الدعاء وصلاح الأبناء
عظّم الإسلام شأن الدعاء للأبناء، ورغّب فيه، وحثّ عليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ثلاثُ دَعواتٍ لا تُرَدُّ: دعوةُ الوالِدِ لِولدِهِ، ودعوةُ الصائِمِ، ودعوةُ المسافِرِ)،[1] فالدعاء هو من أعظم الأسباب لصلاح الأبناء وهدايتهم، وعندما يكون الولد صالح، فإنه ينفع والديه في حياتهم وبعد مماتهم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عنْه عَمَلُهُ إِلَّا مِن ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِن صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو له).[2][3]
أدعية لحفظ الأبناء
قال تعالى: (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا)،[4] فهذه النعم يجب أن تُصان من والديهم وأهلهم بما يرضي الله تعالى، ويجعلهم من الصالحين الأتقياء الأنقياء، ومن الأدعية الجميلة للأبناء:
- اللهم ارزق ذريتي الصحة والعافية، والذكاء والنباهة، وسرعة وقوة الحفظ والفهم، اللهم اجعل مخافتك في قلوبهم، وأمام أعينهم، وفي أقوالهم، وأفعالهم، وحركاتهم، وسكناتهم، اللهم اجعل ذريتنا من السعداء الأتقياء، الأنقياء، الأغنياء، والرحماء.
- اللهم إني استودعك ذريتي يا من لا تضيع عنده الودائع، من كل آفة وعاهة، و من سوء الأسقام والأمراض، ومن شر طوارق الليل والنهار، ومن شر عين كل حاسد، وغل كل حاقد، ومن أصدقاء السوء.
- اللّهم احفظ لي أولادي ووفّقهم لطاعتك، وبارك لي فيهم، اللّهم اجعلهم هداةً مهتدين غير ضالين ولا مضلّين، اللّهم حبب إليهم الإيمان وزيّنهُ في قلوبهم، وكرّه إليهم الكُفر والفسوق والعِصيان.
- اللهم بارك لي في أولادي، ووفقهم لطاعتك، وارزقني برّهم، اللهم يا معلم موسى وآدم علمهم، ويا مفهّم سليمان فهّمهم، ويا مؤتي لقمان الحكمة وفصل الخطاب آتهم الحكمة وفصل الخطاب.
- اللّهم اجعلهم من أوفر عِبادك حَظًا في الدنيا والآخرة، واجعلهم من أوليائك وخاصتك، الذين يسعى نورهم بين أيديهم وإيمانهم، ولا خَوف عليهم ولا هُم يحزنون.
- اللهم أعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم، واجعل ذلك خيراً لي ولهم، اللهم علق قلوبهم بالمساجد وبطاعتك، واجعلهم من أوجه من توجه إليك وأحبك ورغب إليك.
- اللهم سلمهم من العلل والآفات، اللهم سلمهم من شر الأشرار آناء الليل وأطراف النهار في الإعلان والإسرار، واهدهم لما تحبه، واغفر لهم يا غفار.
- اللهم اهدهم وارض عنهم، واغفر ذنوبهم، وتجاوز عن زلّاتهم، اللهم جنبهم الفواحش والمحن والزلازل والفتن ما ظهر منها وما بطن.
- اللهم عافهم في أبدانهم وأسماعهم وأبصارهم وأنفسهم وجوارحهم، اللهم آت نفوسهم تقواها، وزكّها أنت خير من زكاها، وألهمهم رشدهم.
- اللهم اجعلهم من صالح عبادك، وحفظة كتابك، ومن أحسن الناس دينا وعبادة وأخلاقاً، ومن أسعدهم حياة وأرغدهم عيشة.
- اللهم إني أدعوك باسمك الواحد الأحد، الفرد الصمد، وأدعوك باسمك الأعظم، أن تمنن علي بصلاح أحوال ذريتي.
- اللهم اجعلهم ممّن تواضع لك فرفعته، واستكان لهيبتك فأحببته، وتقرب إليك فقربته، وسألك فأجبته.
- رب أبعد عنهم أمراض القلوب والأبدان، وبلغني فيهم غاية أملي بحولك وقوتك يا كريم يا منان.
- رب ارزقهم صحبة الأخيار، وخصال الأطهار، والتوكل عليك يا قادر يا جبار.
- رب كما حفظت كتابك إلى يوم الدين، احفظهم من الشيطان الرجيم.
- اللهم امدد في أعمارهم مع الصحة والعافية في طاعتك ورضاك.
- اللهم أغنهم بحلالك عن حرامك، وبفضلك عمن سواك.
أدعية مأثورة للأبناء
وردت في القرآن الكريم أدعية الأنبياء لذريتهم، فقد كانوا يحرصون على الدعاء لهم، ويلحّون في ذلك، وهم خير قدوة لنا في ذلك، ومن الأدعية المأثورة:[5]
- (رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا).[6]
- (رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۚ رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ).[7]
- (اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ وجَنِّبِ الشَّيْطَانَ ما رَزَقْتَنَا).[8]
- (رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ).[9]
المراجع
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 3032، حسن.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1631، صحيح.
- ↑ عبد الله سريِّع، "الدعاء وصلاح الأبناء"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 1-3-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة الكهف، آية: 46.
- ↑ "أثر الدعاء في صلاح الأبناء"، www.ar.islamway.net، 5-4-2009، اطّلع عليه بتاريخ 1-3-2019.
- ↑ سورة الفرقان، آية: 74.
- ↑ سورة إبراهيم، آية: 40.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 3271، صحيح.
- ↑ سورة الصافات، آية: 100.