أبيات شعر عن الموت طب 21 الشاملة

أبيات شعر عن الموت طب 21 الشاملة

الموت

يكون شعر الرّثاء دائماً مُعبّراً وحزيناً؛ لأنه ينبع من قلب مفطور على رحيل أحبّة فارقونا، فنجد في رثاءهم ما يُعزّينا ويُخفّف من أحزاننا قليلاً. إليكم بعض ما كُتِب عن الموت من شعر.

أبيات شعريّة عن الموت

فهل يشفي من الموت الدواء

ونختار الطبيب فهل طبيب

يؤخر ما يقدمه القضاء

وما أنفاسنا إلا حساب

ولا حسراتنا إلا فناء

تمر بي الموتى تهز نعوشها

وهل أنا إلا مثلهم غير أن لي

بقايا ليالٍ في الزمان أعيشها

كل من يمشي على الغبرا

وبعين العقل لو نظروا

لرأوه الراحة الكبرى

في بعض نمراته يوافقها

للموت كأس والمرء ذائقها

أن السعادة فيهـا تـرك مـا فيهـا

لا دار للمرء بعـد المـوت يسكنهـا

إلا التي كـان قبـل المـوت يبنيهـا

فـإن بناهـا بخيـر طـاب مسكنـه

وإن بناهـا بشـر خــاب بانيـهـا

أموالنـا لـذوي الميـراث نجمعهـا

ودورنـا لخـراب الدهـر نبنيـهـا

أين الملوك التـي كانـت مسلطنـة

حتى سقاها بكأس المـوت ساقيهـا

فكم مدائن فـي الآفـاق قـد بنيـت

أمست خرابا وأفنى المـوت أهليهـا

لا تركنـن إلـى الدنيـا ومـا فيهـا

فالمـوت لا شـك يفنينـا ويفنيهـا

لكل نفـس وإن كانـت علـى وجـل

مـن المنـيـة آمــال تقويـهـا

المـرء يبسطهـا والدهـر يقبضهـا

والنفس تنشرهـا والمـوت يطويهـا

إن المـكـارم أخــلاق مطـهـرة

الديـن أولهـا والعـقـل ثانيـهـا

والريح تخدمه والبدو والحضر

دانت له الأرض والأجناد تحرسه

فزاره الموت لا عين ولا أثر

وتكثر العصيان منك وتدَّعي

أبـداً ولا تـبكي كأنـك خالدٌ

وأراك بين مـودِّعٍ ومشـيِّعِ

لمن نبني ونحن إلـى تـرابٍ

نصير كما خلقنا للـتـراب

ألا يا موت لم تقـبـل فـداءً

أتيت فما تحيف ولا تحابـي

كأنك قد هجمت على مشيبي

كما هجم المشيب على شبابي

أتته المنايا بغتةً بعد ما هـجـع

فلم يستطع إذ جاءه الموت بغـتةً

فراراً ولا منه بحيلةٍ امـتـنـع

ولا يترك الموت الغنى لمـالـه

مـتى حط ذا عن نـعـشه ذاك يركب

نـؤمل آمـالاً ونـرجوا نـتـاجها

وعـل الـردى مما نـرجـيه أقـرب

ونبني القصور المشمخرات في الهوا

وفـي علمـنا أنـا نمــوت وتخرب

نَفَس ولو تَمَنَعْتَ بالحُجَّابِ والـحَـرَسِ

فما تزالُ سِهَامُ الـمـوتِ نـافـذةً

في جَنبِ مُدَّرعٍ منّـا ومُـتَّـرسِ

ما بالُ دينكَ تَرْضَى أن تُـدَنِّـسَـهُ

وثوبُك الدهر مَغسولٌ من الدَّنَـسِ

ترجو النَجاةَ ولم تَسْلُكْ مسَالِـكَـهـا

إن السفينةَ لا تجرِي علـى يَبَـس

إن اللبيب بذكر الموت مشغول

فكيف يلهو بعيشٍ أو يلذ به

من التراب عليه عينيه مجعول

إن قلبي لغليظ كالحجر

أطلب الدنيا كأني خـالدٌ

وورائي الموت يقفو بالأثر

وكفى بالموت فاعلم واعظاً

