ما هي هرمونات الغدة الكظرية طب 21 الشاملة

ما هي هرمونات الغدة الكظرية طب 21 الشاملة

الغدة الكظرية

تُعدّ الغدة الكظرية، أو الغدة فوق الكلوية، أو الكُظْر (بالإنجليزية: Adrenal gland) جزءاً من جهاز الغدد الصمّاء المسؤول عن إفراز الهرمونات في الجسم، وحقيقةً توجد في جسم الإنسان غدتان كظريتان، وتقع إحداهما فوق الكلية اليمنى بينما تقع الأخرى فوق الكلية اليسرى، وإنّ طول الغدة الكظرية الواحدة يُقدّر في الغالب بما يُقارب 7.5 سم، بينما يصل ارتفاعها في العادة إلى ما يُقارب 4 سم، وأمّا بالنسبة لشكل هذه الغدة فهو يُشبه المثلث، ويجدر بيان أنّ كل غدة كظرية تتكون من جزأين رئيسيين؛ أمّا الجزء الأول وهو الخارجي فيُعرف بقشرة الغدة الكظرية (بالإنجليزية: Adrenal cortex)، وأمّا الجزء الثاني فهو الداخليّ ويُعرف بنخاع الغدة الكظرية (بالإنجليزية: Adrenal Medulla)،[1] وفي هذا السياق لا بُدّ من الإشارة إلى أنّ الغدة الكظرية كباقي الغدد تُفرز مجموعة من الهرمونات، ويُمثل الهرمون مادة مسؤولة عن تنظيم وظائف محددة في الجسم، وقد تتمثل هذه الوظائف بعمليات الأيض، أو النمو، أو التكاثر، أو غير ذلك.[2]

هرمونات الغدة الكظرية

يجدر توضيح أنّ كلّ جزء من أجزاء الغدة الكظرية مسؤول عن إفراز مجموعة من الهرمونات الخاصة، بمعنى أنّ قشرة الغدة الكظرية مسؤولة عن إفراز هرمونات تختلف عن تلك التي يُفرزها نخاع الغدة الكظرية، وبشكل عام يمكن القول إنّ هرمونات قشرة الغدة الكظرية مهمة لحياة الإنسان بشكلٍ أكبر مُقارنة بهرمونات نخاع الغدة الكظرية؛[1] ولذلك فإنّ إزالة نخاع الغدة الكظرية قد تتمّ دون أي آثار تهدد حياة الإنسان.[3]

هرمونات قشرة الغدة الكظرية

تُمثل قشرة الغدة الكظرية الجزء الخارجيّ من الغدة الكظرية كما وضّحنا سابقاً، والهرمونات التي تُفرزها عديدة، وبالنسبة لهرمونات الغدة الكظرية فيمكن بيانها بشيءٍ من التفصيل كما يأتي:[2]

يلعب هرمون الألدوستيرون (بالإنجليزية: Aldosterone) دوراً رئيسياً في تنظيم ضغط الدم في الجسم، إذ ُيحفز هذا الهرمون الكلى لإعادة امتصاص الصوديوم إلى مجرى الدم وطرح البوتاسيوم خارج الجسم، ويجدر العلم أنّ إعادة امتصاص الصوديوم لا تتم بمعزل عن الماء، بمعنى آخر أنّ هذا الهرمون يُحفز إعادة امتصاص الماء إلى جانب تحفيزه إعادة امتصاص الصوديوم، وهذا ما يُسفر عن زيادة حجم الدم، وبالتالي رفع ضغط الدم، وأمّا بالنسبة لما يُحفّز عمل هذا الهرمون فهو حدوث نقص في التروية الدموية إلى الكليتين، وهذا ما يحدث عندما يحصل نقص في مستوى الدم في الجسم؛ إمّا بسبب فقده إثر نزيف أو أيّ عامل آخر، وإنّ نقص التروية إلى الكليتين يُحفّز الهرمون الذي يُعرف باسم الرينين (بالإنجليزية: Renin)، والذي بدوره يُحفّز سلسلة من التفاعلات الكيميائية التي تُسفر في نهاية المطاف عن إنتاج الإنزيم المعروف بالأنجيوتنسين 2 (بالإنجليزية: Angiotensin II)، ويُعتبر هذا الإنزيم هو المُحفّز المباشر لإنتاج هرمون الألدوستيرون، وقد يحدث اختلال في مستويات هرمون الألدوستيرون، ويُمكن بيان ذلك على النحو الآتي:[4]

