مفهوم الزكاة والغاية من تشريعها طب 21 الشاملة

مفهوم الزكاة والغاية من تشريعها طب 21 الشاملة

التكافل الاجتماعيّ في الإسلام

أبدت الشريعة الإسلامية اعتناءً ملحوظاً بكافة تفاصيل الحياة الصغيرة منها، والكبيرة، ولعلَّ أبرز ما اعتنت به هذه الشريعة الحكيمة الجانب الاجتماعي، والذي له الدور الأكبر في بناء أمةٍ قويةٍ، متماسكةٍ، خالية من العلل التي قد تنخر أساساتها، وتجعلها في مهب الريح. ومن هنا فقد وضعت الشريعة الإسلامية العديد من التشريعات الاجتماعية التي تضمن تكافل أبناء المجتمع مع بعضهم البعض، والتأسيس لمجتمعٍ تسوده الرحمة، والمحبة، والأخلاق الفاضلة، ولعلَّ أبرز هذه التشريعات وأكثرها أهمية (الزكاة)، والتي لطالما جاءت مقترنةً بالصلاة في كثيرٍ من مواضع الكتاب الحكيم. وفيما يلي توضيحٌ لمفهوم الزكاة في الإسلام، وبيان بعض الغايات الكامنة وراء تشريعها.

مفهوم الزكاة

الزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام، حيث تأتي مباشرةً بعد كلٍّ من الشهادتين، والصلاة؛ دلالةً على أهميَّتها، وعظم مكانتها في هذا الدين الحنيف. وتُعرَّف الزكاة على أنّها المقدار الذي يجب على المسلم إخراجه من أمواله إذا انطبقت عليها شروط الزكاة، والتي على رأسها: مرور عامٍ على هذه الأموال وهي ملكٌ لصاحبها، وبلوغها قيمة النصاب المحدّد شرعاً، فضلاً عن عددٍ من الشروط الأخرى الهامة. هذا وتجب الزكاة في أنواعِ المال المختلفة؛ كالعروض التجاريّة، والحبوب، والثمار، والأموال النقديّة، والأنعام، وغيرها.

حددت الشريعة الإسلامية مصارف الزكاة الثمانية؛ أيّ الجهات التي يجب أن تؤدّى لها الزكاة، وهذه الفئات هي بالترتيب كما أوردتها الآية الكريمة: الفقراء، والمساكين، والعاملين عليها، والمؤلفة قلوبهم، والرقاب، والغارمين، وفي سبيل الله، وأبناء السبيل.

الغاية من تشريع الزكاة