المرارة
تُعتبر المرارة (بالإنجليزية: Gallbladder) عضواً أجوف يقع في الجهة اليمنى من البطن، تحديداً تحت الكبد، وشكلها يشبه شكل حبة الكمثرى. وتعمل المرارة في جسم الإنسان كحافظة للعصارة الصفراوية (بالإنجليزية: Bile) التي يتم إفرازها من الكبد وتحتوي على إنزيمات هاضمة، فعند دخول الطعام إلى الأمعاء الدقيقة، يتم إفراز هرمون يُسمّى كوليسيستوكينين (بالإنجليزية: Cholecystokinin) فيُحفّز بدوره المرارة كي تنقبض وتُطلق محتوياتها من العصارة الصفراوية إلى الأمعاء الدقيقة عبر القناة الصفراوية المشتركة (بالإنجليزية: Common bile duct)، وفي الحقيقة تساهم المادة الصفراوية بشكل كبير في عملية هضم الدهون، كما تعمل على تخليص الكبد من الفضلات وتصريفها عبر الاثني عشر (بالإنجليزية: Duodenum). وتنتج حصوات المرارة من تصلّب المادة الصفراوية وتحورها على شكل بلورات صغيرة داخل المرارة، وغالباً ما يتمّ علاجها بالطريقة الجراحية.[١]
تُعدّ حصوات المرارة من الحالات الشائعة، إذ يعاني منها قرابة 10% من البالغين و20% من الأشخاص الذين تجاوزت أعمارهم 65 عاماً في الولايات المتحدة الأمريكية، كما تُسبّب حصوات المرارة معظم الحالات المرضية التي تُصيب المرارة والأقنية الصفراوية، إذ تتكون بداية داخل المرارة، وقد تبقى مكانها، إلا أنّها قد تنتقل إلى القناة المرارية (بالإنجليزية: Cystic duct) أو القناة الصفراوية المشتركة أو أمبولة فاتر (بالإنجليزية: Ampulla of Vater) والتي تُمثّل مكان التقاء القناة الصفراوية المشتركة بقناة البنكرياس. وإنّ انسداد إحدى هذه القنوات وتجمّع المادة الصفراوية قد يؤدي إلى التهاب المرارة (بالإنجليزية: Acute cholecystitis).[٢][٣]
أعراض ومضاعفات حصوات المرارة
إنّ ما يُقارب 80% من حالات الإصابة بحصوات المرارة لا تظهر عليهم أية أعراض وعلامات، وقد يستمر ذلك لعدة سنوات. ومن جهة أخرى هناك بعض الأعراض والمضاعفات التي قد تظهر في حال المعاناة من حصوات المرارة، يمكن إجمال أهمها فيما يأتي:[٣][٤]
- الشعور بالألم: وذلك في الجزء العلوي الأيمن من البطن، وفي الحقيقة ينشأ الألم عندما تعبر الحصوة من المرارة إلى إحدى القنوات السابق ذكرها مُسبّبة انسدادها، فتنتفخ المرارة وذلك ما يُسبّب الشعور بالألم، ويُعرف هذا الألم بالمغص المراري (بالإنجليزية: Biliary colic)، وما يُميّز هذا الألم أنّه يشتد بشكل تدريجي حتى يصل إلى درجة شديدة، ثم يخف وقد يختفي، وتجدر الإشارة إلى أنّ تناول الوجبات الكبيرة يُعدّ أبرز محفزات هذا الألم، سواء كانت الوجبات تحتوي على دهون أو لا. وإضافة إلى ذلك قد يشعر المصابون بحصوات المراة بألم بين الأكتاف، أو في الكتف الأيمن.
- المعاناة من الغثيان والتقيؤ: ولكن يجدر التنبيه إلى أنّ حصوات المرارة لا تُسبّب معاناة المريض من الانتفاخ أو التجشؤ.
- التهاب المرارة الحاد: ويحدث ذلك عندما يستمر الانسداد الناتج عن الحصوة لفترة طويلة، فقد تتعرض المرارة للتهيج ولعدوى بكتيرية، وقد يصاحب ذلك ارتفاع درجة حرارة المريض.
- التهاب الأقنية الصفراوية الحاد: (بالإنجليزية: Acute cholangitis)، وقد يحدث هذا الالتهاب نتيجة انسداد وتوسع القناة الصفراوية المشتركة أو أمبولة فاتر، وتُسبّب هذه الحالة ظهور عدة أعراض، مثل الحمّى، والقشعريرة، بالإضافة إلى المعاناة من اليرقان (بالإنجليزية: Jaundice) والذي يُمثل اصفرار الجلد والطبقة البيضاء من العين. وقد يتفاقم هذا الالتهاب فيصل إلى الدم، فيصاب المريض حينها بحالة تُسمّى الإنتان (بالإنجليزية: Sepsis).
