بحث عن زهير بن أبي سلمى طب 21 الشاملة

بحث عن زهير بن أبي سلمى طب 21 الشاملة

زُهير بن أبي سُلمى

عُدَّ الشعر الجاهليّ من أرفع الآداب في ذلك العصر، ولا يزال أرفعه في نظر الكثير من النُّقاد إلى يومنا هذا، فقد وصفوه بأنّه عودة إلى الأصالة، وإبداع في ترجمة العواطف، وتميز في صياغة القصيدة بكامل عناصرها؛ فالشعر عند العرب له شأن في تخليد تاريخهم وتمجيد مآثرهم، لذا فقد كان للشاعر أكبر منزلة بين قومه.[1] فكيف يكون الحال إن تميّز الشعر بالصدق، والتعقل، والرزانة، والتهذيب، والتنقيح! كان هذا حال شعر زهير بن أبي سُلمى الذي يُعدّ من أشهر شُعراء العصر الجاهليّ، وثالث ثلاثة من المُتقدّمين على سائر الشعراء في تلك الفترة مع امرئ القيس والنابغة الذبيانيّ، ممّا دفع الأُدباء إلى الإجماع على أنّه شاعر الجمال والحِكمة، والداعي إلى الخير والإصلاح بين أبناء قبيلته وما حولها.[2]

نسب زهير بن أبي سُلمى وحياته

هو زهير بن أبي سُلْمى ربيعة بن رباح المزنيّ، من قبيلة مزينة، كُنِّي أبوه بابنته سُلْمى، فقيل له: أبو سُلْمى ربيعة. وُلِد زهير بن أبي سُلمى عام 520م في الحاجر، وترعرع في حاجر من أرض نجد قرب أراضي غطفان حول المدينة المنورة، بعد أن اختلف والده مع أصهاره حول توزيع الغنائم على إثر غارة على بني طيّ، فرحل مع أهله إلى أرض غطفان، وهناك نشأ زهير.[3]

عاش زهير يتيم الأب منذ طفولته، فتزوّجت أمّه من أوس بن حجر الذي يُعدّ من أفضل الشعراء في العصر الجاهليّ، فلزِمه زهير، وتعلّم على يديه، وحفظ أشعاره حتّى استطاع أن ينظم قصائده بلون جديد، ما حدى بقبيلته أن تلتفت له وتُقدّره أكبر تقدير. وما جعل موهبة زهير تلمع أكثر هي ترعرعه في كنف خاله بشامة بن الغدير، الذي اتّخذه ولداً أحبّه واعتنى به، وأورثه الشعر والأخلاق والمال.[3]

تزوّج زهير امرأةً اسمها ليلى، ولُقِّبت بأمّ أوفى، لكن لم يعِش لهم أولاد؛ فقد ماتوا كلّهم صغاراً، فطلّقها، وتزوّج كبشة بنت عمّار بن سحيم؛ أحد بني عبد الله بن غطفان، وأنجبت له ولدين هما كعب وبجير، إلّا أنه وجد صعوبةً في تفهُّم خصالها، فرغب بالعودة إلى زوجته الأولى بعد عشرين سنةً من طلاقهما، إلا أنّ أمّ أوفى قد رفضت ذلك. كان زهير بن أبي سُلمى من المُعمِّرين؛ فقد عاش تسعين سنةً أو أكثر؛ فمعلّقته المشهورة دلّت على أنّه كان في الثمانين من عمره عندما كتبها:[3]

عوامل هيّأت نبوغ شعر زهير بن أبي سُلمى

هناك العديد من العوامل التي أثّرت في شعر زهير بن أبي سلمى، ومنها:[2]

ما تميّز به شعر زهير بن أبي سُلمى

أهمّ ما ميز شعر زهير بن أبي سلمى مجموعة من الأغراض الشعريّة:[2]

سِمات شعر زهير بن أبي سُلمى

أبرز خصائص وسِمات شعر زهير بن أبي سُلمى، ما يأتي:[3]

ممّا قيل في زهير بن أبي سُلمى

تحدّثت شخصيّات بارزة عن زهير بن أبي سلمى، ومن ذلك كان ما يأتي:[2]

بعض أبيات معلّقة زهير بن أبي سُلمى

تتحدّث المعلّقة التي كتبها الشاعر زهير بن أبي سلمى وتتكوّن من 59 بيتاً، عن الوقوف على الأطلال، والأظعان، ومدح مساعي المُصالحين في السلام، وقد وجّه قسماً منها إلى المُتحاربين وما يضمرونه من حقد على بعضهم، وفي نهايتها يتحدّث في الحِكم، ومن هذه الأبيات:[1]

وفاة زهير بن أبي سُلمى

رأى زهير في منامه أنّ هناك ما أتاه وصعد به إلى السّماء، فلمّا وصلها كاد أن يمسّها بيده إلا أنّه لم يستطع، فهبط به إلى الأرض، فلمّا كان على فراش الموت يحتضر قصّ رُؤياه على ابنه كعب، وفسّر منامه ببعثة رسول يأتي في آخر الزّمان، فأوصى أولاده إن جاء أن يُؤمنوا به، فلمّا بُعِث النبيّ محمّد -عليه الصّلاة والسّلام- أسلم ابنه كعب، وكتب قصيدته المشهورة بانت سُعاد. تُوفّي زهير بن أبي سلمى سنة 631م، عن عمر يُناهز تسعين سنةً أو أكثر، وقالت الخنساء ترثي أخاها زهيراً:[5]

المراجع

  1. ^ أ ب علي الجندي ( 1412هـ - 1991م )، في تاريخ الأدب الجاهلي (الطبعة الأولى)، القاهرة : مكتبة دار التراث، صفحة 274-301. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث د. يسري عبد الله، "زهير بن أبي سُلمى: شاعر الحكمة والسلام"، www.oudnad.net، اطّلع عليه بتاريخ 7-2-2018. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت ث مجتبي شاهي (6-9-2010)، "الحكمة في شعر زهير بن أبي سُلمى"، www.diwanalarab.com، اطّلع عليه بتاريخ 7-2-2018. بتصرّف.
  4. ↑ الأعلم الشنتمري (2001)، أشعار الشعراء الستة الجاهليين (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الكتب العلميّة، صفحة: 46، جزء: 1. بتصرّف.
  5. ↑ مصطفى الغلايينى (1418هـ-1998م)، رجال المعلقات العشر (الطبعة الأولى)، صيدا-بيروت: المكتبة العصريّة للطباعة والنشر، صفحة: 30، جزء: 1. بتصرّف.