أنواع الصدقة الجارية للميت طب 21 الشاملة

أنواع الصدقة الجارية للميت طب 21 الشاملة

الصدقة الجارية ومشروعيتها

الصدقة الجارية: هي الصدقة التي حُبِسَ أصلُها، وأُجريَ نفعها، مثل: حفر بئر، وقف بيت، بناء مسجد، ونحو ذلك من أعمال الخير، وهي من الأمور التي لا خلاف في وصول ثوابها للميت، سواء كانت من سعيه، أو من سعي غيره، لأن الأصل في الأعمال أن يكون ثوابها لفاعِلِها، أمّا إهداء الثواب للغير، أو الإنابة عن الغير سواء كان حيّاً أو ميّتاً، فالحكم بصحّته يحتاج إلى دليلٍ شرعيّ، ودليل وصول ثواب الصدقة الجارية للميت قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عنْه عَمَلُهُ إِلَّا مِن ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِن صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو له).[1][2]

أنواع الصدقات الجارية للميت

إن الله -سبحانه وتعالى- أمر بالصدقة، وحثّ عليها، ومن ذلك قوله تعالى في كتابه الحكيم: (الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)،[3] ومن أنواع الصدقات الصدقة عن الميت، وهي من الأمور التي يصل ثوابها له سواء كان قريباً أو صديقاً، ويعتبر هذا استثناء من قاعدة (أنه ليس للإنسان إلا ما سعى)، لأن هناك أمور مُستثناة من هذه القاعدة وهي: الصدقة عن الميت، والحج والعمره عنه، وقضاء نذره ودينه، وقضاء صومه، وأداء الكفّارات عنه، والدعاء له، وإشراكه في الأضحية،[4] أما بالنسبة لأنواع الصدقة الجارية التي تصل إلى الميت فقد ثبتت في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (سبعٌ يجري للعبدِ أجرُهنَّ وهو في قبرِه بعد موتِه: من علَّم علمًا؛ أو كرى نهرًا، أو حفر بئرًا، أو غرس نخلًا، أو بنى مسجدًا، أو ورَّث مصحفًا، أو ترك ولدًا يستغفرُ له بعد موتِه)،[5] وبيانها فيما يأتي:[6]

أفضل ما يهدى للميت

بيّن العالم ابن القيم -رحمه الله- أفضل ما يمكن أن يُهدى للميت فقال: "قيل الأفضل ما كان أنفع في أنفسه، فالعتق عنه، والصدقة أفضل من الصيام عنه، وأفضل الصدقة ما صادفت حاجة من المتصدق عليه، وكانت دائمة مستمرة، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: (أفضلُ الصدَقةِ سَقْيُ الماءِ)،[10] وهذا في موضع يقل فيه الماء، ويكثر فيه العطش، وإلا فسقي الماء على الأنهار، والقنى، لا يكون أفضل من إطعام الطعام عند الحاجة، وكذلك الدعاء، والاستغفار له إذا كان بصدق من الداعي، وإخلاص، وتضرع، فهو في موضعه أفضل من الصدقة عنه، كالصلاة على الجنازة، والوقوف للدعاء على قبره"، وبشكل عام فإن أفضل ما يُهدى للميت: الحج عنه، والعتق، والصدقة، والاستغفار، والدعاء له.[11]

المراجع

  1. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 1631، صحيح.
  2. ↑ د. أحمد نجيب، "انتفاع الأموات بسعي الأحياء"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 5-5-2019. بتصرّف.
  3. ↑ سورة البقرة، آية: 274.
  4. ↑ "صدقة نقية من نفس تقية"، www.almunajjid.com، اطّلع عليه بتاريخ 5-5-2019. بتصرّف.
  5. ↑ رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 2600، حسن لغيره.
  6. ↑ عبد الرزاق البدر (20-9-2010)، "أعمال عشرة يجري ثوابها على العبد بعد موته"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 5-5-2019. بتصرّف.
  7. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن سلمان الفارسي، الصفحة أو الرقم: 1913، صحيح.
  8. ^ أ ب "حكم الصدقة على المسجد بالمصاحف والفرش"، www.binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 5-5-2019. بتصرّف.
  9. ↑ "ما هي الصدقة الجارية؟ وما الذي يصل الميت من أعمال الحي؟"، www.islamqa.info، 2009-12-21، اطّلع عليه بتاريخ 5-5-2019. بتصرّف.
  10. ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن سعد بن عبادة وابن عباس، الصفحة أو الرقم: 1113، حسن.
  11. ↑ سيد سابق (1977)، فقه السنة (الطبعة الثالثة)، بيروت-لبنان: دار الكتاب العربي، صفحة 570. بتصرّف.