طرق الثبات على الدين طب 21 الشاملة

طرق الثبات على الدين طب 21 الشاملة

معنى الثبات

بيّن العلماء المقصود بالثبات لغةً واصطلاحاً، وبيان ذلك فيما يأتي:

وسائل الثبات على الإسلام

بيّن الله -عزّ وجلّ- عدّة وسائل تُعين العباد على الثبات على دين الإسلام، وفيما يأتي بيان البعض منها:[3][4]

أهمية الثبات على الإسلام

تنعكس عن الثبات على الإسلام أهميةٌ جليّةٌ في العديد من الجوانب المتعلقة بالفرد والمجتمع، وفيما يأتي بيان جانبٍ من تلك الأهمية:[18]

الثبات في الفتن والابتلاءات

أخبر النبي -عليه الصلاة والسلام- أنّ الفتن واقعةٌ في الأمّة لا محالة، إذ روى الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: (سَتَكُونُ فِتَنٌ، القاعِدُ فيها خَيْرٌ مِنَ القائِمِ، والقائِمُ فيها خَيْرٌ مِنَ الماشِي، والماشِي فيها خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي، مَن تَشَرَّفَ لها تَسْتَشْرِفْهُ، فمَن وجَدَ مِنْها مَلْجَأً، أوْ مَعاذًا، فَلْيَعُذْ بهِ)،[19] وعلى المسلم أن يستعدّ بالعلم والعمل لذلك بتحصين نفسه وصيانتها من الوقوع بتلك الفتن، ولا بدّ من التحصين بالعلم بسبب قلّته في آخر الزمان كما أخبر الرسول -عليه الصلاة والسلام- بقوله: (إنَّ اللَّهَ لا يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزَاعاً يَنْتَزِعُهُ مِنَ العِبَادِ، ولَكِنْ يَقْبِضُ العِلْمَ بقَبْضِ العُلَمَاءِ، حتَّى إذَا لَمْ يُبْقِ عَالِماً اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤُوسًا جُهَّالاً، فَسُئِلُوا فأفْتَوْا بغيرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وأَضَلُّوا)،[20] كما أن انصراف الناس عن العلم والزهد في طلبه وترك العمل به من أسباب قلّة العلم، أمّا العمل فلا بدّ للمسلم منه في مواجهة الفتن استجابةً لحثّ الرسول -عليه الصلاة والسلام- المسلمين عليه قبل حلول الفتن بقوله: (بَادِرُوا بالأعْمَالِ فِتَناً كَقِطَعِ اللَّيْلِ المُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِناً وَيُمْسِي كَافِراً، أَوْ يُمْسِي مُؤْمِناً وَيُصْبِحُ كَافِراً، يَبِيعُ دِينَهُ بعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا)،[21] وقد حثّ الرسول على العمل بسبب انشغال العبد بالفتن وقت حدوثها فكان لا بدّ من العمل قبلها، كما أنّ العبد قد يُمنع من أداء ما عليه وقت الفتن، وقد ينشغل الفكر والقلب بالفتنة ممّا يؤدي إلى قلّة الخشوع والخضوع إلى الله، إضافةً إلى أنّ الأمور قد تختلط لدى المرء فلا يمكنه تمييز الحق من الباطل، ولكل ما سبق كان لا بدّ من الاستعداد بالعلم والعمل.[22]

ابتلاء الله بالخير والشر

ابتلى الله عباده بالخير والشر، قال تعالى: (وَنَبلوكُم بِالشَّرِّ وَالخَيرِ فِتنَةً وَإِلَينا تُرجَعونَ)،[23] وحكمة الله في ذلك تتمثّل في معرفة العباد الصابرين وتمييزهم عن غيرهم من المنافقين والضعفاء، ومن الفتن التي تصيب العباد فتنة المال، قال تعالى: (وَمِنهُم مَن عاهَدَ اللَّـهَ لَئِن آتانا مِن فَضلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكونَنَّ مِنَ الصّالِحينَ * فَلَمّا آتاهُم مِن فَضلِهِ بَخِلوا بِهِ وَتَوَلَّوا وَهُم مُعرِضونَ)،[24] فقد يؤدي المال بالعبد إلى الانشغال عن العبادات والطاعات، ومن الفتن أيضاً فتنة الولد والزوجة؛ قال سبحانه: (إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ)،[25] فقد تكون الزوجة من أسباب ثبات الزوج على الحق والاستقامة وبُعده عن الوقوع في المعاصي وارتكاب المنهيات.[26]

