الأخلاق هي مجموعة من القيم أو المبادئ كالعدل، والمساواة، والاحترام للكبير والمراعاة للصغير، وهي أساس صلاح الأفراد فإذا صلح الأفراد صلح المجتمع والأمة، والأخلاق هي أساس القوانين في أي نظام دولي عادل، وتصنف إسلامياً من أعمال القلوب، وهنا في هذا المقال سوف تجد شعراً جميلاً عن الأخلاق.
وبها يُفضلُ في الورى ويوقرُ
وقد ترى كافراً في الناسِ تحسَبُهُ
جهنمياً ولكنْ طَيُّةُ الطهرُ
وقد ترى عابداً تهتزُّ لحيتُه
وفي الضميرِ به من كفرهِ سَقرُ
أوغلْ بدنياكَ لا تنسَ الضميرَ ففي
طياتِه السرُ عندَ اللّهِ ينحصرُ.
لا تكنْ كلباً على الناسِ يهرْ
والقهمْ منكَ ببشرٍ ثم صنْ
عنهمُ عرضَكَ عن كلِّ قَذرْ.
طربَ الغريبِ بأوبةٍ وتلاقِ
ويَهُزُّني ذكْرُ المروءةِ والندى
بين الشمائلِ هزةَ المشتاقِ
فإِذا رُزقتَ خَليقةً محمودةً
فقد اصطفاكَ مقسِّمُ الأرزاقِ
والناسُ هذا حظُّه مالٌ وذا
علمٌ وذاكَ مكارمُ الأخلاقِ
والمالُ إِن لم تَدَّخِرْه محصناً
بالعلمِ كان نهايةَ الإملاقِ.
وَلِلدَّهرِ أَيّامٌ تَجورُ وَتَعدِلُ
وَعاقِبَةُ الصَبرِ الجَميلِ جَميلَةٌ
وَأَفضَلُ أَخلاقِ الرِجالِ التَفَضُّلُ.
ولم أجدِ الأفضالَ إِلا تَفَضُّلا.
فقوِّم النفسَ بالأخلاقِ تَسْتَقِمِ
والنفسُ من خيرِها في خيرِ عافيةٍ
والنفسُ من شَرِّها في مرتع وخمِ.
ما بالجميلِ وبالقبيحِ خَفاءُ
إِن ضاقَ مالكَ عن صديقِكَ فالقَه
بالبشرِ منكَ إِذا يحينُ لقاءُ.
فأخلاقُه طِبْقاً لها تتغيرُ.
أرحت نفسي من هم العداوات
إني أحيي عدوي عند رؤيته
لأدفع الشر عني بالتحيات
وأظهر البشر للإنسان أبغضه
كما إن قد حشى قلبي مودات.
وسوءُ الخلقِ ليسَ له دواءُ
وليس بدائمٍ أبداً نعيمٌ
كذاكَ البؤسُ ليس له بقاءُ.
ومكارم الأخلاق وشمُ جبيني
غنيت والنيران تعصف في دمي
عصف اليقين بداجيات ظنون.
فأربعة ٌ منها تفوقُ على الكلَّ
وَقَارٌ بِلاَ كِبْرٍ، وَصَفْحٌ بِلاَ أَذىً
وَجُودٌ بِلاَ مَنٍّ، وَحِلْمٌ بِلاَ ذُلِّ.
وهو في الوقتِ ذو نِفاقٍ مرائي
ربَّ أخلاقٍ صانَها من فسادٍ
خوفُ أصحابِها من النقادِ
وإِذا لم يكنْ هنالكَ نقدٌ
عمَّ سوءُ الأخلاقِ أهلَ البلادِ.
فإنهم، عند سوء الطبع، أسواء
أو كان كلّ بني حَوّاءَ يُشبهني
فبئسَ ماولدت في الخلق حَوّاءُ
بُعدي من النّاس برءٌ من سقَامِهمُ
وقربُهم، للحِجى والدين، أدواءُ
كالبيت أُفرد، لا أيطاءَ يدركه
ولا سناد، ولا في اللفظِ إقواءُ
نوديتَ، ألويتَ، فانزل، لا يراد أتى
سَيري لِوى الرمل، بل للنبت إلواء
وذاك أنّ سواد الفَود غيّره
في غرّة من بياض الشيب، أضواء
إذا نجوم قتيرٍ في الدّجى طلعت
فللجفون، من الإشفاق، أنواءُ.
وبها يفضل في الورى ويوقر.
إذا سُقيت بماء المكرمات
فكيف تضن بالأبناء خيراً
إذا نشأوا بحضن السافلات.
فقوم النفس بالأخلاق تستقم.
