أشعار عن العلم طب 21 الشاملة

أشعار عن العلم طب 21 الشاملة

العِلم

قال الغزالي: (العلم إن لم تعطه كلك لم يعطك بعضه)، فالعلم هو جوهر وأساس تطوّر الحضارات وتقدّمها، وهو ما حضّ عليه الإسلام وأكبر دليل على أهمية العلم في ديننا الإسلامي هو نزول أول آية في القرآن الكريم بقوله تعالى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ)، وهنا في هذا المقال سوف تجد أشعار جميلة عن العلم.

أشعار عن العلم

عقول أناس كُنَّ بالأمس بلّها

غذاها نمير العلم من فيض نوره

جَلَت عن محياها المتوج بالبها

تخيّرت من ليلاي أسمى عقودها

فرائد درٍّ ما تشظى ولا وهي

هدية قلب للذي طالما شدا

وغنى بشعري حادياً ومنوها.

أبعـدَ الخيرَ على أهـلِ الكَسَلْ

واحتفـلْ للفقهِ في الدِّين ولا

تـشتغلْ عنـهُ بـمالٍ وخَـوَلْ

واهـجرِ النَّومَ وحصِّلهُ فمنْ

يعرفِ المطلوبَ يـحقرْ ما بَذَلْ

لا تـقلْ قـد ذهبتْ أربابُهُ

كلُّ من سارَ على الدَّربِ وصلْ

في ازديادِ العلمِ إرغامُ العِدى

وجمالُ العلمِ إصـلاحُ العمـلْ

جَمِّلِ المَنطِقَ بالنَّحو فـمنْ

يُـحرَمِ الإعرابَ بالنُّطقِ اختبلْ

انـظُمِ الشِّعرَ ولازمْ مذهبي

فـي اطَّراحِ الرَّفد لا تبغِ النَّحَلْ

فهوَ عنوانٌ على الفضلِ وما

أحسنَ الشعرَ إذا لـم يُـبتـذلْ

ماتَ أهلُ الفضلِ لم يبقَ سوى

مقرف أو من على الأصلِ اتَّكلْ.

وَلَيْسَ أخو عِلْمٍ كَمَنْ هُوَ جَاهِلُ

وإنَّ كَبِير الْقَوْمِ لاَ علْمَ عِنْدَهُ

صَغيرٌ إذا الْتَفَّتْ عَلَيهِ الْجَحَافِلُ

وإنَّ صَغيرَ القَومِ إنْ كانَ عَالِماً

كَبيرٌ إذَا رُدَّتْ إليهِ المحَافِلُ.

ولا رُقيٌّ بغير العلم للأمم

يا من دعاهم فلبته عوارفهم

لجودكم منه شكر الروض للديم

يحظى أولو البذل إن تحسن مقاصدهم

بالباقيات من الآلاء والنعم

فإن تجد كرما في غير محمدة

فقد تكون أداة الموت في الكرم

معاهد العلم من يسخو فيعمرها

يبني مدارج للمستقبل السنم

وواضع حجرا في أس مدرسة

أبقى على قومه من شائد الهرم

شتان ما بين بيت تستجد به

قوى الشعوب وبيت صائن الرمم

لم يرهق الشرق إلا عيشه ردحا

والجهل راعيه والأقوام كالنعم.

أن السعيدَ الذي ينجو من النارِ.

واطلُبوا الحكمةَ عندَ الحكماءِ.

فخلهِ ثم عاودْه لينفتحا

وقد يخونُ رجاءٌ بعد خدمتِه

كالغَرْبِ خانتْ قواه بعد ما متحا.

تركُ المريضِ بلا طبٍ ولا آسِ.

فليس لها حتى القيامةِ ناكسُ

تنامُ بأمنٍ أمةٌ ملءَ جفنِها

لها العلمُ إِن لم يسهرِ السيفُ حارسُ

حُضُّ على العلمِ حُضُّوا

يا قومُ فالعلمَ فرضُ

وهل يَتمُّ لشعبٍ .

قد أغفلَ العلمَ نهضُ؟

فرج لأهلِه خيراً كثيرا

وما إِن فازَ أكثرُنا علوماً

ولكن فازَ أسلمنا ضميرا

وليس الغنى إِلا غِنَى العلم إِنه

لنور الفتى يجلو ظلامَ افتقارهِ

ولا تحسبنَّ العلمَ في الناسِ منجياً

إِذا نكبت أخلاقُهم عن منارهِ

وما العلمُ إِلا النورُ يجلو دجى العمى

لكن تزيغُ العينُ عند انكسارهِ

فما فاسدُ الأخلاقِ بالعلمِ مفلحاً

وإِن كان بحراً زاخراً من بحارهِ.