نعمة الإسلام

يعدّ الإسلام من أعظم نعم الله -تعالى- على عباده، فهو من رضيه لهم ولم يقبل لهم السير على غيره، قال الله -عزّ وجلّ-: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا)،[27] فمن أكرمه الله بالإسلام يجدر به أن يتّبع ما أمر به الله -تعالى- وينتهي عن النواهي بما نصّت عليه نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية، ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ الإسلام من الأسباب التي تؤدي إلى صلاح وسلامة القلب والجوارح، قال الرسول -عليه الصلاة والسلام- واصفاً رسالة الإسلام: (أنْ تُسلِمَ قلبَك للهِ وأنْ تُوجِّهَ وجهَك للهِ وأنْ تُصلِّيَ الصَّلاةَ المكتوبةَ وتُؤدِّيَ الزَّكاةَ المفروضةَ، أخوانِ نَصِيرانِ لا يقبَلُ اللهُ مِن عبدٍ توبةً أشرَك بعدَ إسلامِه)،[28] وسلامة الجوارح تكون بالاستقامة والمدوامة على طاعة وعبادة الله -تعالى-، أمّا سلامة القلب فتكون باستسلامه لله -تعالى-،[29] كما أنّ الإسلام السبيل الذي يصل بالعبد إلى السعادة في الدنيا والآخرة بتحقيق النفع والخير ودفع الشر والضر.[30]

إن للإسلام العديد من الخصائص التي تميّزه عن غيره من الأديان، يُذكر من تلك الخصائص:[31]

المراجع

  1. ↑ "تعريف ومعنى الثبات في معجم المعاني الجامع"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 11-11-2019. بتصرّف.
  2. ↑ محمد بن حسن بن عقيل موسى الشريف (2008)، الثبات أهميته عوامل بقائه وهدمه صور على الثبات وعدمه (الطبعة الأولى)، مصر: دار الأندلس الجديدة، صفحة 11. بتصرّف.
  3. ↑ محمد موسى الشريف (2008)، الثبات (الطبعة الأولى)، مصر: دار الأندلس الجديدة، صفحة 38-73.بتصرف.
  4. ↑ محمد صالح المنجد (17-6-2013)، "وسائل الثبات على دين الله"، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 25-10-2019. بتصرّف.
  5. ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أم سلمة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 3522، حسن.
  6. ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن شداد بن أوس، الصفحة أو الرقم: 935، أخرجه في صحيحه.
  7. ↑ سورة آل عمران، آية: 8.
  8. ↑ سورة هود، آية: 120.
  9. ↑ سورة الزخرف، آية: 43.
  10. ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن جبير بن مطعم، الصفحة أو الرقم: 34، صحيح.
  11. ↑ سورة إبراهيم، آية: 27.
  12. ↑ سورة الفرقان، آية: 27-29.
  13. ↑ سورة هود، آية: 120.
  14. ↑ سورة آل عمران، آية: 139-140.
  15. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 6465، صحيح.
  16. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم: 1469، صحيح.
  17. ↑ سورة الأنفال، آية: 45.
  18. ↑ محمد موسى الشريف (2008)، الثبات (الطبعة الأولى)، مصر: دار الأندلس الجديدة، صفحة 16-17. بتصرّف.
  19. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 7081، صحيح.
  20. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 100، صحيح.
  21. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 118، صحيح.
  22. ↑ فيصل بن حيان آل صبحان (2005)، مسائل في الفتن (الطبعة الأولى)، بيروت- لبنان: مؤسسة الريان، صفحة 9-11. بتصرّف.
  23. ↑ سورة الأنبياء، آية: 35.
  24. ↑ سورة التوبة، آية: 75-76.
  25. ↑ سورة التغابن، آية: 14.
  26. ↑ محمد صالح المنجد، "الثبات في الفتن"، www.almunajjid.com، اطّلع عليه بتاريخ 25-10-2019. بتصرّف.
  27. ↑ سورة المائدة، آية: 3.
  28. ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن معاوية بن حيدة، الصفحة أو الرقم: 160، أخرجه في صحيحه.
  29. ↑ الشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر (2010-6-9)، "نعمة الهداية إلى دين الإسلام"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-10-20. بتصرّف.
  30. ↑ محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2010)، مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة (الطبعة الحادية عشرة)، الرياض: دار أصداء المجتمع، صفحة 35. بتصرّف.
  31. ↑ محمد بن إبراهيم الحمد، الطريق إلى الإسلام (الطبعة الثانية)، الرياض: دار ابن خزيمة، صفحة 30. بتصرّف.
  32. ↑ سورة الملك، آية: 14.
  33. ↑ سورة الذاريات، آية: 56.
  34. ↑ سورة الزمر، آية: 9.