يتعرّض الإنسان في حياته للعديد من الابتلاءات والمحن، فأُمر أن يلاقي هذا البلاء بالصبر ما استطاع، وخيره ما كان عند الصدمة الأولى كما ذكر النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- ذلك، إذ قال: (الصبرُ عندَ الصَّدْمَةِ الأُولَى)،[1] والمقصود بالصبر عند الصدمة الأولى؛ ما كان من التصبّر والاسترجاع لله -سبحانه- لحظة نزول المصيبة على العبد، كموت أحدٍ أو مرض أو أيّ بلاءٍ آخرٍ، قال النووي شارحاً الحديث السابق: (معناه الصبر الكامل الذي يترتب على الأجر الجزيل لكثرة المشقة فيه)، فإن بادر المسلم إلى التحمّل والابتعاد عن التجزّع، ونتف الشعر، وشقّ الثوب، ورفع الصوت بالبكاء والنياحة، كان ذلك الصبر الجميل الذي ينال به العبد الثواب والأجر من الله تعالى.[2][3]
ذهب جمهور العلماء بالإجماع على قول ابن القيّم -رحمه الله- إلى وجوب الصبر، فجاء الأمر بالصبر في القرآن الكريم غير مرّةٍ، وجاء النهي عن عكسه كذلك، ومن أهل العلم من فصّل في حكم الصبر بحسب نوعه كالإمام الغزالي رحمه الله؛ فالصبر عن المحرمات فرضٌ، والصبر على المكاره مستحبٌّ، والصبر على الأذى المحظور كصبر الرجل وصمته على من أقبل معتدياً على نسائه فذاك الصبر المحرّم، بل عليه إظهار غيرته وعدم الصمت على ذلك، أمّا أنواعه فتقسم إلى ثلاثةٍ، وهي:[4]
يعود الصبر إلى أهله بفضائل كثيرةٍ، يُذكر منها:[4]