أنواع الحج طب 21 الشاملة

أنواع الحج طب 21 الشاملة

الحج

قال تعالى: (وَلِلهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً)،[١] حيث تبيّن هذه الآية الكريمة فرضاً من الفروض التي أمر الله تعالى عباده الالتزام بها، بشرط الاستطاعة. يُعرف الحج بأنّه القصد، ثمّ غلب في الاستعمال الشّرعي والعرفيّ على حجّ بيت الله تعالى وإتيانه، فلا يُفهم عند الإطلاق إلا هذا النّوع الخاصّ من القصد؛ لأنّه هو المشروع الموجود كثيراً، وقيل: كثرة القصد إلى من يُعظَّم. وأمّا الحج شرعاً فهو القصد لبيت الله تعالى بصفةٍ مخصوصةٍ، في وقتٍ مخصوصٍ، بشرائطَ مخصوصةٍ.[٢]

أنواع الحج

والحجّ أنواع يمكن تفصيلها كما يأتي:[٣]

التمتّع

وصفة التمتّع أن يُحرم الإنسان بالعمرة وحدها من الميقات في أشهر الحج، حيث يقول عند نيّة الدّخول في الإحرام: (لبّيك عمرةً)، ثمّ يؤدّي كلّ مناسك العمرة من طواف، وسعي، وحلق أو تقصير، وبذلك يحلّ له كلّ شيء حُرِّم عليه بالإحرام، ثمّ يبقى في مكّة وقد حلّ إحرامه إلى اليوم الثّامن من ذي الحجّة، وهذا هو يوم التّروية، حتّى إذا كان يوم الثّامن أحرم بالحجّ وحده، ثمّ أتى بجميع أعماله وواجباته.

القِران

وصفة القِران أن يُحرِم الإنسان بالعمرة والحجّ معاً، حيث يقول: (لبّيك عمرةً وحجّاً)، أو أن يُحرِم بالعمرة من الميقات، ثمّ يُدخِل عليها الحجّ قبل أن يبدأ في الطّواف، ولمّا يصل إلى مكّة فإنّه يطوف طواف القدوم، وإذا أراد أن يُقدّم سعي الحجّ فإنّه يسعى بين الصّفا والمروة، وإلا فإنّه يؤخّره إلى ما بعد طواف الإفاضة، ولا يجوز له أن يحلق أو يُقصِّر، أو يحلّ من إحرامه، بل إنّه يبقى مُحرماً حتّى يحلّ منه في يوم النّحر. وعلى كلٍّ من المُتمتّع والقارن هدي في حال لم يكونا من حاضري المسجد الحرام، وذلك كشكر لله سبحانه وتعالى أن يسّر لهما أن يؤدِّياً نُسكَين في سفر واحد.

الإفراد

وصفة الإفراد أن يُحرِم الإنسان بالحجّ وحده، حيث يقول: (لبّيك حجّاً)، ولمّا يصل إلى مكّة فإنّه يطوف طواف القدوم، ويسعى للحجّ إن أراد ذلك، أو يؤخّره إلى ما بعد طواف الإفاضة مثل القارن، ويستمرّ على إحرامه حتّى يحلّ منه في يوم العيد. وبهذا يتّضح أنّ أعمال كلّ من المفرد والقارن سواء، ولكن على القارن أن يُقدّم الهدي لحصول النّسكين له، وذلك بخلاف المُفرد، حيث إنّه لا يلزمه الهدي؛ لأنّه لم يَقُم إلا بنُسك واحد، وهو الحجّ.

وقد أجمع العلاماء على أنّه يجوز الإحرام بأيّ شكل من أشكال هذه النُّسُك الثّلاثة، وذلك لقول عائشة رضي الله عنها : (خرجنا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عامَ حجَّةِ الوداعِ فمنَّا من أهلَّ بعمرةٍ ومنَّا من أهلَّ بحجٍّ وعمرةٍ ومنَّا من أهلَّ بالحجِّ وحدَه، وأهلَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بالحجِّ، فأمَّا من أهلَّ بعُمرةٍ فحلَّ، وأمَّا من أهلَّ بالحجِّ أو جمع الحجَّ والعمرةَ فلم يحِلُّوا حتَّى كان يومُ النَّحرِ)[٤].

أفضل أنواع الحج

إنّ للحاج حرّية أن يُحرم بأيّ نوع من أنواع النُّسُك، فأمّا المالكيّة فرأوا أنّ الأفضل من بينها هو الإفراد، وهذا هو الظّاهر من مذهب الشّافعية أيضاً كما جاء في المغني، وأمّا الحنابلة فذهبوا إلى أنّ أفضلها هو التّمتع، وأمّا عن الحنفيّة فالقِران أفضلها. ويجوز للمحرم أن يحرم إحراماً مُطلَقاً، وإذا أحرم إحراماً مُطلقاً فإنّ له أن يؤدّي أيّ نُسُك من الثّلاثة شاء، قال في المغني: (فإن أطلق الإحرام فنوى الإحرام بنسك، ولم يعيّن لا حجّاً ولا عمرةً، صحّ وصار مُحرماً، لأنّ الإحرام يصحّ مع الإبهام).[٥]

أركان الحج

للحجّ أركان لا يتمّ إلا بها، وهي على النّحو الآتي:[٢]

واجبات الحج

إنّ من واجبات الحجّ ما يأتي:[٣]

سنن الحج

إنّ من أهمّ سنن الحجّ ما يأتي:[٢١]

المراجع

  1. ↑ سورة آل عمران، آية: 97.
  2. ^ أ ب د. سعيد بن على بن وهف القحطاني، مناسك الحج والعمرة في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة - مفهوم، وفضائل، ومنافع، وفوائد، وشروط، وأركان، وواجبات، وآداب، ومسائل، وحِكَمٌ، وأحكامٌ، صفحة 306-317. بتصرّف.
  3. ^ أ ب "أنواع النسك"، islamweb. بتصرّف.
  4. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1211.
  5. ↑ "الحج على المذاهب الأربعة"، islamweb. بتصرّف.
  6. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عمر بن الخطّاب، الصفحة أو الرقم: 1.
  7. ↑ عبدالمحسن بن حمد العبّاد البدر، تصبير الناسك بأحكام المناسك على ضوء الكتاب والسنة والمأثور عن الصّحابة، صفحة 28-29.
  8. ^ أ ب سورة البقرة، آية: 198.
  9. ↑ رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن عبدالرحمن بن يعمر الديلي، الصفحة أو الرقم: 2459.
  10. ↑ سورة الحج، آية: 29.
  11. ↑ رواه ابن عبد البر، في التمهيد، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 17/308.
  12. ↑ رواه عبد الله بن البر، في التمهيد، عن حبيبة بنت أبي تجراة، الصفحة أو الرقم: 2/101.
  13. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1277.
  14. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عبّاس، الصفحة أو الرقم: 1526 .
  15. ^ أ ب رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 1297 .
  16. ^ أ ب سورة البقرة، آية: 203.
  17. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 1745 .
  18. ↑ سورة البقرة، آية: 196.
  19. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 1227.
  20. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عبّاس، الصفحة أو الرقم: 1327.
  21. ↑ وزارة الأوقاف والشّؤون الإسلامية، الموسوعة الفقهية الكويتيّة، صفحة 62-67، جزء 17. بتصرّف.