لمن المـوت عليه قد قدر

والمنايا حوله ترصده

ليس ينجي المرء منهن المفر

ستصد عنه طائعاً أو كارها

إن المنية تزعج الأحرار عن

أوطانهم والطير عن أوكارها

فإن الموت ميقات العبــاد

يسرُّك أن تكون رفيق قوم

لهم زادٌ وأنت بغير زاد

والقوم حولك يضحكون سروراً

فاعمل ليوم أن تكون إذا بكوا

في يوم موتك ضاحكاً مسروراً

عليك شاملة فالعمر معدود

ما أنت إلا كزرع عند خضرته

بكل شيء من الأوقات مقصود

فإن سلمت من الآفات أجمعها

فأنت عند كمال الأمر محصود

وموت الذي يبكي عليه قريب

وما الموت إلا في كتـابٍ مؤجل

إلى سـاعةٍ يُدعى لها فيُجيب

والعمر مهما طال فلا بد من دخول القبر

يا ليت شعري بعد الموت ما الدار

الدار دار نعيم إن عملت بما

يرضي الإله وإن فرطت فالنار

وبليت من كبر أجسـادها

وأصبحت أمراضها تعتادها

تلك زروع قد دنا حصــادها

ء مشرقًا ومغربا

انظر ترى لك مذهبًا

أو ملجأً أو مهربا

سلّم لأمر الله وارضَ

به وكن مُترقّبا

فلقد نعاك الشيب يوم

رأيت رأسك أشيبا

يبقى الإله ويودي المال والولد

لم تغن عن هرمزٍ يوماً خزائنه

والخلد قد حاولت عاد فما خلدوا

ولا سليمان إذ تجري الرياح له

والإنس والجن فيما بينها تـرد

أين الملوك التي كانت لعزتهـا

من كل أوبٍ إليها وافـد يفـد

حوض هنالك مورود بلا كذبٍ

لابد من ورده يوماً كما وردوا

فلا يغرّ بطيب العيش إنسان

هي الأمور كما شاهدتها دولٌ

من سرَّهُ زمنٌ ساءته أزمانُ

وهذه الدار لا تبقي على أحد

ولا يدوم على حال لها شانُ

في أهله معجباً بالعيش ذا أنَقِ

غِرّاً ، أتيح له من حَينِهِ عَرَضِ

فَمَا تَلبّثَ حتى مات كالصَّعِقِ

ثمتَ أضحى ضحى من غِبَّ

ثالثة مُقنّعاً غير ذي روحٍ ولا رَمَقِ

يُبكي عليه و أَدنوهُ لمُظلِمَةٍ

تعلى جوانبها بالترب والفِلَقِ

فما تـَـزَوَّدَ مما كان يَجمعُهُ

إلا حَنوطاً وما واراهُ مِن خِرَقِ

و غيرُ نفحَةِ أعوادٍ تشَبُّ

له وقلَّ ذلك من زادٍ لمُنطِلقِ

ما قومه ما يومه ما المصرع

تتخلف الآثار عن سـكانها

حينا ويدركها الفناء فتصرع

ولله عـز وجـل الـبـقـاء

فلو كان للفضل يبقـى كـريم

لما مات من خلقه الأنـبـياء

تموت النفوس وتبقى الشخوص

وعند الحساب يكون الجـزاء

ـش وطول عيشٍ قد يضره

تفني بشاشـتـه ويبـقـى

بعد حلو الـعـيش مـره

وتخـونـه الأيام حـتـى

لا يرى شـيئاً يســـره

لا يستطيع دفاع مكروهٍ أتـى

ما للطَّبيب يموت بالدَّاء الـذي

قد كان يبرئ مثله فيما مضى

ومن كُنبت عليه خُطاً مشاها

ومن كانت منيته بأرضٍ

فليس يموت في أرضٍ سواها

وكل يوم مضى يدني من الأجل

فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهداً

فإنما الربح والخسران في العمل

قصائد في الموت

من القصائد التي قيلت في الموت اخترنا مايأتي:

