سوء الظن بالآخرين طب 21 الشاملة

سوء الظن بالآخرين طب 21 الشاملة

سوء الظنّ

إنّ ممّا يُبتلى به النّاس بكثرةٍ على مرّ العصور سوءُ الظنِّ ببعضهم البعض، حتّى كاد ذلك أنْ يُذهِب علاقاتهم الاجتماعيّة، ويُقطّع أواصر المَحبّة، ويُفشي السّوء والبغضاء بينهم، ولقد حثّ الله عزّ وجل على اجتناب سوء الظنّ بالآخرين، فقال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا﴾.[١]

مفهوم سوء الظن

بالإمكان تعريفُ سوء الظنِّ بأنّه مَظنّة جانب الشرّ وتغليبه على جانب الخير، في حين أنّ الموضوع الذي وقع فيه سوء الظنّ قد يَحتمل الجانبين معاً دون تغليبٍ لأحدهما، قال الماوردي: (سوء الظنّ هو عدم الثّقة بمن هو لها أهل)،[٢] وقال ابن القيم: (سوء الظن هو امتلاء القلب بالظّنون السّيئة بالنّاس حتى يطفح على اللسان والجوارح)،[٣] وقال ابن كثير: (سوء الظنّ هو التّهمة والتخوّن للأهل والأقارب والنّاس في غير مَحلِّه).[٤]

كما يُمكن أن يُعرّف سوء الظنّ أيضاً بأنّه الخوض في الخيال المُسيء والخطأ في حالة مُواجهة فعلٍ يُمكن أن يكون له تفسيرين، صحيح وخاطئ؛ كمن رأى رجلاً مع امرأةٍ غريبة فخاض في خياله دون تبيُّن، وحلّل أنّ المرأة أجنبيّة عن الرّجل وليست من محارمه، وبدأ في التخيّل أنّ هذا الرّجل يُريد لها السّوء وارتكاب الفاحشة معها، بينما ربّى الإسلام أبناءه على إحسان الظنّ؛ فربما تكون على قرابة معه كأخته أو عمّته أو زوجته.

رُوِيَ أنّه لمّا نظر الرّسول عليه الصّلاة والسّلام إلى الكعبة قال: (مرحباً بك من بيت ما أعظمك وأعظم حُرْمَتك، ولَلْمؤمن أعظم حُرْمَة عند الله منكِ، إنَّ الله حرَّم منكِ واحدة، وحرَّم من المُؤمن ثلاثاً: دمه، وماله، وأن يُظنَّ به ظنَّ السَّوء).[٥]

سوء الظنّ في القرآن الكريم

لقد تحدّثت آيات كريمة عدّة عن هذا المرض الأخلاقيّ الذي مزّق المجتمعات، ومنها:

سوء الظنّ في السنّة النبويّة

تحدّث الرّسول محمد -عليه الصّلاة والسّلام- في كثير من الأحاديث عن هذه الآفة المُجتمعيّة، منها الآتي:

أقسام سوء الظن

يمكن تقسيم سوء الظن إلى قسمين كلاهما من الكبائر، هما:[١٥]

آثار سوء الظّن

إنّ لسوءِ الظنّ مآلٌ وآثارٌ سلبية؛ فقد تعزلُ الفرد عن مُجتمعه، وتجعله خائفاً منهم مُعتقداً أنّهم قد يمسّونه بسوء في أي وقت، فيُفضّل البقاء مُنعزلاً بذاته نفسيّاً واجتماعيّاً، ممّا قد يُؤدّي بشخصيّته وثقته بنفسه مع مرور الأيام. ومن هذه الآثار:

أقوال السلف والعلماء في سوء الظن

المراجع

  1. ↑ سورة الحجرات، آية: 12.
  2. ↑ أبو الحسن الماوردي (1985)، أدب الدنيا والدين (الطبعة الرابعة)، بيروت: دار اقرأ، صفحة 199.
  3. ↑ ابن قيم الجوزية (1982)، الروح (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 238، جزء المجلد الأول.
  4. ↑ ابن كثير (2000)، تفسير القرآن العظيم (الطبعة الأولى)، الجيزة: قرطبة، صفحة 155، جزء الثالث عشر.
  5. ↑ رواه البيهقي، في شعب الإيمان، عن رواية أبي حازم، الصفحة أو الرقم: 5/692.
  6. ^ أ ب سورة الفتح، آية: 6.
  7. ↑ ابن كثير ( 1999)، تفسير القرآن العظيم ، الرياض: دار طيبة، صفحة 511.
  8. ↑ سورة الفتح، آية: 12.
  9. ↑ سورة الفتح، آية: 11.
  10. ↑ الطبري، تفسير الطبري، مصر: دار المعارف، صفحة 213، جزء الجزء الثاني والعشرون.
  11. ↑ سورة النجم، آية: 28.
  12. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6064.
  13. ^ أ ب "الأخلاق المحمودة \ حسن الظن "، الدرر السنية ، اطّلع عليه بتاريخ 24-10-2016.
  14. ↑ رواه الألباني، في السلسلة الصحيحة، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 3420.
  15. ↑ "سوء الظن"، منارة الإسلام ، اطّلع عليه بتاريخ 8-11-2016.
  16. ↑ سورة الصافات، آية: 86-87.
  17. ^ أ ب ت "آثار سوء الظن"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 24-10-2016.
  18. ↑ سورة فصلت، آية: 23.
  19. ↑ الغزالي، إحياء علوم الدين، صفحة 537.
  20. ^ أ ب ت ث ج ح خ "أقوال السلف والعلماء في سوء الظن"، الدرر السنية ، اطّلع عليه بتاريخ 24-10-2016.