من ثمرات غض البصر طب 21 الشاملة

من ثمرات غض البصر طب 21 الشاملة

غض البصر

أنعم الله -سبحانه- على عباده بالعديد من النعم؛ منها نعمة البصر التي قد تؤدي بالعبد إلى طريقين؛ فإمّا نيل رضى الله باستغلالها فيما أمر الله به مع شكره عليها، وإمّا باستحقاق غضبه بالنظر إلى المحرّمات والفواحش، ويُحسن بالمسلم شكر الله -تعالى- على ما أنعم عليه، واستغلال تلك النعم في أداء أمور وشؤون الحياة.[1]

فضل غض البصر

ينتج عن غضّ البصر العديد من الثمرات والأفضال، فيُذكر أنّ غض البصر من أسباب:[2][3]

تعريف غض البصر

الغضّ مصدرٌ من الفعل غضَّ، والجمع غضاض، ويأتي بمعنى الصرف أو الخفض عن شيءٍ ما نتيجة الشعور بالحياء تجاه ذلك الشيء،[5]والبصر مصدرٌ للفعل بصُرَ، وجمعها أبصار، ويتعلّق معناها بشكلٍ عامٍ بالرؤيا، فيُطلق البصر على عضو العين في جسم الإنسان، ويطلق على القوة التي يمتلكها شخصٌ ما في إدراك وفهم أمرٍ ما،[6] ويعرّف غضّ البصر في اللغة بأنّه خفض الإنسان لنظره ومنعه من الرؤيا، وعدم التمادي في ذلك، أمّا في اصطلاح الشريعة فغضّ البصر يتعلّق بثلاثة أمورٍ؛ وهي:[7]

حكم غض البصر

أمر الله -سبحانه وتعالى- عباده ممّن آمنوا به من المؤمنين والمؤمنات بغضّ البصر عن الأمور التي حرّم النظر إليها، والأمر في اللغة يعني الوجوب إلّا إن ورد ما يصرفه إلى أمرٍ آخرٍ،[9] وورد ذلك الأمر صريحاً في القرآن الكريم في قوله -تعالى-: (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ)،[10] والمعنى الإجمالي الذي تشير إليه الآية الكريمة النداء من الله -تعالى- لرسوله -عليه الصلاة والسلام- بأن يخبر من آمن به من الناس بوجوب غضّ البصر، فالفعل يغضّوا فعل أمرٍ من الله -تعالى-، وهو بمعنى إنقاص النظر، وفي ذلك قال الإمام الطبري: "يقول -تعالى- ذكره لنبيه محمد -صلّى الله عليه وسلّم-: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ باللَّه وبك يا محمد (يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ) يقول: يكفُّوا من نظرهم إلى ما يشتهون النظر إليه، مما قد نهاهم اللَّه عن النظر إليه، وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ أن يراها من لا يحلّ له رؤيتها، بلبس ما يسترها عن أبصارهم"،[9] أمّا حرف الجر (من) فورد فيه أكثر من تفسيرٍ، بيان ذلك فيما يأتي:[11]

ومن الأدلة الواردة على الأمر بغضّ البصر قوله -تعالى-: (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّـهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ)،[12] وتُفسّر الآية الكريمة حسب الآتي:[13]

وقد بيّن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّ المواطن التي يتوجّب على الإنسان غضّ البصر فيها كثيرة، وقد وردت في بعض الأحاديث النبوية الشريفة، يُذكر منها:[14]

معيناتٌ على غض البصر

توجد العديد من الأمور التي تعين العبد على غضّ بصره، وفيما يأتي ذكرٌ لبعضٍ من تلك المعينات:[17][18]

ومن الجدير بالذكر أنّ الواجب على عباد الله عدم الذهاب إلى الأماكن الّتي يكثُر فيها تبرّج النساء الفاحش، ولكن إن كان لهم عذرٌ واضطروا للذهاب فإن الواجب عليهم أن يغضّوا أبصارهم قدر ما يستطيعون، وألّا ينظرون إلّا إلى الأمور التي أباح الله -تعالى- النظر إليها، وإن وقع النظر إلى محرّمٍ من غير قصدٍ فالواجب صرفه فوراً، وبذلك لا يؤثم، ولكن إن أطال نظره فعليه إثمٌ.[18]

المراجع

  1. ↑ عبد الرحمن بن فؤاد الجار الله، "السهم المسموم"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-12-2019. بتصرّف.
  2. ↑ أبي عبد الله ابن القيم الجوزية، روضة المحبين ونزهة المشتاقين، -: دار عالم الفوائد، صفحة 153-164. بتصرّف.
  3. ↑ بكر البعداني (26-12-2015)، "من فوائد وثمرات غض البصر"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 6-12-2019. بتصرّف.
  4. ↑ رواه الألباني، في الترغيب والترهيب، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 2/195، صحيح.
  5. ↑ "تعريف ومعنى غض غَضٌّ في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 26-11-2019. بتصرّف.
  6. ↑ "تعريف و معنى بصر في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 27-11-2019. بتصرّف.
  7. ↑ "غض البصر"، www.islamqa.com، 23-10-2006، اطّلع عليه بتاريخ 27-11-2019. بتصرّف.
  8. ↑ سورة الحجر، آية: 88.
  9. ^ أ ب د.سعيد القحطاني، إظهار الحق والصواب في حكم الحجاب والتبرج، والسفور، والخلوة بالمرأة الأجنبية، وسفرها بدون محرم، والاختلاط في ضوء الكتاب والسنة وآثار السلف الصالح، الرياض: مطبعة سفير، صفحة 72. بتصرّف.
  10. ↑ سورة النور، آية: 30.
  11. ↑ ابن القطان الفارسي (1433هـ-2012م)، إحكام النظر في أحكام النظر بحاسة البصر (الطبعة الأولى)، دمشق: دار القلم، صفحة 85-88. بتصرّف.
  12. ↑ سورة النور، آية: 30-31.
  13. ↑ خالد الجهني (18-2-2015)، "غض البصر: وجوبه وفوائده وحال السلف معه"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 28-11-2019. بتصرّف.
  14. ↑ د.سعيد القحطاني، إظهار الحق والصواب في حكم الحجاب والتبرج، والسفور، والخلوة بالمرأة الأجنبية، وسفرها بدون محرم، والاختلاط في ضوء الكتاب والسنة وآثار السلف الصالح، الرياض: مطبعة سفير، صفحة 74. بتصرّف.
  15. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جرير بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 2159، صحيح.
  16. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم: 6229، صحيح.
  17. ↑ الشيخ حسن محمود (19-8-2014)، "لماذا غض البصر؟"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 7-12-2019. بتصرّف.
  18. ^ أ ب "الوسائل المعينة على غض البصر"، www.islamqa.com، 10-6-2002، اطّلع عليه بتاريخ 7-12-2019. بتصرّف.
  19. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 5066، صحيح.
  20. ↑ سورة غافر، آية: 19.
  21. ↑ "أمور تعين على العفة وغض البصر"، www.islamweb.net، 1-1-2006، اطّلع عليه بتاريخ 7-12-2019. بتصرّف.