتي وَسِعَت كُلَّ شَيءٍ)،[2] وقد شبّه النبي رحمة الله -تعالى- للصحابة بمشهدٍ حقيقيٍّ حصل أمامهم، إذ أضاعت أمٌّ ابنها الرضيع في الحرب، وبعد انتهاء الحرب أخذت تبحث عنه في القتلى والجرحى، فلما وجدته أخذته وضمّته، فسأل النبي أصحابه: (أَتَرَوْنَ هذِه المَرْأَةَ طَارِحَةً وَلَدَهَا في النَّارِ؟ قُلْنَا: لَا، وَاللَّهِ وَهي تَقْدِرُ علَى أَنْ لا تَطْرَحَهُ، فَقالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: لَلَّهُ أَرْحَمُ بعِبَادِهِ مِن هذِه بوَلَدِهَا).[3]

تعدّ صفة الرحمن أبلغ من صفة الرحيم، وخصّ الله -سبحانه وتعالى- نفسه بصفة الرحمن، أما صفة الرحيم فتستخدم أيضاً في البشر؛ فيقال رجلٌ رحيم، ورحمة الله لا مثيل لها فيوصف بأنه رحمن، ورحمته شاملة للخلق جميعاً دون استثناء، وتتّسع لكل شيء، وينعم بها كل حيّ، وقد دعت الملائكة الله -سبحانه وتعالى- بهذه الصفة بأن يغفر الله لمن تاب وآمن وعمل صالحاً، يقول تعالى: (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ).[4][5][6]

وقد بيّن العلماء المقصود بالرحمة في اللغة والاصطلاح، وبيان ذلك فيما يأتي:[7]

مظاهر رحمة الله بعباده

إنًّ رحمة الله ليست كرحمة المخلوقين، فالله -سبحانه وتعالى- خلَق الرحمة وأودع في الخلق جزءاً من رحمته، وأمسك عنده تسعةً وتسعين جزءاً كما ذُكر في الحديث النبوي الشريف، فقد قال عليه الصلاة والسلام: (إنَّ لِلَّهِ مِئَةَ رَحْمَةٍ أَنْزَلَ منها رَحْمَةً وَاحِدَةً بيْنَ الجِنِّ وَالإِنْسِ وَالْبَهَائِمِ وَالْهَوَامِّ، فَبِهَا يَتَعَاطَفُونَ، وَبِهَا يَتَرَاحَمُونَ، وَبِهَا تَعْطِفُ الوَحْشُ علَى وَلَدِهَا، وَأَخَّرَ اللَّهُ تِسْعًا وَتِسْعِينَ رَحْمَةً، يَرْحَمُ بِهَا عِبَادَهُ يَومَ القِيَامَةِ)،[8] ورحمة الله التي أنزلها موزّعةٌ على الإنس والجن والبهائم والمخلوقات جميعها.[9]ومن مظاهر رحمة الله تعالى في الخلق و في الناس ما يأتي:

مظاهر رحمة الله في الخلق

يمكن للإنسان أن يستشعر مظاهر رحمة الله عند تأمّله في الكون والخلق من حوله، فيرى من مظاهر رحمته -تعالى- ما لا يعدّ ولا يُحصى، ومن هذه المظاهر:[10]

مظاهر رحمة الله في الناس

إن من مظاهر رحمة الله في الناس في الدنيا والآخرة ما يأتي:

مظاهر رحمة الله يوم القيامة

إن من مظاهر رحمة الله -تعالى- في اليوم الآخر ما يأتي:

موجبات رحمة الله

بيّن العلماء الأمور التي يعد فعلها سبباً في جلب رحمة الله تعالى للمؤمن بعد تيقّن أن الله هو أرحم الراحمين، ويذكر ذلك فيما يأتي:[35]

الرحمة في القرآن والسنة

إنَّ صفة الرحمة تتقدّم على الكثير من الصفات في التشريع الإسلامي، والأدلة على ذلك عديدة، منها ما يأتي:[41]