الموت

صباح الحكيم

الموت ما منه مفرْ

مهما يطُلْ أمَدُ السَفَرْ

اليوم أرثي والدي

نوراً بوجداني أغَرْ

و غداً سأرثي غربتي

أبكي لريحان البشَرْ

يا موت قد مزقتني

وسقيتني كأس الكدَرْ

في مَنْ أحب فجعتني

فاجأتني هذا السحَرْ

فَفقدت همسا عاطراً

وجهاً لَطيفاً كالقمَرْ

و فقدت قلباً حانياً

كم ذادَ عني كل شَرْ

يروي فؤادي بالمنى

إن خابَ خطوي أو عثَرْ

قد كان فجراً باسما ً

في وجهه ضحك َ المطر

آمال قلبي المبتلى

تصحو إذا حزني عبرْ

واليوم بعدَ أفولهِ

مَنْ ذا يقي عني الضرَرْ

مَنْ ذا يكونُ يد الرضا

تحنو على دمع الوتَرْ

يأتي ليمسح دمعتي

وينير لي درب البصَرْ

فـلمن أبثُ مشاعري

والنبض ُ في قلبي انحسَرْ

أرنو إلى درب المـُنى

والدمع من عيني انهمَر

أحكي مصائب أمتي

عن قدسنا العالي الأغَرْ

في كل ناحية ٍ صدى

والظل ُّ في جسدي انكسَرْ

ماذا تبقى يا ترى

غير التوجس والخطرْ

كم في العراق مواجع

أدمت فؤادي فانفطَرْ

و النخل أمسى يابسا

فكفى عتابا يا بشَرْ

بغداد يا أم المنى

يا وحي شعري والعبَرْ

أوجاعها لا تنتهي

من موقفي حدّ البصَرْ

و الناس من هول الأسى

موتى على كفِ القدَرْ

آهٍ على ورد النقا

آهٍ على أغلى الدرَرْ

يا ويح قلبي كالسنا

ناموا لحلمٍ منتظَرْ

والأرض ُ فاضت بالدما

فيها المصيرُ قد انتحَرْ

يا موت ماذا تبتغي

خذني إليكَ لكي أقَرْ

قبرا يلم تعاستي

فالحلمُ ولى و اندثَرْ

يا موت ماذا ترتجي

خذني إلى ذاك الممَرْ

خذني وما أشقى الذي

يفنى اغترابا أو كدَرْ

يا موت هيا ضمني

خذني إلى دار المقَرْ

ماَ يدفَعُ الموْتَ أرجاءٌ ولاَ حرَسُ

أبو العتاهية

ماَ يدفَعُ الموْتَ أرجاءٌ ولاَ حرَسُ

مَا يغلِبُ الموْتَ لاَ جِنٌّ ولاَ أنسُ

مَا إنْ دَعَا الموْتُ أملاكاً ولاَ سوقاً

إلاَّ ثناهُمْ إليهِ الصَّرْعُ والخلسُ

للموتِ مَا تلدُ الأقوامُ كلُّهُمُ

وَللبِلَى كُلّ ما بَنَوْا، وما غرَسُوا

هَلاَّ أبَادِرُ هذَا الموْتَ فِي مَهَلٍ

هَلاَّ أبَادِرُهُ مَا دامَ لِي نفَسُ

يا خائفَ الموتِ لَوْ أمْسَيْتَ خائِفَهُ

كانتْ دموعُكَ طولَ الدّهرِ تنبجِسُ

أمَا يهولُكَ يومٌ لا دِفَاعُ لَهُ

إذْ أنتَ فِي غمراتِ الموْتِ تنغَمِسُ

إيَّاكَ إِيَّاكَ والدُّنيَا لوِ اجتهَدُوا

فالمَوْتُ فيها لخَلْقِ الله مُفترِسُ

إنّ الخَلائِقَ في الدّنْيا لوِ اجتَهَدوا

أنْ يحْبسُوا عنكَ هذَا الموْتَ ما حبسُوا

إنّ المَنِيّة َ حَوْضٌ أنْتَ تَكرَهُهُ،

وأَنْتَ عمَّأ قليلٍ فيهِ منغَمِسُ

ما لي رَأيتُ بَني الدّنيا قدِ اقتَتَلُوا،

كأنّما هذِهِ الدّنْيا لَهُمْ عُرُسُ

إذا وصفْتُ لهمْ دُنيَاهُمُ ضَحِكُوا

