بعض مظاهر عقوق الوالدين طب 21 الشاملة

بعض مظاهر عقوق الوالدين طب 21 الشاملة

تعريف عقوق الوالدين

أمر الله -سبحانه- ببر الوالدين وعظّم شأن ذلك؛ فنجد أنه قرن الأمر بتوحيده وعبادته في كتابه الكريم ببر الوالدين، وجعل شكر الوالدين مقرونا بشكره كذلك، قال تعالى: (أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ)،[1] وقد ورد الأمر ببر الوالدين والإحسان إليهما بآيات قرآنية وأحاديث نبوية كثيرة، وهذا يدل على عظم فضله وأهميته، وجعل الله -تعالى- ثواب برّهم والإحسان إليهم دخول الجنة وكسب مرضاته، وحذّر من إيذائهم حتى بالقول، فقال سبحانه: (فَلا تَقُل لَهُما أُفٍّ وَلا تَنهَرهُما وَقُل لَهُما قَولًا كَريمًا)،[2] فقد نهى -سبحانه- عن عقوقهم ولو بالكلام القليل الذي قد لا يلقي له الأبناء بالاً،[3] ويعرّف عقوق الوالدين لغة واصطلاحاً بما يأتي:

مظاهر عقوق الوالدين

هناك العديد من المظاهر والأعمال التي تعدّ صورةٌ من صور عقوق الوالدين، وفيما يأتي ذكرها:[7][8]

أسباب عقوق الوالدين

أسباب ناتجة من الأبناء

إن لعقوق الوالدين أسباباً كثيرة؛ وقد تكون ناتجة من الأبناء، وفيما يأتي ذكر بعضها:[10]

أسباب ناتجة من الآباء

توجد العديد من أسباب العقوق الناتجة من فعل الآباء، وفيما يأتي ذكر بعضها:[8]

جزاء عقوق الوالدين

إنّ عقوق الوالدين من أكبر الكبائر في ديننا الإسلامي، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (أَلا أُنَبِّئُكُمْ بأَكْبَرِ الكَبائِرِ قُلْنا: بَلَى يا رَسولَ اللَّهِ، قالَ: الإشْراكُ باللَّهِ، وعُقُوقُ الوالِدَيْنِ، وكانَ مُتَّكِئًا فَجَلَسَ فقالَ: ألا وقَوْلُ الزُّورِ، وشَهادَةُ الزُّورِ، ألا وقَوْلُ الزُّورِ، وشَهادَةُ الزُّورِ فَما زالَ يقولُها، حتَّى قُلتُ: لا يَسْكُتُ)،[11] وعندما أمر الله -تعالى- بتوحيده وعبادته جعل برّ الوالدين مقترناً بذلك، فقال تعالى: (وَقَضى رَبُّكَ أَلّا تَعبُدوا إِلّا إِيّاهُ وَبِالوالِدَينِ إِحسانًا إِمّا يَبلُغَنَّ عِندَكَ الكِبَرَ أَحَدُهُما أَو كِلاهُما فَلا تَقُل لَهُما أُفٍّ وَلا تَنهَرهُما وَقُل لَهُما قَولًا كَريمًا)،[12][13] وقد حذّر الله -تعالى- من عقوبة عقوق الوالدين وإهمال حقوقهما، وهناك آثارٌ وأضرارٌ كبيرةٌ تترتب على ذلك، ومن ضمن هذه الآثار المترتبة على الابن العاق ما يأتي:[14]

حكم بر الوالدين

يعد بر الوالدين من أعظم القربات لله عزّ وجل، وأرقى الطاعات التي أُمرنا بالقيام بها، وحكمه الوجوب، ومن الأدلّة الواردة في ذلك: أن الله -تعالى- قرن عبادته وتوحيده ببرّ الوالدين؛ فقال تعالى: (وَقَضى رَبُّكَ أَلّا تَعبُدوا إِلّا إِيّاهُ وَبِالوالِدَينِ إِحسانًا إِمّا يَبلُغَنَّ عِندَكَ الكِبَرَ أَحَدُهُما أَو كِلاهُما فَلا تَقُل لَهُما أُفٍّ وَلا تَنهَرهُما وَقُل لَهُما قَولًا كَريمًا)،[12] وبر الوالدين والإحسان إليهما مما أمر به المولى -عز وجل-، قال تعالى: (وَاعْبُدُوا اللَّـهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا)،[17] لكن طاعة الوالدين تكون في غير معصية الله، فإنه لا معصية للخالق بطاعة لمخلوق.[18]

مظاهر بر الوالدين وأهميته

يعرّف بر الوالدين لغة واصطلاحاً بما يأتي:

ومن صور بر الوالدين طاعتهما فيما يأمران به، والتأدّب معهما بتقبيل أيديهما، ومحبّتهما، واللطف في التعامل معهما، وأن يناديهما ابنهما بما يفضّلان ويحبّان، ولا يمشي أمامهما، ويصبر على ما يكره مما يصدر منهما، ولا يختص بر الوالدين بكون الأبوان مسلمان، بل حتى ولو كانا كافرين يبرّهما ويحسن إليهما، ومن أوجه برّ الوالدين صلتهما و صلة رحمهما وأصدقائهما وأحبّتهما، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ مِن أَبَرِّ البِرِّ صِلَةَ الرَّجُلِ أَهْلَ وُدِّ أَبِيهِ بَعْدَ أَنْ يُوَلِّيَ)،[20] وإن كان الابن متزوجاً فعليه أن يوازن بين واجباته فلا يشغله اهتمامه بزوجته وأبنائه عن والديه وخاصة في الكبر .[21][22]

