تعدّ رياضة السباحة الحرة، أو سباحة الزحف الأمامي نوعاً من الرياضات الكلاسيكية، والتي غالباً ما يبدأ المتدرب في تعلمها عند الشروع في تعلم السباحة، وهي من أسرع أنواع السباحة بحسب موقع Swim City، وبالرغم من أنّها نوع من السباحة الكلاسيكية، إلا أنّها تحتاج لتنسيق، وقدرة، وتقنية كبيرة لممارستها.[1]
توفر السباحة الحرة العديد من الفوائد الصحية، والجسدية، والنفسية للجسم، نذكر منها:[2]
تعدّ ممارسة رياضة السباحة من الطرق الفاعلة لحرق السعرات الحرارية، إذ يتمكن الشخص الذي يزن حوالي 73 كيلوغراماً من حرق واستهلاك حوالي 423 سعرة حرارية في ممارسة ساعة من السباحة بسرعة منخفضة أو معتدلة، كما يستطيع نفس الشخص حرق 715 سعرة حرارية في ساعة سباحة سريعة مثلاً، بينما يتمكن الشخص الذي يزن 90 كيلوغراماً من ممارسة نفس نوعية السباحة وحرق ما بين 528 إلى 892 سعرة حرارية في الساعة، والشخص الذي يزن 109 كيلوغراماً قد يتمكن من حرق بين 632 و1،068 سعرة حرارية، وعندما نفتح باب المقارنة بين ممارسة رياضة السباحة وغيرها من الأنشطة البدنية ذات التأثير المنخفض، فإنّ الشخص الذي يزن 73 كيلوغراماً سيتمكن من حرق 314 سعرة حرارية فقط، في حال استخدم جهاز المشي، وسار بسرعة 5,63 كيلومتراً في الساعة، و لمدّة 60 دقيقة، ورياضة اليوغا قد تحرق فقط 183 سعرة حرارية في الساعة.
يمكن أن تؤثر السباحة بشكل إيجابي في تحسين عادات النوم، ففي دراسة أجريت على كبار السن الذين يعانون من الأرق، أظهر المشاركون تحسن عادات النوم لديهم، وتخلصهم من حالات الأرق بعد أن انتظموا بممارسة التمارين الهوائية.
بعد مشاركة مجموعة من الأشخاص المصابين بالخرف في برنامج مائي لمدّة 12 أسبوعاً، قيّم الباحثون تلك المجموعة، وأكدوا بظهور تحسناً واضحاً في المزاج، والحالة النفسية بشكل عام.
قام الباحثون بعمل استطلاع مسحي على 101 سباحاً قبل وبعد ممارسة السباحة في جمعية الشبان المسيحية في تايوان، إذ أكد 44 سباحاً منهم أنّهم كانوا يعانون من الاكتئاب المتوسط، ويشعرون بالتوتر المرتبط بالحياة السريعة، إلا أنّه وبعد ممارسة رياضة السباحة، انخفض عدد الأشخاص الذين يعانون من الإجهاد التوتري أو الاكتئاب إلى ثمانية أشخاص فقط، إلا أنّ هناك حاجة للقيام بالمزيد من الأبحاث في هذا المجال.
تساعد ممارسة رياضة السباحة على تحريك عضلات الجسم كاملة، وهذا يساعد على زيادة معدلات ضربات القلب، وبناء العضلات، وزيادة القوة والتحمل، وتعزيز الصحة العامة، فكل نوع من أنواع السباحة سواء أكانت سباحة الصدر، أم الظهر، أو الفراشة، أم السباحة الحرة تركز كلّ منها على مجموعات العضلات المختلفة، مما يعزز قدرة الجسم، وقوته.
تساعد ممارسة رياضة السباحة على جعل القلب والرئتين قويين، إذ يعتقد الباحثون أنّ السباحة قد تقلل من خطر الموت المبكر، كما أظهرت بعض الدراسات الأخرى أنّ السباحة يمكن أن تساعد على خفض ضغط الدم، والتحكم في نسبة السكر في الدم أيضاً.
قد تكون ممارسة رياضة السباحة خياراً رياضياً آمناً للأشخاص الذين يعانون من التهاب المفاصل، والإصابات، وبعض حالات العجز، إذ يمكن أن تساعد السباحة على تقليل بعض الألم المصاحب لتلك الأمراض، أو تحسين الشفاء من الإصابة، فلقد أظهرت إحدى الدراسات أنّ الأشخاص المصابين بالتهاب المفاصل التنكسية أبلغوا عن انخفاض آلام المفاصل وتيبسها بشكل كبير، وقلت لديهم حالات القصور الجسدي بعد المشاركة المنتظمة في ممارسة الأنشطة الرياضية، كالسباحة وركوب الدراجات.
تساعد البيئة الرطبة في المسابح الداخلية على تخفيف معاناة الأشخاص الذين يعانون من الربو، لأنّها توفر بيئة مثالية لهم للتنفس، وزيادة سعة الرئة، والتخفيف من حدة المرض، إذ تشير بعض الدراسات إلى أنّ السباحة قد تزيد من خطر الإصابة بالربو بسبب المواد الكيميائية المستخدمة لعلاج البرك، لذا، لا بد من استشارة الطبيب في المخاطر المحتملة من السباحة في تلك البرك، وإذا لزم الأمر، يمكن استخدام المياه المالحة بدلاً من الكلور.
تعتمد رياضة السباحة الحرة على استخدام العضلات التالية:[3]
يستخدم السباح حركات تبادلية للذراعين لنقله عبر الماء، فعند تحرك ذراع واحدة من الورك إلى الرأس خارج الماء، تقوم الذراع الأخرى بحركة منحنية بشكل حرف S تحت الماء، إذ تحتاج هذه الحركة لمعظم العضلات في الجزء العلوي من الجسم.
يستخدم السباح حركة رفرفة القدمين تحت الماء للاندفاع للأمام، إذ تحتاج لحركات متناوبة للقدمين، والضغط على قدم واحدة قليلاً إلى الأسفل في الماء بينما ترتفع القدم الأخرى إلى السطح للتحرك بسرعة، تحتاج هذه الحركة جميع المجموعة العضلية الرئيسية في الجزء السفلي من الجسم، بما فيها: عضلات الساق، وعضلات القدمين، وعضلات الأرداف التي تشد الحركة على طول خط الساقين إلى القدمين.
يساعد الجذع على توليد الطاقة اللازمة لدفع السباح للأمام، بالرغم من أنّ الجزء الأوسط في الجسم يظل مستقيماً، إلا أنّه يدور من جانب إلى آخر، مما يولد طاقة أكبر للدوران وهذا يساعد على زيادة سرعة السباح، وتحفز هذه الحركة عضلات البطن، والصدر، والظهر.