يُعدّ تحليل الدّم (بالإنجليزية: Blood test) فحصاً مخبريّاً شائعاً جدّاً، يتمُّ فيه سَحب عيّنة من الدّم لتحديد الحالة البيوكيميائية والفيسيولوجية للدّم، والتي من شأنها أن تُساعد الأطباء على التّحقق من وجود مرض مُعيّن أو تطوّر حالة طبيّة معينة، كما أنّها تُساعد على تحديد درجة كفاءة بعض الأعضاء في أداء وظيفتها بشكلٍ صحيح، بالإضافة إلى التحقّق من فعاليّة بعض الأدوية المستخدمة في العلاج.[1][2]
عادةً ما يكون إجراء تحليل الدّم سريعاً وسهلاً، حيثُ يتمُّ سحب عيّنة صغيرة من الدّم من خلال الأوردة الموجودة في الذّراع باستخدام إبرة (بالإنجليزية: Needle)، أو باستخدام وخز الإصبع في بعض الأحيان، ومن الجدير بالذّكر أنّ العديد من اختبارات الدم لا تتطلب أيّة تحضيرات خاصة، ولكن بعضها قد يحتاج المريض إلى الصيام عن الطّعام لمدّة 8 إلى 12 ساعة قبل الاختبار، أو التّوقف بشكلٍ مؤقت عن أخذ أدوية معيّنة قبل إجراء الفحص، وبعد أخذ عيّنة الدّم يتمُّ إرسالها إلى المختبر، حيثُ يتمُّ فحصها تحت المجهر أو اختبارها باستخدام مواد كيميائية، وقد تُستخدم عينة الدم بالكامل لحساب عدد خلايا الدم، أو يتمّ فصل خلايا الدم عن السائل الذي يحتوي عليها، وهو ما يُعرف بالبلازما (بالإنجليزية: Plasma) أو المَصْل (بالإنجليزية: Serum)، وذلك لقياس المواد المختلفة الأخرى في الدّم.[1][3]
يُعرف هذا التحليل باسم العد الدموي الشامل (بالإنجليزية: Complete blood count)، واختصاراً فحص CBC، وهو أحد اختبارات الدّم الأكثر شيوعاً، وغالباً ما يتمّ اجراؤه كجزء من الفحص الرّوتينيّ لتقييم الصّحة العامّة، وللكشف عن مجموعة واسعة من الأمراض والاضطرابات، مثل فقر الدّم (بالإنجليزية: Anemia)، والعدوى (بالإنجليزية: Infections)، وسرطان الدّم (بالإنجليزية: Leukemia)، وغيرها، حيث يتمّ ذلك من خلال الكشف عن وجود زيادة أو نُقصان غير طبيعيّ في تعداد بعض الخلايا أو بعض مكوّنات الدّم، والتي تتضمّن ما يأتي:[1][4]
يُعدّ فحص كيمياء الدّم (بالإنجليزية: Blood Chemistry Test) مجموعة من الاختبارات التي تقيس كميات المواد الكيميائية المُختلفة، والموجودة في عيّنة الدّم، وعادةً ما يتكوّن فحص كيمياء الدّم من حوالي 7-25 اختباراً، وفي ما يأتي لمحة عامّة عن هذه الاختبارات:[5][1]
تُساعد الإنزيمات (بالإنجليزية: Enzymes) على التّحكم في التفاعلات الكيميائية في الجسم، وهناك العديد من فحوصات إنزيمات الدم، ومنها تلك المستخدمة في التحقق من النوبات القلبية، وهي تتضمن قياس مستويات إنزيميّ التروبونين (بالإنجليزية: Troponin)، والكرياتين كيناز (بالإنجليزية: Creatine Kinase).[1]
يُطلق على اختبار تخثّر الدّم اسم فحص التّجلّط (بالإنجليزية: Coagulation Test)، ويتمّ من خلال هذا الفحص قياس مُستوى البروتينات الموجودة في الدّم، والتي تؤثر في عملية التّخثر، وفي الحقيقة تكمن أهميّة هذا الفحص في معرفة ما إذا كان الشخص مُعرّضاً لخطر النّزيف أو حدوث الجلطات في الأوعية الدموية، بالإضافة إلى أهميتها في مُراقبة حالة الأشخاص الذين يتناولون بعض الأدوية التي تقلل من خطر الإصابة بخثرات الدم مثل الوارفارين (بالإنجليزية: Warfarin)، والهيبارين (بالإنجليزية: Heparin).[1]
يتمّ تحديد فصائل الدّم (بالإنجليزية: Blood typing) قبل التبرّع بالدم أو إجراء عملية نقل الدم، وذلك للتحقق من تطابق فصائل الدّم، كما يُستخدم هذا الفحص أيضاً أثناء الحمل لتجنّب حدوث ما يُعرف باسم داء الريسوس (بالإنجليزية: Rhesus disease).[6]
يدل قياس مُستوى البروتين المُتفاعل C (بالإنجليزية: C-reactive protein) في الدّم على وجود التهاب في الجسم، أو وجود خطر للإصابة بنوبة قلبية.[2]
يقيس فحص سرعة ترسب الدّم (بالإنجليزية: Erythrocyte sedimentation rate) مُعدّل ترسب خلايا الدّم الحمراء في أنبوب اختبار عيّنة الدّم، ويُعتبر هذا مقياساً غير مباشر لدرجة الالتهاب الموجودة في الجسم، حيثُ إنّه كلّما زادت سرعة الترسب، زادت احتمالية وجود مستويات عالية من الالتهاب.[7]
تتضمّن اختبارات الجينات الوراثية (بالإنجليزية: Genetic testing) استخراج عيّنة من الحمض النووي من الدّم، والبحث فيها عن طفرات جينيّة (بالإنجليزية: Mutations)، لتشخيص بعض الأمراض الوراثية مثل التليّف الكيسي، وفقر الدّم المنجلي، وغيرها من الأمراض.[6]
يحتاج فحص غازات الدّم إلى عيّنة دم تؤخذ من الشريان، حيث يتمّ من خلاله التّحقق من التوازن بين غازي الأكسجين وثاني أكسيد الكربون في الدم، وتوازن درجة الحموضة والقاعدية للدم، إذ يحدث الخلل في درجة الحموضة والقاعدية بسبب الإصابة ببعض مشاكل الجهاز التنفسي، بالإضافة إلى المشاكل التي تؤثر في عمليات الأيض مثل مرض السّكري، والفشل الكلوي، وغير ذلك.[6]