وَإنْ وَصَفْتُ لهمْ أُخراهُمُ عَبَسُوا

ما لي رَأيْتُ بَني الدّنيا وَإخوَتَهَا،

كأنهُمُ لِكلاَمِ اللهِ مَا درسُوا

طقوس الموت

سلمان فراج

من أي مكان يأتي الموت

من أي زمان

يتعالى الصوت

يتلاشى الصوت

يتعالى يتلاشى الصوت

من أي مكان من أي زمان

كان البدء كلام ما زال البدء كلام

ونقول كلاماً يتحدّى قاموس الموت

ما عرف الصّمت شعائره، ما رفع الصّمت وسام، كم قام القول وحطّ القول

وظل القول يقوم ويقعد

فوق الصمت

وظل الموت

الموت في غرناطة

عبدالوهاب البياتي

عائشةٌ تشقٌّ بطنَ الحوت

ترفع في الموج يديها

تفتح التابوت

تُزيح عن جبينها النقاب

تجتاز ألف باب

تنهض بعد الموت

عائدةً للبيت

ها أنذا أسمعها تقول لي لبَّيكْ

جاريةً أعود من مملكتي إليك

وعندما قبَّلتها بكيتْ

شعرت بالهزيمة

أمام هذي الزهرة اليتيمة

الحبُ، يا مليكتي، مغامرة

يخسر فيها رأسَهُ المهزوم

بكيتُ، فالنجومْ

غابتْ، وعدتُ خاسرًا مهزوم

أُسائلُ الأطلالَ والرسوم

عائشةٌ عادت، ولكني وُضعتُ، وأنا أموت

في ذلك التابوت

تَبادَلَ النهران

مجريهما، واحترقا تحت سماء الصيف في القيعان

وتركا جرحًا على شجيرة الرمان

وطائرًا ظمآن

ينوح في البستان

آه جناحي كسرته الريح

وصاح في غرناطة

معلم الصبيان

لوركا يموتُ، ماتْ

أعدمه الفاشست في الليل على الفرات

ومزقوا جثته، وسملوا العينين

لوركا بلا يدين

يبثّ نجواه الى العنقاء

والنورِ والتراب والهواء

وقطراتِ الماء

أيتها العذراء

ها أنذا انتهيتْ

مقدَّسٌ، باسمك، هذا الموت

وصمت هذا البيت

ها أنذا صلَّيت

لعودة الغائب من منفاه

لنور هذا العالم الأبيض، للموت الذي أراه

يفتح قبر عائشة

يُزيح عن جبينها النقاب

يجتاز ألف باب

آه جناحي كسرته الريح

من قاع نهر الموت، يا مليكتي، أصيح

جَفّتْ جذوري، قَطَعَ الحطّاب

رأسي وما استجاب

لهذه الصلاة

أرضٌ تدور في الفراغ ودمٌ يُراقْ

وَيحْي على العراق

تحت سماء صيفه الحمراء

من قبل ألفِ سنةٍ يرتفع البكاء

حزنًا على شهيد كربلاء

ولم يزل على الفرات دمه المُراق

يصبغ وجهَ الماء والنخيل في المساء

آه جناحي كسرته الريح

من قاع نهر الموت، يا مليكتي، أصيح

من ظلمة الضريح

أمدُّ للنهر يدي، فَتُمسك السراب

يدي على التراب

يا عالماً يحكمه الذئاب

ليس لنا فيه سوى حقّ عبور هذه الجسور

نأتي ونمضي حاملين الفقر للقبور

يا صرخات النور

ها أنذا محاصرٌ مهجور

ها أنذا أموت

في ظلمة التابوت

يأكل لحمي ثعلب المقابر

تطعنني الخناجر

من بلد لبلد مهاجر

على جناح طائر

- أيتها العذراء

والنور والتراب والهواء

وقطرات الماء

ها أنذا انتهيت

مقدّسٌ، باسمك، هذا الموت