يُعتبر الكورتيزول (بالإنجليزية: Cortisol) الهرمون الرئيسي المسؤول عن ردة فعل الجسم على التوتر الذي قد يتعرض له، وتتمثل وظائفه أيضاً بالتحكم بعمليات أيض الكربوهيدرات، والبروتينات، والدهون، هذا بالإضافة إلى دوره في تثبيط الالتهابات في الجسم، وتنظيم ضغط الدم، ورفع مستوى السكر في الجسم، والتحكم في دورة الاستيقاظ والنوم، فضلاً عن دوره في تعزيز طاقة الجسم، ممّا يُمكّن جسم الإنسان من السيطرة على التوتر والتحكم فيه على الوجه المطلوب، ويجدر بيان أنّ التحكّم بإنتاج هرمون الكورتيزول يتمّ عن طريق الدماغ؛ تحديداً الغدة النخامية ومنطقة تحت المهاد من الدماغ، وهما المسؤولتان عن التحسس لمستوى هرمون الكورتيزول في الدم، وبالتالي إعطاء الإشارات للغدة الكظرية لإفراز هرمون الكورتيزول أو التوقف عن ذلك، وتجدر الإشارة إلى أنّ مستوى هرمون الكورتيزول الذي يحتاجه الجسم يختلف من يومٍ إلى آخر، فمثلاً يرتفع مستوى هرمون الكورتيزول بصورة واضحة عند تعرض الجسم للتوتر، ثمّ سرعان ما ينخفض عند زوال مُسبب التوتر، ويجدر استحضار أنّ مستوى الكورتيزول قد يكون لسبب أو مشكلة صحية ما أعلى أو أقل من المستوى الطبيعيّ، ويُمكن بيان ذلك على النحو الآتي:[6]

على الرغم من اعتبار الجهاز التناسلي الجزء المسؤول عن إنتاج هرمونات الأندروجين (بالإنجليزية: Androgen) في الجسم، إلا أنّ جزءاً من هذه الهرمونات يتم إنتاجه من قِبل قشرة الغدة الكظرية كذلك، وحقيقةً يندرج تحت اسم الأندروجينات عدد من الهرمونات، ألا وهي: التستوستيرون (بالإنجليزية: Testosterone)، والأندروستينيديون (بالإنجليزية: Androstenedione)، والديهيدرو إيبي أندروستيرون (بالإنجليزية: Dehydroepiandrosterone)، والأندروستينيديول (بالإنجليزية: Androstenediol)، والديهدروتستوستيرون (بالإنجليزية: Dihydrotestosterone)، وإنّ الأندروجينات تُعتبر هرمونات ذكرية بصورة رئيسية، ومع ذلك فهي توجد لدى النساء أيضاً، وتكمن أهميتها للمرأة والرجل في تحفيز نمو شعر الجسم لديهم، وتعزيز الرغبة الجنسية، ونمو العضلات، وتقوية العظام، بالإضافة إلى دورها في الصحة العقلية والنفسية، وحقيقةً يمكن أن يتعرض الإنسان خلال حياته إلى ارتفاع مستوى الأندروجينات عن الحد الطبيعي أو انخفاضه، وإنّ حدوث هذا التغير في المستوى الطبيعيّ قد يُسبب مشاكل صحية حقيقية، ويُمكن بيان ذلك على النحو الآتي:[7]

يُعدّ الإستروجين (بالإنجليزية: Estrogen) أحد الهرمونات الجنسية الرئيسية لدى الإناث، ويوجد كذلك بنسب قليلة لدى الرجال، وأمّا بالنسبة لوظائفه فهو الهرمون المسؤول بشكلٍ رئيسيّ عن ظهور الصفات الأنثوية عند البلوغ، ومن ذلك: نمو الأثداء وزيادة حجمها، وبدء الدورة الشهرية، ونمو الشعر تحت الإبط وفي منطقة العانة، هذا بالإضافة إلى دور هرمون الإستروجين في حماية العظام لدى الرجال والنساء على حدٍّ سواء، وضبط مستويات الكولسترول في الجسم، والتأثير في مزاج الإنسان، وصحة قلبه، وجلده، وبعض الأنسجة الأخرى. ومن الجدير بالذكر أنّ هرمون الإستروجين يُفرز بصورة رئيسية من قِبل المبايض، في حين أنّ نسبة قليلة منه يتمّ إفرازها من قِبل قشرة الغدة الكظرية، وهو من الهرمونات التي تنتقل في الدم ليؤثر في أنسجة الجسم المختلفة، ويُشار إلى أنّ لهرمون الإستروجين ثلاثة أنواع رئيسية، ألا وهي: الإستراديول (بالإنجليزية: Estradiol)، والإستريول (بالإنجليزية: Estriol) الذي يُعدّ الأكثر شيوعاً خلال الحمل، والإسترون (بالإنجليزية: Estrone) الذي يُعدّ هرمون الإستروجين الوحيد الذي يُصنّعه الجسم بعد بلوغ المرأة سنّ اليأس، وأمّا بالنسبة لحالات اختلال مستويات هرمون الإستروجين في الجسم فيأتي بيانها بشيء من التفصيل أدناه:[9]

