تتمايز الحيوانات بالعديد من الصفات والقدرات فيما بينها؛ كقدرتها على التكيّف مع الظروف البيئيّة، وطريقة تكاثرها، بالإضافة إلى قدرتها على الصيد، وطُرق حصولها على غذائها كذلك، ناهيك عن طبيعة الذاكرة لديها، وفي هذا المقال سوف نتعرّف على أضعف الحيوانات ذاكرةً، ثمّ سوف نتطرّق إلى الحديث عن أقوى الحيوانات ذاكرة.
إنّ ذاكرة الأسماك قصيرة المدى، لا تتعدى غالباً الثلاثة أشهر، وفي بعض المرات قد تصل إلى ستة أشهر، وقد بيّنت دراسةٌ كنديةٌ أجراها عالم الأعصاب تريفور هاملتون، أنّ بعض الأسماك كأسماك الزينة قد تتذكّر مكان غذائها لفترةٍ جيّدة، في حين لا يملك بعضها الآخر القدرة على تذكر ذلك بعد مرور ثوان، وهذا ما يُضيع الفرصة على حيوانات الأسماك عموماً، لتطوير حياتها وظروف معيشتها، بناءً على استفادتها من التجارب الماضية التي تمرّ بها.
كما بيّنت الدراسة الكنديةٌ ذاتها التي أجراها عالم الأعصاب تريفور هاملتون أنّ السمك البلطي يملك ذاكرةً أقوى، بالمقارنة مع الأسماك الأُخرى، حيثُ تمّ إدخاله خلال إحدى التجارب إلى حوض الأسماك؛ لتدريبه على كيفية الحصول على طعام، وبعد تركه لمدةٍ تزيد عن عشرة أيام دون تلقي أيّ تدريب، تم إدخاله مرةً أُخرى للحوض، ولوحظ توجهه لمكان الطعام دون تعليمات، ما يُشير إلى تذكّره له بعد أيامٍ على مفارقته، وقد أكّدت الدراسة أنّ هناك بعض الأنواع من السمك لا سيما المُفترسة أو التي تتصف بالعدوانية، تمتلك القدرة على تطوير مستويات الذاكرة لديها لمدّةٍ مُعينة، لكن ذلك لا يعني أنّ الأسماك عموماً لديها ذاكرةً قويّة، بالمقارنة مع الحيوانات الأُخرى.