الفرق بين الحمد والشكر طب 21 الشاملة

الفرق بين الحمد والشكر طب 21 الشاملة

الحمد والشكر

نعم الله سبحانه على عباده كثيرةٌ ومتنوعةٌ؛ منها نعمٌ مادية، وهي جميع ما خلق الله للإنسان، ومنها نعم روحيةٌ، وهي الدين الذي أرسله الله سبحانه لإسعاد العباد في الدنيا والآخرة، وهذه من أجَلّ النعم وأعظمها وأكملها، فيحمد العبد الله سبحانه ويشكره على جميع نعمه التي أنعمها عليه، المادية والروحية منها، حمداً كثيراً طيّباً مباركاً.[١]

مفهوم الحمد

الحمد في اللغة

من مصدر حَمِد، والحمد ضد الذم، ومن هذا يقال المحمدة خلاف المَذمّة. وقد كثُرت مُشتقّات لفظ الحمد التي ارتبط أكثر وجودها بحمد الله عزّ وجلّ خاصّةً، مثل: التحميد؛ وهو أبلغ من الحمد، والمقصود به حمد الله سبحانه مرّةً بعد مرّةً. ومنها نقول: رجلٌ حُمَدَة، وحمّاد ومُحمّد، أي أنّه يحمد الله مرّةً بعد أُخرى، أو هو كثير الحمد. و(محمد): هو من كثُرت وتَعدّدت خصاله المحمودة. و(أَحمد): أي صار أمره إلى الحمدِ، أو قام بفعلِ ما يُحمد عليه.

قيل في المثل: والعَوْدُ أحمدُ، بمعنى أكثر حمداً؛ لأنّ الإنسان غالباً لا يرجع إلى شيء إلا بعد أن يعرف خيرته، أي الابتداء محمود والعود ألزم وأحقّ بأن يحمدوه. يُقال: فلانٌ محمود إذا حُمِد، والحَمْدلة هي كناية عن قول (الحمد لله)، وقول القائل: (الحمد لله) بمعنى الثناء على الله سبحانه بصفاته الذاتيّة الكاملة، الخالية من النقص، وبنعمه سبحانه الكثيرة التي لا تعدّ ولاتحصى. والحميد هو الله سبحانه، وهو من صفاته العليا اسم من أسمائه الحسنى، أي بمعنى المحمود على كلّ حال.

الحمد في الاصطلاح

ثناء العبد باللسان على الجميل الاختياري. فيُقال: حمدتُ الرّجل، أي بمعنى: أثنيتُ عليه بفعلٍ جميلٍ قام به اختياره.[٢]

مفهوم الشكر

لشكر لغةً

الاعتراف بالإحسان، يُقال: شكرت الله وشكرت لله وشكرت نعمة الله، فالشكر لغةً ظهور أثر الغذاء في جسم الحيوان، ويُقال الشكور من الدواب الذي يكفيه العلف القليل، أو هو الذي يسمن من العلف القليل. والشكر عكس الكفر؛ فهو الثناء على الُمحسن بما أعطاه من معروف. يُقال: اشتكر الضرع بمعنى امتلأ الضرع لبناً. والشكر الزيادة والنماء.

الشكر في الاصطلاح

ظهور أثر النعم الربانيّة على العبد في القلب إيماناً، وفي اللسان حمداً وثناءً، وفي الجوارح عبادةً وطاعةً.[٣]

والشكر يكون على ثلاث منازل:

قال الله سبحانه وتعالى: (اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا).[٦] وفي الحديث: (قام النبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- حتى تورَّمَتْ قدَماه، فقيل له: غفَر اللهُ لك ما تقدَّم من ذَنْبِك وما تأخَّر، قال: أفلا أكونُ عبدًا شَكورًا).[٧]

الفرق بين الحمد والشكر

اختلف العلماء في الحمد والشكر؛ هل تُعتبر ألفاظاً مُتباينةً أم مُترادفةً، أم بين اللفظين عموم وخصوص؛ فالذين قالوا بالتّباين نظروا إلى انفراد كل لفظٍ منها في المعنى، ومن قال بالترادف نظر إلى جهة اتّحادها وإمكانيّة استعمال كل واحد من اللفظين في مكان الآخر، وأما الذين قالوا باجتماعها وافتراقها بين الخصوص والعموم فقد نظروا إلى الأمرين السابقين معاً. وهذا هو ما عليه الأكثر في الاستعمال.

والفرق بين الحمد والشكر يحتاج إلى بيانٍ وتفصيل، وخلاصة ما قيل فيه ما يأتي:

فضل الحمد

وردت أحاديث كثيرة في فضل الحمد عن الرسول -عليه الصّلاة والسّلام-، منها:

فضل الشكر

ثبت فضل الشكر في الشريعة من أوجهٍ كثيرةٍ، منها:[١٥]

المراجع

  1. ↑ محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (1430 هـ - 2009 م)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، دمشق: بيت الأفكار الدولية، صفحة 530، جزء 5.
  2. ^ أ ب عماد بن زهير حافظ (1424هـ/2004م)، حمد الله ذاته الكريمه في آيات كتابه الحكيمة (الطبعة الأولى)، المدينة المنورة: الجامعة الإسلامية، صفحة 16، جزء 1. بتصرّف.
  3. ↑ علي بن نايف الشحود، موسوعة الرد على المذاهب الفكرية المعاصرة (الطبعة الأولى)،صفحة 30، جزء 45.
  4. ↑ سورة الضحى، آية: 11.
  5. ↑ أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي (1430 هـ)، التَّفْسِيرُ البَسِيْط (الطبعة الأولى)، المملكة العربية السعودية: عمادة البحث العلمي - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.، صفحة 1430 هـ، جزء 1.
  6. ↑ سورة سبأ، آية: 13.
  7. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن المغيرة بن شعبة، الصفحة أو الرقم: 4836، خلاصة حكم المحدث : صحيح.
  8. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 1، خلاصة حكم المحدث : صحيح.
  9. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن النعمان بن بشير، الصفحة أو الرقم: 1599، خلاصة حكم المحدث : صحيح.
  10. ↑ سليمان بن إبراهيم بن عبد الله اللاحم (1420 هـ - 1999 م)، اللباب في تفسير الاستعاذة والبسملة وفاتحة الكتاب (الطبعة الأولى)، الرياض - المملكة العربية السعودية: دار المسلم للنشر والتوزيع، صفحة 218، جزء 1.
  11. ↑ محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية (1416 هـ - 1996م)، مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين (الطبعة الثالثة)، بيروت: دار الكتاب العربي، صفحة 237، جزء 2.
  12. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6682، خلاصة حكم المحدث : صحيح.
  13. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي مالك الأشعري، الصفحة أو الرقم: 223، خلاصة حكم المحدث: صحيح.
  14. ↑ رواه الهيثمي، في مجمع الزوائد، عن أبي سعيد الخدري وأبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 10/90، خلاصة حكم المحدث : رجالهم رجال الصحيح‏‏.
  15. ↑ وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية - الكويت (1404 - 1427 هـ)، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الأولى)، مصر: مطابع دار الصفوة، صفحة 175، جزء 26.
  16. ↑ سورة الإسراء، آية: 3.
  17. ↑ سورة النحل، آية: 78.
  18. ↑ سورة آل عمران، آية: 145.
  19. ↑ سورة البقرة، آية: 158.