وقد وردت كلمة الوالدان في القرآن الكريم في أربعة عشر موضعاً، والبر في ثمانية مواضع، وذكر لفظ الأبرار في ستة مواضع، و من المواضع التي أمر الله بها ببر الوالدين والإحسان إليهما قوله سبحانه تعالى: (وَاعْبُدُوا اللَّـهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا)،[23] وقال عبد الله بن عباس رضي الله عنه: "ثلاث آيات نزلت مقرونةً بثلاثٍ، لا يقبل الله واحدةً بدون قرينتها":[24]

فضائل بر الوالدين

إن لبر الوالدين فضائل وثمرات كثيرة منها:[28][29]

ما يعين على بر الوالدين

هناك العديد من الأمور التي تساعد الأبناء وتعينهم على بر والديهم:[35]

المراجع

  1. ↑ سورة لقمان، آية: 14.
  2. ↑ سورة الإسراء، آية: 23.
  3. ↑ محمد صالح المنجد، دروس للشيخ محمد المنجد، صفحة 2-6. بتصرّف.
  4. ↑ عطية صقر (2006)، الوالدان والأقربون، القاهرة: مكتبة وهبة، صفحة 80، جزء الخامس. بتصرّف.
  5. ^ أ ب سعيد القحطاني (1426)، بر الوالدين، الرياض: الجريسي للإعلان، صفحة 7-8. بتصرّف.
  6. ↑ "تعريف و معنى عقوق في معجم المعاني الجامع"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 8-11-2019. بتصرّف.
  7. ↑ ياسر عبد الرحمن (2007)، موسوعة الاخلاق والزهد والرقائق (الطبعة الأولى)، السعودية: مؤسسة إقرأ، صفحة 36. بتصرّف.
  8. ^ أ ب محمد الحمد (2013)، عقوق الوالدين (الطبعة الرابعة)، الرياض: دار ابن خزيمة، صفحة 9-12. بتصرّف.
  9. ↑ ياسر عبد الرحمن (2007)، موسوعة الأخلاق والزهد والرقائق (الطبعة الأولى)، القاهرة: مؤسسة اقرأ، صفحة 31، جزء الثاني. بتصرّف.
  10. ↑ محمد الحمد (2013)، عقوق الوالدين (الطبعة الرابعة)، الرياض: دار ابن خزيمة، صفحة 25-28. بتصرّف.
  11. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو بكرة نفيع بن الحارث، الصفحة أو الرقم: 5976، صحيح.
  12. ^ أ ب سورة الإسراء، آية: 23.
  13. ↑ محمد حسن عبد الغفار، شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي، صفحة 14، جزء 47. بتصرّف.
  14. ↑ عطية صقر (2006)، موسوعة الاسرة تحت رعاية الإسلام -الوالدان والأقربون-، القاهرة: مكتبة وهبة، صفحة 83-84، جزء الخامس. بتصرّف.
  15. ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 3448 ، حسن.
  16. ↑ "دعوة الوالد على ولده بين القبول وعدمه"، www.islamweb.net، 23-11-2008، اطّلع عليه بتاريخ 9-11-2019.
  17. ↑ سورة النساء، آية: 36.
  18. ↑ وزارة الاوقاف والشؤون الإسلامية (1986)، الموسوعة الفقهية، الكويت: طباعة دار السلاسل، صفحة 64، جزء الثامن. بتصرّف.
  19. ^ أ ب صالح حميد، عبدالرحمن ملوح (1988)، موسوعة نضرة النعيم (الطبعة الأولى)، المملكة العربية السعودية: دار الوسيلة ، صفحة 767.
  20. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 2552، صحيح.
  21. ↑ ياسر عبدالرحمن (2007)، موسوعة الأخلاق والزهد والرقائق (الطبعة الأولى)، القاهرة: اقرأ، صفحة 29، جزء الثاني. بتصرّف.
  22. ↑ وزارة الاوقاف والشؤون الإسلامية (1986)، الموسوعة الفقهية (الطبعة الثانية)، الكويت: ذات السلاسل، صفحة 69-70، جزء الثامن. بتصرّف.
  23. ↑ سورة النساء، آية: 26.
  24. ↑ ياسر عبدالرحمن (2007)، موسوعة الاخلاق والزهد والرقائق (الطبعة الاولى)، القاهرة: مؤسسة اقرأ، صفحة 26، جزء الثاني. بتصرّف.
  25. ↑ سورة النساء، آية: 59.
  26. ↑ سورة البقرة، آية: 43.
  27. ↑ سورة لقمان، آية: 14.
  28. ↑ القسم العلمي بدار الوطن، بر الوالدين وصية الله لك، دار الوطن للنشر، صفحة 8-12. بتصرّف.
  29. ↑ صالح حميد، عبدالرحمن ملوح (1988)، موسوعة نضرة النعيم (الطبعة الأولى)، السعودية: دار الوسيلة، صفحة 779. بتصرّف.
  30. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 2551، صحيح.
  31. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 5970، صحيح.
  32. ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن سلمان الفارسي، الصفحة أو الرقم: 2139، حسن غريب.
  33. ↑ سورة الأحقاف، آية: 15-16.
  34. ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 3033، حسن.
  35. ↑ محمد الحمد (2013)، عقوق الوالدين (الطبعة الرابعة)، الرياض: دار ابن خزيمة، صفحة 38-41. بتصرّف.