وسلْها ولا يخجلْكَ أنكَ تسألُ

إِذا كنتَ في إِعطائِكَ المالَ فاضلاً

فإِنكَ في إِعطائكَ العلمَ أفضلُ.

عن أن يصحُّ من النفوسِ مُكسّرا؟

عُكِسَتْ نتائجُهُ فأصبحَ هديْهُ

غِباً وأضحى صَفْوَه متكَدرا.

على الهُدى لمن استهدى أدلاءُ

وقيمةُ المرءِ ما قد كان يحسِنُهُ

والجاهِلونَ لأهل العلمِ أعداءُ

فقمْ بعلمٍ ولا تطلبْ به بدلاً

فالناسُ مَوْتى وأهلُ العلمِ أحياءُ

العلمُ زينٌ فكن للعلمِ مكتسباً

وكن له طالباً ما عشتَ مقتبسا

اركنْ إِليه وثِقْ واغنَ به

وكنْ حليماً رزينَ العقلِ مُحْتَرِسا

لا تأثمنَّ فإِما كُنْتَ منهمِكاً

في العلمِ يوماً وإِما كنتَ منغمسا

وكن فتىً ماسكاً محضَ التقى وَرِعاً

للدينِ منغمساً للعلمِ مُفْترِسا.

وَكُنْ لَهُ طالبا ما عشْتَ مُقْتَبِسا

اركن إليه وثق بالله واغنَ به

وكن حليماً رزين العقل محترسا

وَكُنْ فَتًى ماسكا مَحْضَ التُّقى

ورعاً للدِّيْنِ مُغْتَنِما لِلْعِلْمِ مُفْتَرسا

فمن تخلقَ بالآداب ظلَّ بها

رَئِيْسَ قَوْمٍ إِذَا ما فارق الرؤسا.

وغُص فيه لاستخراج لؤلؤه الرّطب

فما يسوى العلم ارتقى فاضلٌ إلى

مغاني المعالي وانثنى عالي الكعب

هو العلم للدنيا جمال ورفعـ

ـة وللدين منجاة من الريب في الرّب

وخير علوم الدين تفسير وحيه

تعالى وأخبار المنزّه عن عيب

هو الضامن الفوز المبين لأهله

فبذل المساعي فيه محمودة الغب

ولا بد للمرتاد وصل حسانه

لدى البحث من تذليل معضلة الصعب

ودونك سفراً موضحاً لغريبه

إذا غشيت رواده حيرة الضب.

ولو ولدتهُ آباءٌ لئامُ

وليسَ يزالُ يرفعهُ إلى أن

يُعَظِّمَ أمرَهُ القَومُ الكِرامُ

وَيَتَّبِعُونَهُ فِي كُلِّ حَالٍ

كراعي الضأنِ تتبعهُ السَّوامُ

فَلَولاَ العِلْمُ مَا سَعِدَتْ رِجَالٌ

ولا عرفُ الحلالُ ولا الحرامُ.

قالوا في العلم

قصائد عن العلم

من جميل القصائد التي قيلت في العلم، اخترنا لكم ما يأتي:

بقوةِ العلمِ تقوى شوكةُ الأممِ

محمود سامي البارودي

بقوةِ العلمِ تقوى شوكةُ الأممِ

فَالْحُكْمُ في الدَّهْرِ مَنْسُوبٌ إِلَى الْقَلَمِ

كمْ بينَ ما تلفظُ الأسيافُ منْ علقٍ

وَبَيْنَ مَا تَنْفُثُ الأَقْلامُ مِنْ حِكَمِ

لَوْ أَنْصَفَ النَّاسُ كَانَ الْفَضْلُ بَيْنَهُمُ

بِقَطْرَةٍ مِنْ مِدَادٍ، لاَ بِسَفْكِ دَمِ

فاعكفْ على العلمِ، تبلغْ شأوَ منزلةٍ

في الفضلِ محفوفةٍ بالعزَّ وَالكرمِ

فليسَ يجنى ثمارَ الفوزِ يانعةً

منْ جنةِ العلمِ إلاَّ صادقُ الهممِ

لَوْ لَمْ يَكُنْ فِي الْمَسَاعِي مَا يَبِينُ بِهِ

سَبْقُ الرِّجَالِ، تَسَاوَى النَّاسُ في الْقِيَمِ

وَلِلْفَتَى مُهْلَةٌ فِي الدَّهْرِ إِنْ ذَهَبَتْ

أَوْقَاتُهَا عَبَثاً، لَمْ يَخْلُ مِنْ نَدَمِ

لَوْلاَ مُدَاوَلَةُ الأَفْكَارِ مَا ظَهَرَتْ

خَزَائِنُ الأَرْضِ بَيْنَ السَّهْلِ وَالْعَلَمِ

كمْ أمةٍ درستْ أشباحها وَسرتْ

أرواحها بيننا في عالمِ الكلمِ

فَانْظُرْ إِلَى الْهَرَمَيْنِ الْمَاثِلَيْنِ تَجِدْ

غَرَائِباً لاَ تَرَاهَا النَّفْسُ فِي الْحُلُمِ

صرحانِ، ما دارتِ الأفلاكُ منذُ جرتْ

على نظيرهما في الشكلِ والعظمِ

تَضَمَّنَا حِكَماً بَادَتْ مَصَادِرُهَا

لَكِنَّهَا بَقِيَتْ نَقْشاً عَلَى رَضَمِ

قومٌ طوتهمْ يدُ الأيامِ فاتقرضوا

وَذكرهمُ لمْ يزلْ حياً على القدمِ

فكمْ بها صور كادتْ تخاطبنا

جهراً بغيرِ لسانٍ ناطقٍ وَفمِ

تَتْلُو لِـ«هِرْمِسَ» آيَاتٍ تَدُلُّ عَلَى

فَضْلٍ عَمِيمٍ، وَمَجْدٍ بَاذِخِ الْقَدَمِ

آياتُ فخرٍ، تجلى نورها فغدتْ

مَذْكُورَة ً بِلِسَانِ الْعُرْبِ وَالْعَجَمِ

وَلاحَ بينهما " بلهيبُ " متجهاً

للشرقِ، يلحظ مجرى النيلِ من أممِ

كَأَنَّهُ رَابِضٌ لِلْوَثْبِ، مُنْتَظِرٌ

فريسةً فهوَ يرعاها، وَلمْ ينمِ

رمزٌ يدلُّ على أنَّ العلومَ إذا

عَمَّتْ بِمِصْرَ نَزَتْ مِنْ وَهْدَةِ الْعَدَمِ

فَاسْتَيْقِظُوا يَا بَني الأَوْطَانِ، وانْتَصِبُوا

