بحث عن فضل القرآن الكريم طب 21 الشاملة

بحث عن فضل القرآن الكريم طب 21 الشاملة

القرآن الكريم

قال تعالى: "اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ".(سورة الزمر، الآية: 23)

القرآن الكريم كلام الله، تكلّم به بالحقيقة على الوجه الذي يليق بجلاله وعظمته، ولم يُنزل الله من السماء أعظم ولا أجل من القرآن الكريم، فالتمسك به هداية، وتلاوته توفيق ورزق، والعمل به استحقاق للإمامة في الدين، وقد أخبر الله أنّ القرآن كما هو معظم في الأرض، فهو معظم في السماء لا يمسه إلا المطهّرون، ولا يحتفي به إلا الملائكة الأطهار الأبرار.

كان خليفة المسلمين الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه يقول: "لو طهرت قلوبنا ما شبعنا من كلام الله"، أي لو كانت القلوب طاهرة، لظل الإنسان صباحه ومساءه يقرأ القرآن، ويتدبره، فهو يشفي ما في صدره؛ لأنّ القرآن الكريم شفاء لما في الصدور، وآياته موعظة إلهية ربانية، فمن قرأ آيات القرآن زاده الله عز وجل إيمانا على إيمانه.

فضل القرآن الكريم

لن تسعنا المجلدات للحديث عن فضل القرآن الكريم، وما سنذكره هو مختصر جداً لفضل القرآن الكريم، وعظمته، حيث سنتحدث عن عظمة نزوله، ثم دعوة الرسول عليه الصلاة والسلام، ثم التعبد بتلاوته، ثم شفاعته، ثم فضل بعض السور فيه، كالتالي:

فضل بعض سور القرآن الكريم

تحدثنا عن فضل القرآن الكريم، وعظمته بشكل عام، أي القرآن الكريم كوحدة واحدة، ولكن هناك بعض السور، والآيات التي خصها الله عز وجل بالفضل، وهي:

سورة الفاتحة

جاء في حديث للرسول عليه الصلاة والسلام بما معناه أنّه ما أنزل في التوارة، ولا الإنجيل ولا الزبور، مثلها إنّها فاتحة الكتاب، إنّها السبع المثاني، والقرآن العظيم، فالفاتحة هي أعظم سور القرآن الكريم، فهي شافية، وراقية.

سورة البقرة

ورد عن الرسول الكريم بما معناه أنّه سمع صوتاً فقال لأصحابه: أتعلمون ما هذا الصوت، إنه باب فُتح من السماء، فُتح اليوم، لم يُفتح قبل اليوم قط، ثمّ نزل ملكٌ من السماء، وقال هذا ملك نزل من السماء، لم ينزل قط قبل اليوم، وجاء هذا الملك إلى النبي فقال يا رسول الله: أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك، (فاتحة الكتاب، وخواتيم البقرة)، لم تقرأ بحرف منهما إلا أعطيتهما، ثمّ جاء في حديث آخر أنّ الله خلق كتاباً، قبل أن يخلق السماوات واأارض بألفي عام، منه آيتين من خواتيم سورة البقرة.

ثم نأتي لآية الكرسي، هذه الآية العظيمة، حيث كان أحد الصحابة في المسجد فجاءه النبي عليه الصلاة والسلام وسأله عن أعظم آية في كتاب الله، فقال الله ورسوله أعلم، فأعاد الرسول له السؤال، فقال، الله لا إله إلا هو الحي القيوم، ويقصد آية الكرسي، فضرب الرسول على صدره وقال: ليهنك العلم أبا المنذر، فآية الكرسي من أعظم آيات القرآن الكريم، فمن قرأها بعد كل صلاة، لم يمنعه من دخول الجنة إلا الموت، ومن قرأها قبل النوم لا يقربه الشيطان حتى يصبح.

سورة آل عمران

جاء بمعنى الحديث عن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام: اقرأوا الزهراوين، البقرة وآل عمران، يأتيان يوم القيامة تظلّلان صاحبهما، وأمّا عن آخر سورة آل عمران، فقد جاء أنّه قد دخل بلالٌ رضي الله إلى النبي عليه الصلاة والسلام يؤذنه بصلاة الفجر، فرآه يبكي، وسأله عن السبب، فقال بمعنى الحديث أنزلت عليّ الليلة آيات، ويل لمن قرأها، ولم يتفكر فيها، وهي أواخر سورة آل عمران.

سورة الكهف

جاء عن الرسول عليه الصلاة والسلام أنّ حفظ أول عشر آيات، وفي رواية أخرى آخر عشر آيات عصمة من الدجال، وكذلك قراءتها في الجمعة، فإنّ الله يجعل بين قارئها نوراً إلى البيت العتيق، يوم القيامة، ويجعل له نوراً من الجمعة إلى الجمعة الأخرى، فسورة الكهف فيها من العبر، والعظات، والآيات العظام، ما يعتبر به المؤمنون.

سور أخرى

في الختام أقول: ليس من أعظم الأعمال، وأجلها، وأجملها، وأفضلها من أن يختلي المسلم بقراءة القرآن الكريم، حيث يفتح المصحف في المصلى، أو البيت، أو على السرير قبل النوم، أو في الصباح بعد صلاة الفجر، أو في المسجد، أو في المكتب، ثم يبدأ بتلاوته، فكن من أهل القرآن، أهل الله، وخاصته، تعلّموا التجويد، والقراءة، ومعاني الكلمات، وتدبروا القرآن، ولا تسمعوه سماعاً، فهذا كلام الله، لنستغل أوقاتنا جميعها مع كلام الله عز وجل.

عظموا ما عظمه القرآن، قدموا من قدمه القرآن، أنزلوا آيات القرآن كما هو مراد الله، ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم، ففي ذلك من الخير الشأن الأعظم، والطريق الأكمل، والسبيل الموصل إلى جنة رب العالمين جلّ جلاله.