طرق بر الوالدين طب 21 الشاملة

طرق بر الوالدين طب 21 الشاملة

اهتمام الإسلام بالوالدين

جاء النبي -صلّى الله عليه وسلّم- بالإسلام ليتمّم مكارم الأخلاق التي كانت سائدةً في المجتمعات العربية حينها، وإنّ من أجلّ الأخلاق التي دعا الإسلام إليها؛ الوفاء والإحسان إلى الغير، ورأى الإسلام أنّ أولى الناس بذلك الوفاء والإحسان هما الوالدين؛ لأنّهما سبق فضلهما وإحسانهما على ابنيهما، ولأنّهما كانا السبب الرئيسيّ لوجود ولدهما، مهما كبُرت سنّه، ولقد ذكر النبي -صلّى الله عليه وسلّم- ما يوضّح أولويتهما في البرّ والفضل حين سأله أحد الصحابة: (فقال: يا رسولَ اللهِ، مَن أحَقُّ النَّاسِ بحُسْنِ صَحابَتِي؟ قال: أُمُّك، قال: ثُمَّ مَن؟ قال: أُمُّك، قال: ثُمَّ مَن؟ قال: أُمُّك، قال: ثُمَّ مَن؟ قال: أبوك، ثمَّ الأقرَبُ فالأقرَبُ)،[1] فكان الوالدان أولى الناس بالصحبة والمجالسة، ثمّ خُصصت الأم على الأب بعد ذلك؛ وذلك لما تلاقيه الوالدة من تعبٍ إضافيٍ في حملها ووضعها، وإرضاعها، وعنايتها الحثيثة لابنها طوال عمره.

إنّ القرآن الكريم قد حوى العديد من الآيات التي تحثّ على برّ الوالدين، والإحسان إليهما، وعدم التأفف من أمرهما، وأولى ذلك العناية الكبيرة، حيث قال الله تعالى: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا)،[2] وفي موضعٍ آخرٍ قال: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا)،[3] ويتّضح من الآيتين الكريمتين وجهٌ آخرٌ من الاهتمام بالوالدين وبرّهما، وهو إقران البرّ والطاعة للوالدين بتوحيد الله تعالى، فأولى أوامر الله -تعالى- لعباده كانت توحيده وعدم الإشراك به، ثم يلي ذلك برّ الوالدين والإحسان إليهما؛ وذلك لأهميّة ذلك العمل، وفضله عند الله تعالى، ويذكر القرآن الكريم أنّ برّ الوالدين لم يكن شريعةٌ مستجدّةٌ على المسلمين وحسب، بل كان مأمورٌ بها بني إسرائيل، وعيسى بن مريم من قبل، ودليل ذلك قول الله تعالى: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا)،[4] وقال الله -تعالى- على لسان عيسى بن مريم: (وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا)،[5] فإنّ برّ الوالدين والإحسان إليهما هو أمرٌ إلهيٌ على مدى الأزمان ومختلف الأقوام؛ وذلك لمكانة الوالدين وفضلهما على ابنهما على طول دربه.[6]

طرق برّ الوالدين

ذكر العلماء العديد من طرق برّ الوالدين، وفيما يأتي بيان تلك الطرق:[7][8]

ثمرات برّ الوالدين

للبرّ ثمراتٌ عديدةٌ تعود على صاحبها بالنفع في الدنيا والآخرة، وفيما يأتي بيان بعضها:[9]

المراجع

  1. ↑ رواه الهيتمي المكي ، في الزواجر، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2/66، صحيح.
  2. ↑ سورة النساء، آية: 36.
  3. ^ أ ب سورة الإسراء، آية: 23.
  4. ↑ سورة البقرة، آية: 83.
  5. ↑ سورة مريم، آية: 32.
  6. ↑ "بر الوالدين"، www.ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-10-9. بتصرّف.
  7. ↑ "بر الوالدين سبل للعمل"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-10-9. بتصرّف.
  8. ↑ "مقترحات وأفكار في "بر الوالدين""، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-10-9. بتصرّف.
  9. ↑ "ثمرات بر الوالدين "، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-10-9. بتصرّف.
  10. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 3004 ، صحيح.
  11. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أسير بن جابر، الصفحة أو الرقم: 2542 ، صحيح.
  12. ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن مالك بن الحويرث، الصفحة أو الرقم: 409، صحيح.