هرمونات نخاع الغدة الكظرية

يُعرف الجزء الداخلي من الغدة الكظرية بنخاع الكظرية كما بيّنّا سابقاً أو لب الغدة الكظرية، وحقيقةً يُطلق على الهرمونات المُنتجة من قبل هذا الجزء طبياً مصطلح كاتيكولامينات (بالإنجليزية: Catecholamines)، وذلك لأنّ عملها لا يقتصر على كونها هرمونات فقط، وإنّما تعمل كذلك كنواقل عصبية (بالإنجليزية: Neurotransmitters)، والنواقل العصبية هي الرسائل الكيميائية في الجهاز العصبي، وبشكلٍ عام تعمل الكاتيكولامينات على تنظيم ردة فعل الجسم للتوتر،[2] وإنّ أهمّ هذه الهرمونات على الإطلاق الأدرينالين المعروف بالإبينيفرين (بالإنجليزية: Epinephrine)، والنورأدرينالين المعروف بالنورإيبنفرين (بالإنجليزية: Norepinephrine)، وإنّ هذين الهرمونين يؤثران في القلب والأوعية الدموية، بالإضافة إلى تسبّب كليهما برفع مستوى السكر في الدم، ويمتاز النورأدرينالين بكونه يتسبب برفع ضغط الدم، وذلك بجعل الأوعية الدموية أكثر ضيقاً، ويُشار إلى أنّ الإيبنفرين يؤثر في المستقبلات من نوعي ألفا وبيتا، في حين أنّ النورإيبنفرين يؤثر بشكلٍ رئيسي في المستقبلات من نوع ألفا، ويُشار إلى أنّ الدوبامين (بالإنجليزية: Dopamine) يُمثل أيضاً أحد الكاتيكولامينات التي يتمّ إفرازُها أيضاً من نخاع الغدة الكظرية، ويمكن بيان وظيفة كل من هذه الهرمونات وآلية عملهما فيما يأتي:[10][11]

المراجع

  1. ^ أ ب Robert M. Sargis MD, PhD, "An Overview of the Adrenal Glands"، www.endocrineweb.com, Retrieved September 5, 2019. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Adrenal gland hormones", www.cancer.ca, Retrieved September 5, 2019. Edited.
  3. ↑ "Adrenal Gland", www.training.seer.cancer.gov, Retrieved 19-9-2019. Edited.
  4. ↑ "Aldosterone", www.yourhormones.info, Retrieved September 5, 2019. Edited.
  5. ↑ "Adrenal Insufficiency (Addison's Disease)", pituitary.org, Retrieved 10-10-2019. Edited.
  6. ↑ "What Is Cortisol?", www.webmd.com, Retrieved September 6, 2019. Edited.
  7. ↑ Rachel Gurevich، "Androgens & PCOS: Excess Levels & What It Means"، www.verywellhealth.com, Retrieved September 6, 2019. Edited.
  8. ↑ "HYPOANDROGENISM", fertilitypedia.org, Retrieved September 6, 2019. Edited.
  9. ↑ "What is Estrogen?", www.hormone.org, Retrieved September 6, 2019. Edited.
  10. ↑ "What’s the Difference Between Epinephrine and Norepinephrine?", www.healthline.com, Retrieved September 6, 2019. Edited.
  11. ↑ "Dopamine ", www.emedicine.medscape.com, Retrieved 10-10-2019. Edited.
  12. ↑ "dopamine", www.psychologytoday.com, Retrieved 10-10-2019. Edited.
  13. ↑ "What to know about epinephrine and norepinephrine", www.medicalnewstoday.com, Retrieved September 6, 2019. Edited.
  14. ↑ "The norepinephrine transporter deserves more attention", journals.lww.com, Retrieved 8-9-2019. Edited.
  15. ↑ "High Dopamine Levels: Symptoms & Adverse Reactions", mentalhealthdaily.com, Retrieved 10-10-2019. Edited.
  16. ↑ "Dopamine deficiency: What you need to know", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 10-10-2019. Edited.