- التهاب البنكرياس: (بالإنجليزية: Pancreatitis) فقد تُسبّب حصوات المرارة الواقعة في أمبولة فاتر انسداد قناة البنكرياس مما يؤدي إلى التهابه.
- ثقب المرارة: فالتهاب المرارة الناتج عن الحصوة قد يُسبّب تآكل جدار المرارة، ممّا يُؤدي إلى ثقبها، وإذا حدث ذلك، قد يؤدي إلى تسريب المادة الصفراوية في التجويف البطني مما يؤدي إلى التهاب الصفاق (بالإنجليزية: Peritonitis).
- انسداد الامعاء الدقيقة: يُعدّ هذا النوع من المضاعفات نادر الحدوث، وإنّ أكثر الفئات المعرضة للإصابة به هم كبار السن، ويُفسر حدوث انسداد الأمعاء الدقيقة تكون حصوة كبيرة في المرارة وعبورها إلى الأمعاء الدقيقة.
- سرطان المرارة: فتكرار الإصابة بحصوات المرارة من شأنه أن يزيد من فرصة الإصابة بسرطان المرارة، إلا أنّ نسب الإصابة بهذا النوع من السرطان تبقى متدنية جداً فهو نوع نادر الحدوث.
أنواع حصوات المرارة
هناك عدة أنواع لحصوات المرارة، تُقسم وفق المادة المكونة لها، وذلك على النحو الآتي:[٢][٣]
- حصوات الكوليسترول: وهي أكثر أنواع حصوات المرارة شيوعاً، وتُشكّل ما يُقارب 85% من حالات الإصابة بحصى المرارة في الدول الغربية، وغالباً ما تنشأ من فرط إشباع المادة الصفراوية بالكوليسترول، وقد ينتج ذلك بسبب زيادة إفراز الكوليسترول كما هو الحال عند مرضى السكري والأشخاص الذين يعانون من السمنة.
- الحصوات السوداء: (بالإنجليزية: Black pigment stones) وهي حصوات صغيرة وصلبة تتكون من مركبات الكالسيوم، ومن العوامل التي تساعد على ظهور هذا النوع من الحصوات: الإصابة بمرض الكبد الكحوليّ، وحالات انحلال الدم المزمنة، وعند كبار السن.
- الحصوات البنية: (بالإنجليزية: Brown pigment stones) التي تتكون من مادة البيليروبينات (بالإنجليزية: Bilirubinate) والأحماض الدهنية (بالإنجليزية: Fatty acids)، وتتشكل في حالات الإصابة بالالتهابات، والعدوى كالعدوى الطفيلية.
عوامل خطر الإصابة بحصوات المرارة
لا يوجد سبب معروف لتكون حصوات المرارة، إلا أنّ هناك العديد من العوامل التي قد تؤدي إلى زيادة فرصة الإصابة بها، فمثلاً تُعدّ النساء أكثر عُرضة للإصابة بحصوات المرارة مقارنة بالرجال، وكذلك يلعب العمر دوراً مهمّا في ظهور حصوات المرارة، إذ ترتفع فرصة المعاناة من حصوات المرارة في حال تجاوز الإنسان الأربعين من العمر، هذا وإنّ الإكثار من تناول الأطعمة الغنية بالدهون والكوليسترول والمفتقرة للألياف يزيد من احتمالية الإصابة بحصوات المرارة، كما تتشكل حصوات المرارة بشكل أكبر عند النساء الحوامل والأشخاص الذين يعانون من السمنة، وفي حال فقدان الوزن بشكل سريع، وكذلك عند مرضى السكري، والمصابين بأمراض الكبد المختلفة، والنساء اللواتي يتناولن أدوية تحتوي على هرمون الإستروجين، مثل حبوب منع الحمل. كما تكون فرصة تشكل الحصوات أكبر عند الأشخاص من الأصول الأمريكية الأصلية أو الأمريكية المكسيكية، بالإضافة إلى أنّ التاريخ العائلي للإصابة بحصوات المرارة يلعب دوراً مهمّاً في معاناة الشخص منها.[٤]
المراجع
- ↑ "Gallbladder", www.healthline.com, Retrieved 20-5-2018. Edited.
- ^ أ ب "Cholelithiasis", msdmanuals.com, Retrieved 20-5-2018. Edited.
- ^ أ ب ت "Gallstones", www.msdmanuals.com, Retrieved 20-5-208. Edited.
- ^ أ ب "Gallstones", www.mayoclinic.org, Retrieved 20-5-2018. Edited.