تعريف الإمام مسلم طب 21 الشاملة

تعريف الإمام مسلم طب 21 الشاملة

تعريف بالإمام مسلم

خلف مسلم الإمام البخاري في المكانة العلمية، وأصبح إمام خراسان في الحديث، واشتهر بأنه من حفّاظ الدنيا، وذاع صيته بين الناس، فمدحوه وأثنوا عليه، كما وقد ذاع صيته بين العلماء، حيث إن علماء عصره ومن تبعهم أثنوا على غزارة حفظه، وكثرة علمه، ودقة ضبطه، وشدة ورعه، وقيل عنه إنه أعلم أهل الحديث، وقدّمه علماء عصره على غيره من العلماء كما قدّموا صحيحه على غيره من المؤلفات، ولم يخالف أحد من العلماء في عِظَم قدره وإمامته وتمكّنه في علم الحديث، وقد بان هذا جلياً في كتابه الصحيح الذي لاقى القبول حتى عصرنا الحالي.[١][٢]

اسمه وولادته

هو أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم بن ورد بن كوشاذ القشيري النيسابوري،[٣] ولد سنة 206 للهجرة.[٤]

نشأته وأسرته

نشأ في بيتٍ اشتهر بالعلم وكان والده شيخاً معلماً يقصده الناس، وقد كان لذلك أثرٌ فيما وصل إليه، كما كان حافزاً له ليستزيد من العلم، ومع قلّة المصادر فيما ورد عن أسرته يذكر ما يأتي:[٥]

صفات الإمام مسلم وشمائله

الصفات التي اتصف بها الإمام مسلم من الناحيتين الخَلقيّة والخُلُقيّة يُذكر منها ما يأتي:[٦]

علم الإمام مسلم

رحلته في طلب العلم

ارتحل الإمام مسلم في طلب العلم وهو في سنٍّ صغيرة عندما كان لا يزال أمرداً*، وفيه تفصيل كما يأتي:

شيوخه وتلاميذه

الشيوخ الذين روى عنهم الإمام مسلم كثيرون جداً؛ حتى قيل إنه بلغ عددهم مئتين وعشرين رجلاً ومنهم البخاري، ويُذكر منهم ما يأتي:

مؤلفات الإمام مسلم

لا شك أن عالماً كالإمام مسلم له مؤلفات كثيرة، منها ما وجدها العلماء ومنها ما فقدوها، ومن هذه المؤلفات: صحيح مسلم، والذي يعدّ أشهر كتبه، وكتاب المنفردات والوُحْدان الذي حقق فيه مسألة تفرّد رواية رجل عن رجلٍ آخر في الحديث،[١٢] وكتاب الأقران، وكتاب التمييز، وكتاب العلل، وكتاب الأفراد، وكتاب سؤالاته أحمد بن حنبل، وكتاب مشايخ مالك، وكتاب مشايخ الثوري، وكتاب عمرو بن شعيب، وكتاب المُخَضْرمين، وكتاب الانتفاع بأُهُبِ السِّباع، وكتاب مشايخ شعبة، وكتاب من ليس له إلا راوٍ واحد، وكتاب أولاد الصحابة، وكتاب الطبقات، وكتاب أوهام المحدّثين، وكتاب أفراد الشاميّين، وغيرها الكثير.[١٣]

يعد صحيح مسلم من أصح كتب الحديث بعد صحيح الإمام البخاري، وبه عُرف الإمام مسلم وبه اشتُهر، بدأ بتأليف هذا الكتاب وعمره تسعة وعشرين عاماً ببلدة نيسابور، وذلك بعد أن قابل العلماء هناك وأخذ عنهم، واستغرق منه خمسة عشر عاماً حتى أنهاه، وذلك سنة مئتين وخمس للهجرة، وسمّاه (المسند الصحيح المختصر من السنن بنقل العدل عن العدل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم)، وأحاديث كتابه هي أحاديث مستقاة من بين ثلاثمئة ألف حديث سمعها من شيوخه أثناء تنقّله بين البلدان، وخَلَصَ إلى ثلاثة آلاف وثلاثةٍ وثلاثين حديثاً منها من غير تكرار، ويصل عدد الأحاديث مع تكرارها في الأبواب المختلفة إلى سبعة آلاف وثلاثمئة وخمسة وتسعين حديثاً، إضافةً إلى عشرة أحاديث ذكرها في مقدمة كتابه.[١٤]

قام الإمام مسلم بترتيب الأحاديث التي انتقاها على شكل أبواب حتى يجعلها سهلة البحث والتناول، وسهَّل لطلاب العلم النظر في الأحاديث ذات الوجوه المتعدّدة، وقام ببيان أسانيدها ومتونها بأن جعل لكل حديثٍ موضعاً واحداً جمع فيه طرق الحديث وأسانيده المتعددة وألفاظه المختلفة، وقد تلقّت الأمة هذا الكتاب بالقبول، وقرنته بصحيح البخاري، واعتبروا أحاديث البخاري أفضل من حيث الصحة، وصحيح مسلم أفضل لطلاب العلم من حيث السهولة واليسر،[١٤] وقد سمّى كتابه بالصحيح لأنه لم يحتوي إلا على الأحاديث الصحيحة، واستثنى غيرها من الحسن أو الضعيف، والحديث الصحيح هو ما رواه عدلٌ* ضابطٌ* عن مثله إلى منتهاه من غير شذوذٍ ولا علّةٍ*،[١٥] وقد ظهر اهتمام العلماء بصحيح مسلم بأشكال عدّة منها:[١٤]

