أهمية الأمانة طب 21 الشاملة

أهمية الأمانة طب 21 الشاملة

الأمانة

الأمانة خُلقٌ كريمٌ من الأخلالق التي حثّ عليها الإسلام وأمر بها عباده المؤمنين، فقد جاء في قول الله تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ)،[1] حيث وصف الله المؤمنين حين وصفهم بالفلاح والرشاد بأنّهم يحفظون أماناتهم ويوفون بعهدهم بها، فالأمانة تشمل كلّ ما يدخل في حياة المسلم من أمر دينه ودُنياه، فهي أداء الحقوق لأصحابها، والمحافظة عليها، والمسلم الأمين يؤدّي كلّ حقٍّ إلى صاحبه، سواء كان هذا الحقّ متعلّقاً بالعباد أو بالله أو بنفسه، فيؤدّي حقوق الله في العبادات، ويؤدي كل حق لصاحبه من العباد، ويحفظ جوارحه عن الوقوع في الحرام فيكون أميناً على نفسه، والأمانة خُلق عظيم من أخلاق الإسلام، وأصلٌ من أصول بنائه، حملها الإنسان بينما أبت السماوات والأرض أن يحملنها، وقد أمر الله عباده بأداء الأمانة، والأمانة صفةٌ من صفات أهل الرسالات، حيث كان كلّ رسولٍ يقول لقومه: (إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ)،[2] وما وُصف رسولنا الكريم إلّا بالصادق الأمين، حيث لازمه ذلك الوصف قبل الإسلام وبعده، وفي أشدّ أوقات عداوة قومه له، وقد جعل رسول الله -صلّى الله عليه عليه وسلّم- الأمانة علامةً على إيمان المرء، كما روى أنس بن مالك عن رسول الله، أنّه قال: (لا إيمانَ لمن لا أمانةَ لهُ، ولا دينَ لمنْ لا عهدَ لهُ)،[3] وجعل رسول الله نزعها من بين الناس علامةً على فساد الزمان واقتراب الساعة.[4]

فضل الأمانة

أمر الله تعالى بأداء الأمانات إلى أهلها؛ حيث قال في كتابه: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ۚ)،[5] ونهى عن الخيانة التي هي ضدّ الأمانة، وعلامة المنافق ودليل نقاقه وعصيانه لله، والأمانة من أوصاف المؤمنين الذين نالوا الفلاح في الدنيا والآخرة، ولمّا وصف الله تعالى الإنسان بالهلع وشدّة الجزع، استثنى من ذلك المصلّين الذين وصفهم الله بعد ذلك بمراعاة الأمانة وأدائها والحفاظ عليها، وعندما يكون كلّ واحدٍ من المسلمين في المجتمع حريصاً على أداء الأمانة؛ تتيسّر أمورهم، وتسير معاملاتهم وحاجاتهم، فالأمانة خلقٌ عظيمٌ يحظى صاحبها بالخلق الكريم، والاهتمام من الناس، فلا يقوى كلّ إنسان على حمل هذا الخُلق والاتّصاف به، فعن أبي ذر الغفاري -رضي الله عنه- أنّه قال: (قلتُ: يا رسولَ اللهِ، ألا تستعملُني؟ قال: فضرب بيدِه على منكبي، ثم قال: يا أبا ذرٍّ، إنّك ضعيفٌ، وإنّها أمانةٌ، وإنّها يومَ القيامةِ، خزيٌ وندامةٌ، إلا من أخذها بحقِّها وأدَّى الذي عليهِ فيها).[6][7]

صور الأمانة وأنواعها

للأمانة أنواعٌ وصورٌ ومجالاتٌ كثيرةٌ تندرج تحتها وتدخل من ضمنها، تتنوّع في أصولها ما بين أماناتٍ متعلّقةٍ بحقوق الله، وأماناتٍ متعلّقةٍ بحقوق العباد، ومن هذه الأنواع بشكلٍ مفصّلٍ:[8]

المراجع

  1. ↑ سورة المؤمنون، آية: 8.
  2. ↑ سورة الشعراء، آية: 107.
  3. ↑ رواه البغوي، في شرح السنة، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 1/100، حسن.
  4. ↑ بدر هميسه، "الإسلام وحفظ الأمانة"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-9-2018. بتصرّف.
  5. ↑ سورة النساء، آية: 58.
  6. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم: 1825، صحيح.
  7. ↑ أحمد أبوعيد (18-1-2016)، "خطبة عن فضل الأمانة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-9-2018. بتصرّف.
  8. ↑ "صور الأمَانَة"، dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-9-2018. بتصرّف.