آثار الأنبياء طب 21 الشاملة

آثار الأنبياء طب 21 الشاملة

الأنبياء

الأنبياء هم النجوم التي تزيل الظلمة في كل زمانٍ ومكانٍ، وهُم مَن اختارهم الله عزّ وجلّ؛ لحمل رسالته للنّاس أجمعين، وشرح صدورهم، وإظهار الحق والخير لهم، فالعباد يرون النبي قدوةً لهم فيتّبعونه، ومن أبرز الصفات التي امتاز بها الأنبياء أنّهم أرحم خلق الله بعباده، وكان خاتم الرحمة محمدٌ -صلّى الله عليه وسلّم- الذي اختاره الله عزّ وجلّ؛ لحمل آخر الرسالات السماوية، حيث قالُ الله -عزّ وجلّ- في مُحكم آياته: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّـهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ)،[1] فالنبي -عليه الصلاة والسلام- كان رحيماً حتى في أشدّ اللحظات وأصعب الأوقات، فالأنبياء هُم من تجاوزت رحمتهم المدى، فلم يُعرف لهم مثيلٌ في الوجود، فقد كانت رحمتهم كبيرةً حتى شملت المُذنبين، فقد كانوا يُعاملونهم باللطف، ويُرشدونهم بالموعظة الحسنة، ويأخذوا بأيديهم إلى طريق الهداية، ومقياس حب المؤمن الصادق للأنبياء يكون باتّباع أثرهم، واجتناب كلّ ما اجتنبوه وأمروا الناس باجتنابه، وقد أرسل الله -عزّ وجلّ- الرسل والأنبياء للنّاس؛ حتى لا يكون لهم على الله حجّةٌ يوم القيامة، حيث يقول الله تعالى: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِّنَ الرُّسُلِ أَن تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِن بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللَّـهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)،[2] أي قد جاءكم النبي؛ ليُرشدكم إلى طريق الهداية، ويبيّن لهم الدين الذي ارتضاه الله -عزّ وجلّ- لعباده؛ وبذلك يتبيّن أنّه على قدر اتباع الإنسان لأمر الله -تعالى- يكون حظّه من الرضا، والسعادة، والاطمئنان.[3]

آثار الأنبياء

آثار الأنبياء -عليهم السلام- كثيرةٌ ومتعدّدةٌ، وتوجد في أماكن مختلفةٍ، وفيما يأتي بيان البعض منها:

صفات الأنبياء

أراد الله -عزّ وجلّ- أن يكون الأنبياء وحملة الرسالة من البشر؛ أي أن يكون الداعي من جنس المدعو، فالأنبياء والرسل لا يملكون صفاتٍ خارقةٍ أو قُدراتٍ مختلفةٍ عن قدرات باقي البشر، حيث يعتريهم ما يعتري الناس من المرض، و الجوع، والخوف، والحاجة، والنوم، ولا يعلمون من علم الغيب إلّا القدر الذي أراد الله -تَعالى- أن يُطلعهم عليه، ولا يملكون النفع أو الضرّ للناس، ولا حتى لأنفسهم، حيث جعلهم الله -تعالى- من أكمل الناس خُلُقاً، وإيماناً، وعِلماً؛ ليقتدي بهم الناس في خُلُقهم الحسن، وطاعتهم لله عزّ وجلّ، فالنبي إذا قال صدق، وإذا ابتُلي صبر، وإذا أصابه الخير شكر، وخصّ الله -عزّ وجلّ- أنبياءه ورسله بعدّة أمورٍ؛ منها: العصمة عن الخطأ في أمور الدين؛ فلا يقولون إلّا حقاً، وحرّم الله أن تُنكح زوجاتهم من بعدهم، كما إنّ رسالتهم واحدةٌ؛ وهي التوحيد ونفي الشريك عن الله -عزّ وجلّ- فلا معبودٌ بحقٍّ سوى الله، ومن كمال حكمة الله -تعالى- أن أرسلهم ليعلّموا الناس المنهج الذي يجب عليهم اتّباعه لنيل رضا الله تَعالى، حيث تحمّلوا ألواناً من الأذى والعذاب والسّخرية؛ في سبيل نشر التوحيد، فثبتهم الله حتى أوصلوا الرسالة وفازوا برضوان الله ومحبته، وعلى المؤمن أن يحرص على اتّباعهم في القول والفعل، للوصول الى طريق الهداية، ودخول جنات النعيم مع الأنبياء والمُرسلين في الآخرة، وعلى المؤمنين بالرسالات العمل على نشرها.[9]

المراجع

  1. ↑ سورة آل عمران، آية: 159.
  2. ↑ سورة المائدة، آية: 19.
  3. ↑ ماجد الصغير، "آثار صفة الرحمة"، saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-11-2018. بتصرّف.
  4. ↑ قيس الكلبي (11-9-2014)، "لم يتبق من قبور الأنبياء إلا قبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-11-2018. بتصرّف.
  5. ↑ سورة آل عمران، آية: 97.
  6. ↑ عبد الرحمن الدوسري (9-11-2010)، "مقام إبراهيم"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-11-2018. بتصرّف.
  7. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1339، صحيح.
  8. ↑ "مكان قبر موسى عليه السلام"، fatwa.islamweb.net، 5-12-2007، اطّلع عليه بتاريخ 11-11-2018. بتصرّف.
  9. ↑ محمد التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، الكويت: بيت الأفكار الدولية، صفحة 190-194، جزء 1. بتصرّف.