الثبات على الطاعة طب 21 الشاملة

الثبات على الطاعة طب 21 الشاملة

الثبات والاستقامة على طاعة الله تعالى

إن الوصية بالتقوى هي الوصية الجامعة والشاملة لكل الوصايا، وهي أساس السعادة، فقد أوصى الله -تعالى- بها للأوّلين والآخِرين من خلقه، فقال: (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّـهَ)،[1] وهي من وصايا رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لأمته، ومن وصايا السلف فيما بينهم، ثمّ إن من أعظم ما يجب على العبد أن يحرص عليه ويهتمّ به، هو استقامته وثباته على طاعة الله تعالى، وعدم الميل عن صراطه المستقيم، قال تعالى: (فَاستَقِم كَما أُمِرتَ)،[2] ولقد قال رسول الله لمن جاءه يطلب منه أن يقول له شيئا لا يسأل عنه أحداً بعده: (قل آمنت بالله ثم استقم)،[3] فالاستقامة هي أساس السعادة والفوز والفلاح في الدنيا والآخرة، وهي المحافظة على أوامر الله بفعل ما أمر به واجتناب ما نهى عنه، وهي مطلب عظيم يتطلب السعي إليها مجاهدة للنفس وطلب العون من الله تعالى.[4]

وللاستقامة قاعدتان أساسيتان لا تقوم إلا بهما، هما: استقامة القلب، واستقامة اللسان، فالإيمان لا يقوم إلا باستقامة القلب، واستقامة القلب متعلقة باستقامة اللسان، وتتحقق استقامة القلب بأن يملأ المسلم قلبه بالإيمان بالله، والتوكل عليه، وحسن الظن به، ومحبته ومحبة كل ما أمر به، فإن استقام القلب كانت الجوارح له تابعة في ذلك، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (ألا وإنَّ في الجَسَدِ مُضْغَةً، إذا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ وإذَا فَسَدَتْ، فسدَ الجَسدُ كُلُّهُ، ألا وهِيَ القَلبُ)،[5] أما صيانة اللسان واستقامته فتكون بحفظه عن كل ما لا يرضي الله تعالى، وإشغاله بكل ما هو نافع ومفيد، وعدم النطق إلا بكل ما هو سديد، فإن استقام اللسان استقامت الجوارح، لأنه جزء منها وتابع لها، فالمسلم يشتغل أولاً باستقامة قلبه، ثم باستقامة لسانه، فمن كان هذا حاله، فقد استقام أمره كله، وصلح إيمانه، وتحققت له السعادة في دنياه وآخرته.[4]

فضائل المداومة على الطاعات وثمراتها

إن الاستمرار على الأعمال الصالحة والطاعات، له فضائل عظيمة وفوائد عديدة، فيما يأتي بيان لهذه الفضائل بشكلٍ مفصّل:[6]

علامات قبول الطاعة

أنعم الله -تعالى- على عباده بأن وفّقهم للعمل الصالح، وهي نعمة عظيمة، لكنها لا تتم إلا بنعمة أخرى أعظم منها، ألا وهي قبول هذا العمل، وإذا علم العبد أن كثيراً من الأعمال قد ترد على صاحبها يوم القيامة، كان حريصاً على معرفة أسباب وعلامات قبول الأعمال الصالحة التي يقوم بها، وفيما يأتي بيان أسباب وعلامات قبول الأعمال عند الله بشكلٍ مفصّل:[9]

المراجع

  1. ↑ سورة النساء، آية: 131.
  2. ↑ سورة هود، آية: 112.
  3. ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن سفيان بن عبدالله الثقفي، الصفحة أو الرقم: 4395، صحيح.
  4. ^ أ ب عبدالرزاق البدر (25-9-2010)، "الاستقامة على طاعة الله"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 15-1-2019. بتصرّف.
  5. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن النعمان بن بشير، الصفحة أو الرقم: 1599، صحيح.
  6. ↑ عادل عبد الماجد (13-7-2015)، "المداومة على الطاعات: فضائلها - ثمراتها - أسبابها "، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 15-1-2019. بتصرّف.
  7. ↑ سورة الأعراف، آية: 205.
  8. ↑ سورة آل عمران، آية: 133-136.
  9. ↑ أمير المدري، "علامات قبول الطاعة"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 15-1-2019. بتصرّف.
  10. ↑ سورة المؤمنون، آية: 6.
  11. ↑ سورة الرعد، آية: 28.