المراجع

  1. ↑ عبدالرحمن الزجاجي (1986)، اشتقاق أسماء الله (الطبعة الثانية)، بيروت: مؤسسة الرسالة، صفحة 38. بتصرّف.
  2. ↑ سورة الأعراف، آية: 156.
  3. ↑ رواه عمر بن الخطاب، في صحيح مسلم، عن مسلم، الصفحة أو الرقم: 2754، صحيح.
  4. ↑ سورة غافر، آية: 7.
  5. ↑ أشرف حجازي، "عبادة الله باسمه الرحمن"، www.knowingallah.com. بتصرّف.
  6. ↑ صالح بن حميد، "سعة رحمة الله"، www.knowingallah.com. بتصرّف.
  7. ↑ مجموعة من المؤلفين، مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 108، جزء 45.بتصرف.
  8. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2752، صحيح.
  9. ^ أ ب "رحمة الله بعباده"، www.islamqa.info، 28-10-2002، اطّلع عليه بتاريخ 3-12-2019. بتصرّف.
  10. ↑ محمد الخولي، "فانظر إلى آثار رحمة الله"، www.tafsir.net، اطّلع عليه بتاريخ 12-12-2019.
  11. ↑ سورة القصص، آية: 73.
  12. ↑ سورة لقمان، آية: 20.
  13. ↑ سورة الأعراف، آية: 203.
  14. ↑ عمر سليمان الاشقر (2008)، شرح ابن القيم لأسماء الله الحسنى (الطبعة الأولى)، الأردن: النفائس، صفحة 37.
  15. ↑ سورة النور، آية: 56.
  16. ↑ سورة البقرة، آية: 173.
  17. ↑ ياسر عبدالرحمن (2007)، موسوعة الأخلاق والزهد والرقائق (الطبعة الأولى)، صفحة 375-376، جزء 1.بتصرف.
  18. ↑ محمد مصطفى الزحيلي ( 2006 )، الوجيز في أصول الفقه الإسلامي (الطبعة الثانية)، دمشق - سوريا: دار الخير للطباعة والنشر والتوزيع، صفحة 435.
  19. ↑ سورة البقرة، آية: 155-156.
  20. ↑ سورة آل عمران، آية: 195.
  21. ↑ أحمد عماري (21-3-2015)، "الرحمة والتراحم بين الخلق"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 3-12-2019. بتصرّف.
  22. ↑ سورة النور، آية: 31.
  23. ↑ سورة الزمر، آية: 61.
  24. ↑ سورة آل عمران، آية: 135-136.
  25. ↑ "بيان سعة رحمة الله تعالى لمن تاب من الذنوب"، www.binbaz.org.sa. بتصرّف.
  26. ↑ سورة الرحمن، آية: 1-4.
  27. ↑ وهبة الزحيلي (1996)، التفسير الوجيز على هامش القرآن العظيم (الطبعة الثانية)، دمشق: دار الفكر، صفحة 532.
  28. ↑ رواه أبي هريرة، في صحيح البخاري، عن البخاري، الصفحة أو الرقم: 5673، صحيح.
  29. ↑ موسى شاهين لاشين (2002)، فتح المنعم شرح صحيح مسلم، مصر: دار الشروق، صفحة 430، جزء 10.
  30. ↑ "الشفاعة في الآخرة"، www.islamqa.info، 06-07-2002، اطّلع عليه بتاريخ 12-12-2019.
  31. ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم: 7377، أخرجه في صحيحه.↑ سورة النساء، آية: 40.^ أ ب محمد آدم الإتيوبي (2006)، مشارق الأنوار الوهاجة ومطالع الأسرار البهاجة في شرح سنن الإمام ابن ماجه (الطبعة الأولى)، المملكة العربية السعودية: دار المغني، صفحة 247، جزء 2.↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم: 7439، صحيح.↑ هاني عبدالحميد (9-5-2014)، "شرح وأسرار الأسماء الحسنى - (4) الرحمن الرحيم "، www.ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 3-12-2019. بتصرّف.↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أسامة بن زيد، الصفحة أو الرقم: 7448، صحيح.↑ سورة الإسراء ، آية: 82.↑ سورة الأنعام، آية: 155.↑ سورة آل عمران ، آية: 132.↑ سورة الأعراف، آية: 56.↑ راغب السرجاني، "الرحمة في الإسلام أهميتها ونماذج منها"، www.islamstory.com. بتصرّف.↑ سورة الفاتحة، آية: 3.↑ سورة الإسراء، آية: 23.↑ سورة الضحى، آية: 9-10.↑ محمد الشمالي، "إنها الرحمة"، www.saaid.net. بتصرّف.↑ رواه أبي هريرة، في صحيح البخاري، عن البخاري، الصفحة أو الرقم: 7554، صحيح.↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2363، صحيح.
  • ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم: 7377، أخرجه في صحيحه.
  • ↑ سورة النساء، آية: 40.
  • ^ أ ب محمد آدم الإتيوبي (2006)، مشارق الأنوار الوهاجة ومطالع الأسرار البهاجة في شرح سنن الإمام ابن ماجه (الطبعة الأولى)، المملكة العربية السعودية: دار المغني، صفحة 247، جزء 2.
  • ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم: 7439، صحيح.
  • ↑ هاني عبدالحميد (9-5-2014)، "شرح وأسرار الأسماء الحسنى - (4) الرحمن الرحيم "، www.ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 3-12-2019. بتصرّف.
  • ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أسامة بن زيد، الصفحة أو الرقم: 7448، صحيح.
  • ↑ سورة الإسراء ، آية: 82.
  • ↑ سورة الأنعام، آية: 155.
  • ↑ سورة آل عمران ، آية: 132.
  • ↑ سورة الأعراف، آية: 56.
  • ↑ راغب السرجاني، "الرحمة في الإسلام أهميتها ونماذج منها"، www.islamstory.com. بتصرّف.
  • ↑ سورة الفاتحة، آية: 3.
  • ↑ سورة الإسراء، آية: 23.
  • ↑ سورة الضحى، آية: 9-10.
  • ↑ محمد الشمالي، "إنها الرحمة"، www.saaid.net. بتصرّف.
  • ↑ رواه أبي هريرة، في صحيح البخاري، عن البخاري، الصفحة أو الرقم: 7554، صحيح.
  • ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2363، صحيح.