أهمية السيرة النبوية طب 21 الشاملة

أهمية السيرة النبوية طب 21 الشاملة

السيرة النبوية

أولى المسلمون السيرة النبوية اهتماماً كبيراً، وحرصوا على معرفة كلّ صغيرةٍ وكبيرةٍ في حياة النبي عليه الصلاة والسلام، ويرجع السبب في ذلك إلى حبّهم الشديد لشخص رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وتعلّقهم به، وقد كان الصحابة -رضي الله عنهم- يرون ما شهدوه وعايشوه من الغزوات والمعارك، وينقولنها بكلّ فخرٍ واعتزازٍ إلى التابعين، الذين قاموا بنقلها إلى رجال التدوين، فحفظوها بكلّ تفاصيلها، ونقلوها للأجيال اللاحقة، وفي الحقيقة أنّ السيرة النبوية كانت في البدايات تُروى من قبل الصحابة رضي الله عنهم، كجزءٍ من الحديث النبوي الشريف، ولم تكن تخلو كتب الحديث النبوي الشريف من سيرته، ومغازيه، ومناقبه، وخصائصه، وعلى الرغم من انفصال علم السيرة النبوية عن علم الحديث، حيث أصبح للسيرة علماؤها ومألفوها، إلّا أنّ كتب الحديث بقيت تشمل مغازي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ومناقبه، ومناقب أصحابه رضي الله عنهم، ومثال ذلك: صحيح مسلم، وصحيح البخاري، فقد شغلت السيرة عُشر صحيح البخاري، ولا بُدّ من الإشارة أنّ المؤلفين الأوائل كانوا حريصين في نقل السيرة، والتحقّق من سندها، كما كان يفعل علماء الحديث النبوي، ولكنّ الجيل الثاني من المؤلفين أمثال: ابن إسحاق، وابن شهاب الزهري، وعاصم بن عمر بن قتادة كانوا يهتمون بالجمع والتبويب، من غير نقدٍ ولا تمحيصٍ، ممّا أتاح فرصة لوجود بعض الروايات الضعيفة في مؤلفاتهم، ثمّ جاء بعدهم الجيل الثالث، وعلى رأسه ابن هشام حيث تشعّب هذا الجيل إلى قسمين، قسم اعتنى بشرح كتب الأوّلين، والتعليق عليها، أمّا القسم الآخر فذهبوا إلى تأليف كتبٍ جديدةٍ تفتقد صفة الأمانة والأصالة.[1]

أهميّة السيرة النبويّة

من البديهيّ أن تهتم كلّ أمةٍ بتاريخ قادتها وعظمائها، لما في ذلك من حفظ لتاريخها، ودعماً لأصالتها، ويشمل ذلك أمة الإسلام حيث إنّ دراسة تاريخ الإسلام ونقله يوضّح للأجيال المعاصرة ما كان عليه سلفهم من الخير والهدى، حيث اهتم علماء غير المسلمين بسيرة المصطفى صلّى الله عليه وسلّم، ولا بُدّ من الإشارة إلى أنّ دراسة سيرة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لها عظيم الأهمية، وقد أدرك سلف هذه الأمة أهمية السيرة، لما فهموا قول الله تعالى: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً)،[2] فكانوا يحفظونها كما يحفظون القرآن الكريم، ويتوارثون تعليمها جيلاً بعد جيلٍ، مصداقاً لقول الحسين بن علي رضي الله عنه: (كنا نعلم مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم كما نعلم السورة من القرآن الكريم)، وممّا يدلّ على عظم مكانة السيرة النبوية قول الزهري: (علم المغازي والسرايا علم الدنيا والآخرة)، بالإضافة إلى ما رواه إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، حيث قال: (كان أبي يُعلّمنا المغازي، ويعدها علينا، ويقول:هذه مآثر آبائكم فلا تضيعوها)، وتُعزى أهمية السيرة النبوية إلى عدّة عواملٍ، ومنها:[3]

خصائص السيرة النبوية

تميّزت كتابة السيرة النبوية بعددٍ من الخصائص، ومنها:[5]

المراجع

  1. ↑ "السيرة النبوية"، islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 13-10-2018. بتصرّف.
  2. ↑ سورة الأحزاب، آية: 21.
  3. ↑ "أهمية دراسة السيرة النبوية"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 13-10-2018. بتصرّف.
  4. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن خباب بن الأرت، الصفحة أو الرقم: 6943، صحيح.
  5. ↑ "أهمية دراسة السيرة النبوية ومعرفتها"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 13-10-2018. بتصرّف.