سِمات صحيح مسلم

من الطبيعيّ أن كتاباً كصحيح الإمام مسلم قد امتاز بأمورٍ عديدةٍ جعلته ينتشر في الآفاق وعبر العصور، منها:[١٩]

وفاة الإمام مسلم

كانت قصّة وفاة الإمام مسلم غريبة ودالة على مدى اهتمامه بالعلم، فيذكر في وفاته وسببها ما يأتي:

____________________________________________

الهامش

المراجع

  1. ^ أ ب يحيى بن شرف النووي، تهذيب الأسماء واللغات، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 90، جزء 2.
  2. ↑ "الإمام مسلم"، طريق الإسلام، 6-1-2017، اطّلع عليه بتاريخ 29-11-2019. بتصرّف.
  3. ↑ مشهور سلمان (1994 م)، الإمام مسلم بن الحجاج صاحب المسند الصحيح ومحدث الإسلام الكبير (الطبعة الطبعة الأولى)، دمشق: دار القلم، صفحة 13-17.
  4. ↑ مشهور سلمان (1994 م)، الإمام مسلم بن الحجاج صاحب المسند الصحيح ومحدث الإسلام الكبير (الطبعة الطبعة الأولى)، دمشق: دار القلم، صفحة 19-21. بتصرّف.
  5. ↑ مشهور سلمان (1994 م)، الإمام مسلم بن الحجاج صاحب المسند الصحيح ومحدِّث الإسلام الكبير (الطبعة الطبعة الأولى)، دمشق: دار القلم، صفحة 22-24.بتصرّف.
  6. ↑ مشهور حسن (1994 م)، الإمام مسلم بن الحجاج صاحب المسند الصحيح ومحدث الإسلام الكبير (الطبعة الطبعة الأولى)، دمشق: دار القلم، صفحة 26-29. بتصرّف.
  7. ↑ شمس الدين الذهبي (2001 م)، سير أعلام النبلاء ، بيروت: مؤسسة الرسالة، صفحة 558، جزء 12. بتصرّف.
  8. ↑ شمس الدين بن خلكان (1994 م)، وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان (الطبعة الطبعة الأولى)، بيروت: دار صادر، صفحة 194، جزء 5. بتصرّف.
  9. ↑ "الإمام مسلم"، www.ar.islamway.net، 6-1-2019، اطّلع عليه بتاريخ 1-12-2019. بتصرّف.
  10. ↑ شمس الدين ابن خلكان (1994 م)، وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان (الطبعة الطبعة الأولى)، بيروت: دار صادر، صفحة 194-195، جزء 5. بتصرّف.
  11. ↑ مسلم بن الحجاج (1982)، التمييز (الطبعة 2)، السعودية: وزارة المعارف السعودية، صفحة 153.
  12. ↑ مسلم بن الحجاج (1988)، المنفردات والوحدان (الطبعة 1)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 5.
  13. ↑ "الإمام مسلم"، طريق الإسلام، 6-1-2017، اطّلع عليه بتاريخ 29-11-2019. بتصرّف.
  14. ^ أ ب ت أحمد تمام، "الإمام مسلم وصحيحه رحلة مع الخلود"، إسلام أون لاين، اطّلع عليه بتاريخ 29-11-2019. بتصرّف.
  15. ↑ جلال الدين السيوطي (1996)، تدريب الراوى فى شرح تقريب النواوى (الطبعة 1)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 27، جزء 1.
  16. ↑ عمرو عبد المنعم سليم (2000)، تيسير علوم الحديث للمبتدئين (الطبعة 4)، القاهرة: الفاروق الحديثة للطباعة والنشر، صفحة 24.
  17. ↑ محمد محمد أبو زهو، الحديث والمحدثون، القاهرة : دار الفكر العربي، صفحة 408.
  18. ↑ عبد المحسن العباد (1970)، الإمام مسلم وصحيحه (الطبعة 3)، المدينة المنورة: الجامعة الإسلامية، المدينة المنورة، صفحة 45.
  19. ↑ يحيى اليحيى (14-12-2008 م)، "الإمامان البخاري ومسلم "، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 29-11-2019. بتصرّف.
  20. ↑ مشهور سلمان (1994 م)، الإمام مسلم بن الحجاج صاحب المسند الصحيح (الطبعة الطبعة الأولى)، دمشق: دار القلم، صفحة 29. بتصرّف.
  21. ↑ مشهور سلمان (1994 م)، الإمام مسلم بن الحجاج صاحب المسند الصحيح (الطبعة الطبعة الأولى)، دمشق: دار القلم، صفحة 26. بتصرّف.
  22. ↑ "تعريف و معنى أمرد في معجم المعاني الجامع"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 5-12-2019. بتصرّف.
  23. ^ أ ب ت ث محمد صديق المنشاوي، قاموس مصطلحات الحديث النبوي، مصر: دار الفضيلة، صفحة 68-80.
  24. ↑ الزركلي ( 2002 )، الأعلام (الطبعة 5)، بيروت لبنان : دار العلم للملايين، صفحة 333، جزء 6.