ما هو حج التمتع طب 21 الشاملة

ما هو حج التمتع طب 21 الشاملة

الحجُّ

جعل الله تعالى الكعبة المشرَّفة قبلة المسلمين، ومهوى أفئدتهم، ووجهة أرواحهم في أجلِّ عباداتهم: الصَّلاة، والعمرة، والحجُّ؛ ففي كلِّ صلاةٍ من الصلوات المفروضة أو حتّى النَّوافل، يتَّجه المسلمون صوب الكعبة المشرَّفة، وفي العمرة يتوجهون إليها زائرين لأداء هذه العبادة التي لا تكتمل إلّا بالطواف حول الكعبة المشرَّفة، وفي الحجِّ يتَّجه ملايين المسلمين إلى الكعبة المشرَّفة، فيشدُّون رحالهم إليها من بقاعٍ مختلفةٍ وبلادٍ متعدِّدةٍ، ليجتمع في أشهر الحجِّ مسلمون من أصولٍ وجنسياتٍ ولغاتٍ عدَّةٍ، جاؤوا لأداء هذه العبادة تلبيةً لأمر الله تعالى، كما جاء في كتابه الكريم: (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ).[1] وفي هذا المقال بيان لمعنى عبادة الحجِّ، وتوضيحٌ لأحد أنواعه، وهو حجُّ التَّمتُّع، وبيان أحكامه وكيفيَّة أدائه.

مفهوم حج التَّمتُّع

وأمَّا الحجُّ في الاصطلاح الشَّرعي: هو قصد بيت الله الحرام والمشاعر المقدَّسة في أيامٍ معلومةٍ، لأداء أعمالٍ مخصوصةٍ، على هيئةٍ وشروطٍ مخصوصةٍ كذلك، وهذه الأعمال وفق جمهور الفقهاء هي: الوقوف بعرفة، والطّواف بالكعبة المشرَّفة والسَّعي بين الصَّفا والمروة.[3]

أمَّا التَّمتُّع في اللغة: اشتقاقه من الجذر اللغوي متع، وهو يدل على المنفعة، والمُتعة والمَتاع:المنفعة.[4]

وحجُّ التَّمتُّع هو أحد أنواع نسك الحجِّ التي يُحرم بها الحُجَّاج، والمراد به: أن يُحرِم الحاجُّ بالعمرة وحدها في أشهر الحجِّ، فيؤديها، ويتحلَّل من إحرامِه منها فيحلق ويقصِّر، ويبقى في مكَّة حتّى إذا كان اليوم الثَّامن من ذي الحجَّة جدَّد إحرامه للحجِّ من مكانه، ويلزم من حجَّ متمتِّعاً ذبح الهدي، ويكون واجباً في حقِّه؛ لقاء ما تمتَّع به من العمرة إلى الحجِّ.[5] وقد ورد ذكر حجِّ التَّمتُّع في قول الله تعالى: (...فَإِذَا أَمِنتُمْ فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَٰلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ).[6]

كيفيَّة حجِّ التَّمتُّع

إنَّ من أراد من الحُجَّاج أن يحجّ مُتَمتِّعاً فإنّ عليه اتّباع خطوات معيّنة يُمكن ترتيبها وتوضيحها كما يلي:[3]

المراجع

  1. ↑ سورة الحج، آية: 27.
  2. ↑ الزبيدي ، تاج العروس، مصر: دار الهداية ، صفحة 459، جزء 5. بتصرّف.
  3. ^ أ ب مجموعة من العلماء، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية )، الكويت: دار السلاسل، صفحة 23-48، جزء 17.بتصرف.
  4. ↑ ابن فارس، مقاييس اللغة، دمشق: دار الفكر، صفحة 293، جزء 5.بتصرف.
  5. ↑ "أنواع الحج أركانه وواجباته وسننه"، //ar.islamway.net/، 15-9-2015، اطّلع عليه بتاريخ 29-10-2017. بتصرّف.
  6. ↑ سورة البقرة، الآية 196.
  7. ↑ سورة البقرة، آية: 203.