يختلف حمل كل سيدة عن حمل غيرها من السيدات؛ بحيث تُعدّ كل حالة حمل حالة فريدة من نوعها، ومع ذلك فإنّ هنالك بعض المشاكل الصحية التي يُتوقع حدوثها لدى أغلب السيدات الحوامل، ومن هذه المشاكل التي ربّما تواجه السيدة الحامل خلال حملها هي الأنيميا أو فقر الدم؛ وتعدّ الإصابة بهذه المشكلة أثناء الحمل حالة منتشرة جداً حول العالم، وربّما تُصاحبها نتائج سلبية تلحق بصحة الأم وطفلها.[1][2] وفي الحقيقة يُعدّ فقر الدم الناتج عن نقص الحديد (بالإنجليزية: Iron Deficiency Anemia) من أكثر المسببات شيوعاً لإصابة الحامل بحالة فقر الدم، وما يحدث في هذا النوع من الأنيميا أنّ الجسم يعجز عن صنع كمية كافية من الهيموجلوبين؛ وهو بروتين موجود في كريات الدم الحمراء تتمثّل وظيفته بحمل الأكسجين من الرئتين لباقي خلايا الجسم، وذلك نتيجة عدم كفاية الحديد الموجود في جسم الحامل؛ والذي يُعدّ مكوناً أساسياً للهيموجلوبين، وخلال الإصابة بفقر الدم الناتج عن نقص الحديد لن يستطيع الدم أن يحمل الكميات الكافية من الأكسجين إلى أنسجة الجسم المختلفة.[3][4][5]
عند الحديث عن أعراض نقص الحديد عند الحامل ينبغي التنويه إلى ضرورة أن تأخذ السيدة الحامل بعين الاعتبار أنّ أعراض فقر الدم أو الأنيميا (بالإنجليزية: Anemia) تشبه أحياناً الأعراض العامة المصاحبة لفترة الحمل بشكل طبيعي، فلذلك ينبغي على السيدة الحامل إجراء فحص للدم للتأكد من الإصابة بحالة فقر الدم أم لا، وعدم البتّ في الموضوع بدون مراجعة الطبيب المختص والمشرف على حالة حملها.[6] ومن أهمّ الأعراض والعلامات التي تظهر في حالة الإصابة بفقر الدم الناتج عن نقص الحديد لدى السيدات الحوامل ما يأتي:[2][4][6]
في الواقع تحتاج السيدة الحامل خلال فترة حملها إلى ضعف كمية الحديد التي تحتاجها السيدة غير الحامل، ويعود ذلك للدور الإضافي الذي يقوم به جسم السيدة في حالة الحمل، والمتمثل بتزويد الجنين بالدم المحمل بالأكسجين، وفي حال عدم توفر كمية كافية من الحديد المخزن مسبقاً لديها، أو في حال عدم حصولها على الحديد بشكل جيد أثناء فترة حملها؛ فإنّها ربّما تكون أكثر عرضة للإصابة بفقر الدم الناتج عن قصور الحديد.[6] وتجدر الإشارة إلى إمكانية أن تُصاب المرأة بالعديد من المشاكل والأمراض خلال فترة حملها بالتزامن مع إصابتها بفقر الدم الناجم عن نقص الحديد؛ الأمر الذي قد يؤدي إلى تفاقم الحالة وازديادها سوءاً، ومن أمثلة تلك المشاكل: نزيف الرحم (بالإنجليزية: Uterine bleeding)، ونزيف المشيمة (بالإنجليزية:Placental bleedings)، والنزيف المعدي المعوي (بالإنجليزية: Gastrointestinal bleeding)، وفقدان الدم في الفترة المحيطة بالولادة (بالإنجليزية: Peripartum blood loss).[5] ومن الجدير بالذكر أنّ هناك العديد من العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بفقر الدم الناتج عن نقص الحديد، ونذكر منها ما يأتي:[2][3][6]
تجدر الإشارة إلى أنّه في حال عدم تلقّي المرأة الحامل المصابة بفقر الدم الناجم عن نقص الحديد للعلاج المناسب في الوقت المناسب، قد تتعرض الأم الحامل والجنين إلى العديد من المخاطر، ومن أهمّ هذه المخاطر ما يأتي:[3][5]
من المعروف أنّ العلاج الأفضل دائماً يكون بالوقاية، وهنا نُشير إلى وجود طرق متنوعة من أجل تجنّب الإصابة بفقر الدم الناتج عن نقص الحديد لدى السيدة الحامل، ومن المهمّ أن تبدأ المرأة حملها بامتلاك صحة جيدة، وذلك بأن تتناول فيتامينات ما قبل الولادة (بالانجليزية: Prenatal vitamins)، وأن تتناول الطعام ذا النوعية الجيدة والغني بالحديد، كما أنّها ربما تحتاج إلى أن تتناول مكملات الحديد الغذائية والدوائية إن اقتضت الحاجة.[3][7] وتنبغي الإشارة إلى أنّ أهم الأغذية الغنية بالحديد التي يُمكن للمرأة الحامل أن تتناولها ضمن نظامها الغذائي ما يأتي:[8]