أفضل صدقة جارية طب 21 الشاملة

أفضل صدقة جارية طب 21 الشاملة

فضل الإنفاق في سبيل الله

رغّب الله -تعالى- عباده بالأنفاق في سبيله، ومعاونة الأخ لأخيه بغية ارضائه، ولقد ذُكر الإنفاق في القرآن الكريم مراراً، ومن ذلك قول الله تعالى: (وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ)،[1] كما قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ)،[2] ولقد رتّب الله -تعالى- عظيم الأجر للمتصدّقين، ووعدهم أن يُخلف عليهم ما أنفقوا في سبيل ربّهم، ودليل ذلك حديث النبي صلّى الله عليه وسلّم فيما يرويه عن ربّه، أنّه قال: (يا ابنَ آدمَ أَنفقْ أنفق عليك)،[3] فإنّ ذلك وعدٌ من الله -سبحانه- أن ينفق على من ينفق في سبيله، وعدا عن ذلك، فإنّ الله -تعالى- يبارك لصاحب النفقات في سبيله، وينمّي صدقاته، حتى يُعظم له الأجر يوم القيامة، ودليل ذلك قول الله تعالى- في كتابه الكريم: (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ)،[4] وشبّه الله -تعالى- المتصدّق كأنّه أقرض الله الأموال التي أخرجها في سبيله، فبارك الله له فيها، ونمّاها له ثواباً عنده.[5]

أفضل الصدقات الجارية

إنّ من فضل الله -تعالى- على عباده أن منحهم فرصةً بأن يدّخروا لأنفسهم أعمالاً يقدّمونها في حياتهم، تتسبب في استمرار حسناتهم حتى بعد وفاتهم، وذلك بأن شرع لهم الصدقة الجارية، ويذكر النبي -صلّى الله عليه وسلّم- الصدقة الجارية في أحاديثٍ نبويةٍ عديدةٍ، وينبّه المسلمين على فضلها ليستزيدوا منها، وينالوا فضلها، ودليل ذلك قول النبي صلّى الله عليه وسلّم: (إذا ماتَ الرجلُ انقطعَ عملُهُ إلَّا من ثلاثٍ: ولدٍ صالحٍ يدعو لَهُ، أو صدقةٍ جاريةٍ، أو علمٍ يُنتَفعُ بِهِ)،[6] وتتنوع الأمثلة على الصدقة الجارية، فمنها: حفر الآبار، واستخرج المياه لينتفع بها الناس؛ وهي من أفضل الصدقات، إذ إنّ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- جاءه سعد بن عبادة يسأله عن أفضل الصدقات ليخرجها برّاً بوالدته المتوفّاة، فأجابه النبي أنّها الماء، فحفر سعد لها بئراً، ومن الصدقات الجارية أيضاً بناء المساجد، ودليل ذلك قول النبي صلّى الله عليه وسلّم: (من بنى مسجداً للهِ، بنى اللهُ له في الجنةِ مثلَه).[7][8]

ومن الصدقات الجارية الوقف في سبيل الله تعالى، ومن أمثلتة الوقف: كسوة الأيتام والمساكين، أو إطعامهم، ورعاية الأرامل والمحتاجين، والوقف على المكتبات؛ كبناء المكتبات العامة، ونشر العلم الشرعي الذي ينتفع منه المسملون، وبناء المراكز الطبية، ومراكز الأيتام، ووقف الأرض للمقابر، وكذلك تعبيد الطرق لتسهيل حركة الناس وتنقّلهم، وطباعة الكتب، وتوزيع الأشرطة النافعة الإسلامية، ومن الوقف أيضاً التبرع للجمعيات القائمة على القرآن الكريم، ومنه تفريج كُرب المسلمين، والعمل على تخفيف همومهم، وقضاء ديونهم.[8]

أنواع الصدقات

شرع الله -تعالى- لعباده أن يتعاونوا في ما بينهم ليقضي بعضهم حاجة بعضٍ فيما استطاع، وعجز عنه أخيه، وجعل ذلك تحت مفهوم الصدقات، وتعرّف الصدقة بأنّها ما يعطي الرجل أخيه من عطايا يبتغي بها رضا الله تعالى، والتعريف يقصد المال بوجهٍ خاصٍ، إلّا أنّ أنواع الصدقات تتعدّد وتتنوّع، يقدّم فيها المسلم ما يستطيع من صدقةٍ لأخيه، فينال بذلك الأجر والثواب من عند الله تعالى، وفيما يأتي ذكرٌ مفصّل لأنواع الصدقات المشروعة في الإسلام:[9]

المراجع

  1. ↑ سورة المنافقون، آية: 10.
  2. ↑ سورة البقرة، آية: 267.
  3. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 993، صحيح.
  4. ↑ سورة البقرة، آية: 261.
  5. ↑ "فضل الصدقات"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-10-9. بتصرّف.
  6. ^ أ ب رواه ابن عساكر، في معجم الشيوخ، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1\432، صحيح.
  7. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عثمان بن عفان، الصفحة أو الرقم: 533 ، صحيح.
  8. ^ أ ب "خطبة عن الصدقة الجارية والوقف"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-10-9. بتصرّف.
  9. ↑ "الصدقة (1\3)"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-10-9. بتصرّف.
  10. ↑ "الصدقة فضائلها وأنواعها"، www.ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-10-9. بتصرّف.
  11. ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 878، صحيح.
  12. ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 4448، صحيح.
  13. ↑ سورة النساء، آية: 36.
  14. ↑ سورة التوبة، آية: 41.
  15. ↑ " ذهب أهل الدثور بالأجور"، www.nabulsi.com، اطّلع عليه بتاريخ 2018-10-9. بتصرّف.
  16. ^ أ ب رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي ذر الغفاريّ، الصفحة أو الرقم: 1006، صحيح.
  17. ^ أ ب رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أبي ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم: 529، صحيح.