للعلمِ؛ فهوَ مدارُ العدلِ في الأممِ

وَلاَ تَظُنُّوا نَمَاءَ الْمَالِ، وَانْتَسِبُوا

فَالْعِلْمُ أَفْضَلُ مَا يَحْوِيهِ ذُو نَسَمِ

فَرُبَّ ذِي ثَرْوَةٍ بِالْجَهْلِ مُحْتَقَرٍ

وَربَّ ذي خلة ٍ بالعلمِ محترمِ

شيدوا المدارسَ فهي الغرسُ إنْ بسقتْ

أَفْنَانُهُ أَثْمَرَتْ غَضّاً مِنَ النِّعَمِ

مَغْنَى عُلُومٍ، تَرَى الأَبْنَاءَ عَاكِفَة ً

عَلَى الدُّرُوسِ بِهِ، كَالطَّيْرِ في الْحَرَمِ

مِنْ كُلِّ كَهْلِ الْحِجَا في سِنِّ عَاشِرَةٍ

يَكَادُ مَنْطِقُهُ يَنْهَلُّ بِالْحِكَمِ

كأنها فلكٌ لاحتْ بهِ شهبٌ

تُغْنِي بِرَوْنَقِهَا عَنْ أَنَجُمِ الظُّلَمِ

يَجْنُونَ مِنْ كُلِّ عِلْمٍ زَهْرَةً عَبِقَتْ

بنفحةٍ تبعثُ الأرواحَ في الرممِ

فَكَمْ تَرَى بَيْنَهُمْ مِنْ شَاعِرٍ لَسِنٍ

أَوْ كَاتِبٍ فَطِنٍ، أَوْ حَاسِبٍ فَهِمِ

وَ نابغٍ نالَ منْ علمِ الحقوقِ بها

مَزِيَّةص أَلْبَسَتْهُ خِلْعَةَ الْحَكَمِ

وَلُجِّ هَنْدَسَة ٍ تَجْرِي بِحِكْمَتِهِ

جَدَاوِلُ الْمَاءِ في هَالٍ مِنَ الأَكُمِ

بَلْ، كَمْ خَطِيبٍ شَفَى نَفْساً بِمَوْعِظَةٍ

وَكمْ طبيبٍ شفى جسماً منَ السقمِ

مُؤَدَّبُونَ بآدَابِ الْمُلُوكِ، فَلاَ

تَلْقَى بِهِمْ غَيْرَ عَالِي الْقَدْرِ مُحْتَشِمِ

قَوْمٌ بِهِمْ تَصْلُحُ الدُّنْيَا إِذَا فَسَدَتْ

وَيَفْرُقُ الْعَدْلُ بَيْنَ الذِّئْبِ وَالْغَنَمِ

وَكيفَ يثبتُ ركنُ العدلِ في بلدٍ

لَمْ يَنْتَصِبْ بَيْنَهَا لِلْعِلْمِ مِنْ عَلَمِ؟

ما صورَ اللهُ للأبدانِ أفئدة ً

إِلاَّ لِيَرْفَعَ أَهْلَ الْجِدِّ وَالْفَهَمِ

وَأَسْعَدُ النَّاسِ مَنْ أَفْضَى إِلَى أَمَدٍ

في الفضلِ، وَامتازَ بالعالي منَ الشيمِ

لَوْلاَ الْفَضِيلَةُ لَمْ يَخْلُدْ لِذِي أَدَبٍ

ذِكْرٌ عَلَى الدَّهْرِ بَعْدَ الْمَوْتِ وَالْعَدَمِ

فلينظرِ المرءُ فيما قدمتْ يده

قَبْلَ الْمَعَادِ، فَإِنَّ الْعُمْرَ لَمْ يَدُمِ.