جَنَى النَّحْلِ مَمْزوجا بماءِ غَمَامِ
يزيد على الأيام فضل موده
وَشِدَّةَ إِخْلاَصٍ وَرَعْيَ ذِمَامِ.
من جميل الشعر في الأخلاق، اخترنا لكم ما يأتي:
تسرع ببادرةٍ يوماً إلى رجلِ.
فكن كأنك لم تسمع ولم يقلٍ.
أضر له من شتمه حين يشتم.
بأذهب للمروءة والجمالٍ.
وأبعد بالبهاء من الرجالٍ.
أحرقك الصدق بنار الوعيدٍ.
من أسخط المولى وأرضى العبيدٍ.
وبين ركوبها إلا الحياءُ.
إذا ذهب الحياء فلا دواءُ.
وتستحِ مخلوقاً فما شئت فاصنعِ.
رفيعاً وعند العالمين وضيعُ.
على صفحات الماء وهو رفيعُ.
على طبقات الجو وهو وضيعُ.
ذرعاً وعند الله منها المخرجُ.
فُرجت وكان يظنها لا تُفرجُ.
لكنت باركت شكراً صاحب النعم.
صبرت قهراً على ما خُطَّ بالقلمِ.
تسرف وعش فيه عيش مقتصدِ.
لم يفتقر بعدها إلى أحدِ.
وما من ظالمٍ إلا وسيُبلى بأظلمِ.
فالظلم آخره يفضي إلى الندمِ.
يدعو عليك وعين الله لم تنمِ.
ومن لك بالحر أن يحفظ اليدا.
وإن أنت أكرمت اللئيم تمرّدا.
مضرُّ كوضع السيف في موضع الندى.
فقابلة بعفوٍ وابتسام.
فإن العفو من شيم الكرام.
فكن طالباً في الناس أعلى المراتب.
تعبت في مرادها الأجسام.
في السر تستحي منه في العلانية.
وأي غنى أعز من القناعة.
وصير بعدها التقوى بضاعة.
واحذر ولا تتعرض للزيادات
فما صفا البحر إلا وهو منتقص
ولا تُعكّر إلا في الزيادات.
ليغنيان عن الغنى
فإذا صبرت عن المنى
فاشكر فقد نلت المنى.
والليل لا ينجلي إلا بإصباحِ
فاضمم مصابيح آراء الرجال إلى
مصباح رأيك تزدد ضوء مصباحِ.
يوماً وان كنت من أهل المشوراتِ.
ولا ترى نفسها إلى بمرآةِ.
واذا عزمت على الهدى فتوكلِ.
تخطاه التدارك والمنال.
فكم بالنجح يظفر من تأنى.
بالكسر ذو حنق وبطش أيّدِ
عزّت ولم تُكسر وان هي بددت
فالهون والتكسير للمتبددِ.
وإذا افترقن تكسرت آحادا.
إن الكريم على الأمانة راعِ.
هان، وتبرأ من الإحسان.
يستخرج الحية من وكرها.
يندم رفيقٌ ولم يذممه إنسانُ.
فالخُرقُ هدمٌ ورفق المرء بنيانُ.
كثيرك يا هذا لديه يسيرُ
فكم ليلةٍ باتت بثقلك تشتكي
لها من جواها أنّةٌٌ وزفيرُ
وفي الوضع لا تدري عليها مشقةٌ
فمن غُصصٍ منها الفؤاد يطيرُ
وكم غسلت عنك الأذى بيمينها
وما حجرها إلا لديك سريرُ
وتفديكَ مما تشتكيه بنفسها
ومن ثديها شرب لديك نميرُ
وكم مرةٍ جاعت وأعطتك قوتها
حناناً واشفاقاً وأنت صغيرُ
فضيعتها لما أسنّت جهالةً
وطال عليك الأمر وهو قصيرُ
فآهاً لذي عقلٍ ويتبع الهوى
وآهاً لأعمى القلب وهو بصيرُ
فدونك فارغب في عميم دعائها
فأنت لما تدعو إليه فقيرُ.
معاداة القربى وإن قيل قاطعُ
ولكن أواسيه وأنسى ذنبه
>لترجعه يوماً إليّ الرواجعُ
ولا يستوي في الحكم عبدان واصلٌ
وعبد لأرحام القرابة قاطعُ.
ويستره عنهم جميعاً سخاؤهُ
تغطَّ بأثواب السخاء فإنني
أرى كل عيب والسخاء غطاؤهُ.
بخيلاً له في العالمين خليلُ
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم
فلطالما استعبد الإنسانَ إحسانُ.
وشكر الولاة بصدق الولاءِ
وشكر النظير بحسن الجزاءِ
وشكر الدنيء بحسن العطاءِ.
وكفيتني كل الأمور بأسرها
فلتشكرنّك أعظمي في قبرها.