سر بسم الله الرحمن الرحيم طب 21 الشاملة

سر بسم الله الرحمن الرحيم طب 21 الشاملة

معنى البسملة

تُعدّ كلمة البسملة اختصاراً لبسم الله الرَّحمن الرَّحيم، وذلك كقولنا حوقلة أو حمدلة، ويُراد بقولها طلب البركة والعون من الله سبحانه وتعالى وأسمائه قبل البدء بفعل أو قول معين، والباء في بدايتها للاستعانة والتبرُّك، وكلمة اسم التي تلحق بها هي مفردٌ مضاف يفيد العموم، وذلك كما في قول الله تعالى: (وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ )،[١] فنعمة لفظ مفرد مضاف للفظ الجلالة، وتفيد بذلك عموم نِعَم الله عزّ وجلّ، كما أنّ لفظ اسم في البسملة مفرد مضاف إلى لفظ الجلالة يُفيد عموم أسماء الله الحُسنى، أمّا لفظ الجلالة فهو أعظم اسم من أسماء الله الحُسنى، وهو خاصّ جاء بعد العموم ليشير إلى الأهميّة والشرف.[٢]

أمّا الرّحمن الرّحيم فهما من أسماء الله الحُسنى، جاءا بدلاً من لفظ الجلالة فكانا تابعان له، وقيل: هما نعت في هذا الموضع، والرَّحمن اسم على وزن فَعْلان، وهو اسم لله تعالى يدلّ على أنّه صاحب رحمة واسعة شاملة، تشمل الخلق جميعاً بما فيهم الكافر، فهو سبحانه يغدق رحمته وينشرها على عباده جميعاً، والرَّحيم اسم على وزن فَعيل، يُراد به أنّ الله عزّ وجلّ صاحب الرحمة الخاصّة بالمؤمنين، قال تعالى: (وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا)،[٣] وقيل في الفرق بين الرحمن والرحيم: إنّ الرحمن هو الذي إذا سُئِل أعطى، والرّحيم هو الذي إذا لم يُسأَل يغضب، وفي قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنّ للهِ مائةَ رحمةٍ، أنزل منها رحمةً واحدةً بين الجنِّ والإنسِ والبهائمِ والهوامِ، فبها يتعاطفون، وبها يتراحمون، وبها تعطفُ الوحشُ على ولدِها، وأخّر اللهُ تسعاً وتسعين رحمةً، يرحمُ بها عبادَه يومَ القيامةِ)،[٤] يُراد بالجزء الأول اسم الله الرحمن، وفي باقي الأجزاء التسعة والتسعين اسم الله الرحيم.[٢]

سِرّ بسم الله الرّحمن الرّحيم

لقول بسم الله الرحمن الرحيم فضائل عظيمة وأسرار جليلة، منها ما يأتي:

أوجُه قراءة البسملة في القرآن الكريم

جعل العلماء لقراءة البسملة في القرآن الكريم خمسة أوجه؛ أجازوا قراءة أربعة منها ومنعوا واحدةً، وفيما يأتي بيان الأوجه الجائزة لقراءتها:[٢]

أما بالنسبة للوجه الممنوع في قراءة البسملة في القرآن الكريم فهو وجه جمعها بآخر السورة التي تسبقها، وفصلها عن أول السورة التي تليها، لما قال العلماء أنّه يمكن للمستمع حينها أن يظنّ أنّها نهاية السورة السابقة لها؛ وذلك يؤدي إلى تعطيل المعنى المراد من الإتيان بها، فمعناها متعلق بالبدء بالقراءة والشروع فيها، وليس ختمها والانتهاء منها.[٢]

الآراء في اعتبار البسملة من القرآن

اتّفق أئمّة القراءات وكذلك الصحابة رضوان الله عليهم على إثبات قراءة البسملة في مطلع السُّوَر القرآنيّة جميعها عدا التوبة، حيث اتفقوا على أنّ سورة التوبة لا تستفتح بالبسملة، واتفقوا كذلك على أنّها آية في سورة النمل، وأنّها ثابتة خطّاً في أوائل السور كلّها في المصحف عدا سورة التوبة أيضاً، إلا أنّهم اختلفوا في غير ذلك؛ فذهب بعض العلماء إلى أنّ البسملة آية من كلّ سورة في القرآن الكريم، وذهب بعضهم إلى أنّها آية في سورة الفاتحة فقط، وذهب آخرون إلى القول بأنّها ليست آيةً مطلقاً، وقال بعضهم هي آية في بعض القراءت دون قراءات أخرى.[١٠]

وأجمع العلماء على أنّ مثبت البسملة في القرآن الكريم ونافيها لا يكفر منهما أحد؛ لأنّ العلماء اختلفوا في ذلك، بخلاف ما لو أثبت إنسان حرفاً أو كلمة في القرآن الكريم لم يقل به أحد غيره، أو نفى حرفاً أجمع على ثبوته العلماء، فهذا يُكفَّر بالإجماع، وقد جعل بعضهم الاختلاف في اعتبار البسملة آيةً من القرآن أو عدم ذلك كاختلاف أئمّة القراءات في ثبوت بعض الحروف أو الكلمات في القرآن الكريم، فتجد بعض القراءت تثبت حروفاً أو كلمات تنفيها قراءات أخرى، ولا غرابة في ذلك.[١٠]

المراجع

  1. ↑ سورة النحل، آية: 18.
  2. ^ أ ب ت ث أبو الحسن هشام المحجوبي، وديع الراضي (2015-1-21)، "تفسير البسملة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-4-26. بتصرّف.
  3. ↑ سورة الأحزاب، آية: 43.
  4. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2752، صحيح.
  5. ^ أ ب ت "بعض ما ورد في فضل البسملة"، www.fatwa.islamweb.net، 2003-8-18، اطّلع عليه بتاريخ 2018-4-26. بتصرّف.
  6. ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم: 606، صحيح.
  7. ^ أ ب ت ث نايف بن محمد بن سعد الراجحي (2012-8-23)، "في ذكر البسملة وفضائلها العظيمة وفوائدها"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-4-26. بتصرّف.
  8. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عمر بن أبي سلمة، الصفحة أو الرقم: 5376، صحيح.
  9. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 7396، صحيح.
  10. ^ أ ب "اختلاف العلماء في عدِّ البسملة آية من الفاتحة لا يدخل في تحريف القرآن؟"، www.islamqa.info، 2009-3-31، اطّلع عليه بتاريخ 2018-4-26. بتصرّف.