حَيّاكُمُ اللهُ أَحْيُوا العِلْمَ والأَدَبا

حافظ إبراهيم

حَيّاكُمُ اللهُ أَحْيُوا العِلْمَ والأَدَبا

إنْ تَنْشُرُوا العِلْمَ يَنْشُرْ فيكُم العَرَبا

ولا حَياة لكمْ إلاّ بجامِعَةٍ

تكونُ أمَّا لطُلاّبِ العُلاَ وأَبَا

تَبْنِي الرِّجالَ وتَبنِي كلَّ شاهِقَةٍ

مِنَ المَعاِلي وتَبْنِي العِزَّ والغَلَبا

ضَعُوا القُلُوبَ أَساساً لا أقولُ لكمْ

ضَعُوا النُّضارَ فإنِّي أَصْغِرُ الذَّهَبا

وابْنُوا بأَكْبَادِكُمْ سُوراً لها وَدَعُوا

قيلَ العَدُوِّ فإنِّي أَعْرِفُ السَّببَا

لا تَقْنَطُوا إنْ قَرَأتُمْ ما يُزَوِّقُه

ذاكَ العَمِيدُ ويَرْمِيكُمْ به غَضَبا

وراقِبُوا يومَ لا تُغني حَصائِدُه

فكلُّ حَيٍّ سيُجْزَى بالّذي اكتَسَبا

بَنَى على الإفْكِ أَبْرَاجاً مُشَيَّدَة ً

فابْنُوا على الحَقِّ بُرجاً يَنطَحُ الشُّهُبا

وجاوِبُوه بفِعْلٍ لا يُقَوِّضُه

قُوْلُ المُفَنِّدِ أنَّى قال أو خَطَبا

لا تَهْجَعُوا إنّهمْ لَنْ يَهْجَعُوا أَبداً

وطالِبُوهُمْ ولكنْ أجمِلُوا الطَّلَبا

هَل جاءَكُم نَبَأُ القَومِ الأُلى دَرَجوا

وَخَلَّفوا لِلوَرى مِن ذِكرِهِم عَجَبا

عَزَّت بِقُرطاجَةَ الأَمراسُ فَاِرتُهِنَت

فيها السَفينُ وَأَمسى حَبلُها اِضطِرَبا

وَالحَربُ في لَهَبٍ وَالقَومُ في

حَرَبٍ قَد مَدَّ نَقعُ المَنايا فَوقَهُم طُنُبا

وَدّوا بِها وَجَواريهِم مُعَطَّلَةٌ

لَو أَنَّ أَهدابَهُم كانَت لَها سَبَبا

هُنالِكَ الغيدُ جادَت بِالَّذي بَخِلَت

بِهِ دَلالاً فَقامَت بِالَّذي وَجَبا

جَزَّت غَدائِرَ شِعرٍ سَرَّحَت سُفُناً

وَاِستَنقَذَت وَطَناً وَاِستَرجَعَت نَشَبا

رَأَت حُلاها عَلى الأَوطانِ فَاِبتَهَجَت

وَلَم تَحَسَّر عَلى الحَليِ الَّذي ذَهَبا

وَزادَها ذاكَ حُسناً وَهيَ عاطِلَةٌ

تُزهى عَلى مَن مَشى لِلحَربِ أَو رَكِبا

وَبَرثَرانِ الَّذي حاكَ الإِباءُ لَهُ

ثَوباً مِنَ الفَخرِ أَبلى الدَهرَ وَالحِقَبا

أَقامَ في الأَسرِ حيناً ثُمَّ قيلَ لَهُ

أَلَم يَئِن أَن تُفَدّي المَجدَ وَالحَسَبا

قُل وَاِحتَكُم أَنتَ مُختارٌ فَقالَ لَهُم

إِنّا رِجالٌ نُهينُ المالَ وَالنَشَبا

خُذوا القَناطيرَ مِن تِبرٍ مُقَنطَرَةً

يَخورُ خازِنُكُم في عَدِّها تَعَبا

قالوا حَكَمتَ بِما لا تَستَطيعُ لَهُ

حَملاً نَكادُ نَرى ما قُلتَهُ لَعِبا

فَقالَ وَاللَهِ ما في الحَيِّ غازِلَةٌ

مِنَ الحِسانِ تَرى في فِديَتي نَصَبا

لَو أَنَّهُم كَلَّفوها بَيعَ مِغزَلِها

لَآثَرَتني وَصَحَّت قوتَها رَغَبا

هَذا هُوَ الأَثَرُ الباقي فَلا تَقِفوا

عِندَ الكَلامِ إِذا حاوَلتُمُ أَرَبا

وَدونَكُم مَثَلاً أَوشَكتُ أَضرِبُهُ

فيكُم وَفي مِصرَ إِن صِدقاً وَإِن كَذِبا

سَمِعتُ أَنَّ اِمرِأً قَد كانَ يَألَفُهُ

كَلبٌ فَعاشا عَلى الإِخلاصِ وَاِصطَحَبا

فَمَرَّ يَوماً بِهِ وَالجوعُ يَنهَبُهُ

نَهباً فَلَم يُبقِ إِلّا الجِلدَ وَالعَصَبا

فَظَلَّ يَبكي عَلَيهِ حينَ أَبصَرَهُ

يَزولُ ضَعفاً وَيَقضي نَحبَهُ سَغَبا

يَبكي عَلَيهِ وَفي يُمناهُ أَرغِفَةٌ

لَو شامَها جائِعٌ مِن فَرسَخٍ وَثَبا

فَقالَ قَومٌ وَقَد رَقّوا لِذي أَلَمٍ

يَبكي وَذي أَلَمٍ يَستَقبِلُ العَطَبا

ما خَطبُ ذا الكَلبِ قالَ الجوعُ يَخطِفُهُ

مِنّي وَيُنشِبُ فيهِ النابَ مُغتَصِبا

قالوا وَقَد أَبصَروا الرُغفانَ زاهِيَةً

هَذا الدَواءُ فَهَل عالَجتَهُ فَأَبى

أَجابَهُم وَدَواعي الشُحِّ قَد ضَرَبَت

بَينَ الصَديقَينِ مِن فَرطِ القِلى حُجُبا

لِذَلِكَ الحَدِّ لَم تَبلُغ مَوَدَّتُنا

أَما كَفى أَن يَراني اليَومَ مُنتَحِبا

هَذي دُموعي عَلى الخَدَّينِ جارِيَةٍ

حُزناً وَهَذا فُؤادي يَرتَعي لَهَبا

أَقسَمتُ بِاللَهِ إِن كانَت مَوَدَّتُنا

كَصاحِبِ الكَلبِ ساءَ الأَمرُ مُنقَلَبا

أُعيذُكُم أَن تَكونوا مِثلَهُ فَنَرى

مِنكُم بُكاءً وَلا نُلفي لَكُم دَأَبا

إِن تُقرِضوا اللَهَ في أَوطانِكُم فَلَكُم

أَجرُ المُجاهِدِ طوبى لِلَّذي اِكتَتَبا.